رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة داخل كنيسة سيدة التجلي في رميش، بحضور فاعليات عسكرية، سياسية، اجتماعية، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وحشد من المؤمنين من أبناء البلدة والبلدات المجاورة.
بعد الصلاة، ألقى كاهن الرعية الأب نجيب العميل كلمة، رحب فيها بالراعي والوفد المرافق، شاكرا له زيارته الرابعة لهذه البلدة، ومعتبرا انها "زيارة شبيهة لزيارة السيد المسيح إلى أورشليم، حيث كان الشعب ينتظر كما ينتظر أبناء رميش اليوم تطمينا عن مصيرهم ومصير وطنهم، وهم لا يحصلون على الجواب الشافي إلا من فم سيادتكم".
وأضاف العميل: "شيمة أبناء رعيتنا يا صاحب الغبطة الكرم وحسن ضيافة الغرباء دون التطلع إلى مذهبهم وعرقهم، وهذا ما جعل من رميش ملجأ لكل من أراد العيش بكرامة، والفضل بذلك إلى ايماننا بتعاليم السيد المسيح وأمنا الكنيسة".
وتابع: "أننا في رميش، نعشق أرضنا ونحترمها ونهتم بها، لأنها مصدر رزقنا، فنحن متجذرون فيها لم ولن نبيعها مهما جارت علينا الأيام، وقد قررنا خلال الظروف الصعبة التي مررنا بها ان نموت وأن لا نتركها".
وختم: "نرجو أن نحظى ببركتكم الأبوية لترافقنا على الدوام".
بعدها، ألقى رئيس البلدية مارون شبلي كلمة، شدد فيها على أهمية هذه الزيارة، متمنيا على صاحب الغبطة "منح أبناء البلدة البركة الدائمة لتكون الذخيرة الحية وليكون غبطته قريبا منا وراعي لهمومنا، بدءا من حياتنا المعيشية مرورا بالخدمات الإنسانية، ومنها إلى حقنا بالعيش سويا كغيرنا من أبناء الوطن، بكرامة دون نقص".
وأضاف شبلي: "مرت فترة من الزمن كان أمرا واقعا أيام الإحتلال الإسرائيلي، الذي نتج عنه انتقال عدد كبير من فتيات البلدة، إلى داخل الأراضي الفلسطينية بزواجهن من عرب فلسطين (عام 1948)، وهن الآن غير قادرات على التواصل مع أهلهن، فنرجو أن تجدوا الحل الإنساني لهؤلاء كي يزوروا لبنان مثل باقي الفلسطينيين القادمين من الأراضي المحتلة لزيارة أماكن العبادة في لبنان".
بدوره، شكر البطريرك الراعي أهالي البلدة على حفاوة الإستقبال، واستهل كلمته موجها تحية إلى "أهلنا في الأراضي المقدسة الذين يشاركوننا بدموع الفرح". وقال: "لقد دخلنا إلى بلدتكم وتأثرنا بالمحبة وحفاوة الإستقبال وبالإبتسامة التي خبأتم خلفها همومكم ودموعكم. ولكن أقول إن الرب ينصر في الوقت المناسب شعبه. والرب يسوع يبدد كل المخاوف والوجع".
وأضاف: "لقد سمعنا بتأثر وجع الأخوات والأمهات اللواتي يناشدوننا بالنسبة لأبنائهم الموجودين في الأراضي المقدسة، وكأنهم موجودون في سجون، وأنا أؤكد لكم أننا نشعر معكم بكل هذا الألم. لقد زرتهم وتأثرت كثيرا لرؤية الأطفال يحملون العمل اللبناني في الأراضي المقدسة. وأقول لكم أيضا أن راعي الأبرشية وأنا والمعنيين في الكنيسة على اتصال مع المعنيين والمسؤولين العسكريين والأمنيين، علهم يجدون حلا لهذه المأساة الإنسانية، ومع أصحاب الإرادة الطيبة نواصل عملنا لعلنا نصل إلى حلول. ولكن نحتاج إلى الصبر وطول البال، والإتكال على نعمة ربنا لكي تحرك هي الضمائر".
ختم: "حافظوا على وحدتكم وتضامنكم وأراضيكم، فكل شيء يتغير ما عدا الأرض تبقى أرض والوطن يبقى وطن. وآمنوا بما قاله يسوع: من يصبر إلى المنتهى يخلص".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News