علم انّ الرئيس سعد الحريري لن يعلن اليوم تبنّي ترشيح عون وأرجأه إلى مساء غد الخميس، حيث يرجّح ان يزور عون «بيت الوسط» ومن ثمّ يعلن الحريري امام كتلة «المستقبل» الترشيحَ مباشرةً في حضور عون. ولم تستبعد المعلومات ان يكون تكتّل «التغيير والإصلاح» حاضراً خلال إعلان ترشيح رئيسه.
الأجواء المحيطة بحركة الحريري وكلّ مَن شَملتهم المشاورات خرَجوا بقناعة أنّه حسَم موقفه وينتظر ساعة الصفر. وهذه الحركة الحريرية جاءت متناغمة مع الأجواء التفاؤلية العالية المستوى في الرابية. فيما لوحِظ انّ حركة مشاورات تجري على الخطوط الأخرى ومحورُها عين التينة. وتقول المصادر في هذا المجال إنّ الرئيس بري قد بدأ فعلاً بتجميع الأوراق الاعتراضية لِما تسمّيها أوساطه «معركة المواجهة» ضد هذا الترشيح.
وإذا كانت حركة رئيس «اللقاء الديموقراطي» قد جاءت بما يشبه محاولة لإطفاء مسبَق لفتيل التوتير السياسي المتصاعد على الخط الرئاسي فإنّ تغريداته، وخصوصاً الأخيرة التي قال فيها « يبدو أنّ الفرج قريب» بدت وكأنّها حاسمة للإعلان، مع انّ اللقاء الذي جمع نواب كتلته وابنه تيمور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري سادته قراءة مشتركة لحساسية الوضع ودقّته التي تتطلّب عناية كبرى من كلّ العاملين على الخط الرئاسي، على حدّ قول مصادر مطلعة.
محاذير
لكنّ بعض المحاذير تشكّلت لدى الحريري من سلسلة معطيات، وهي:
أوّلاً، بات الحريري مقتنعاً بأنّ جبهة معارضة تشكّلت ضد انتخاب عون، وهذا ما عكسَه موقف للرئيس فؤاد السنيورة أمس قال فيه: «لست قائد الجبهة ضد وصول العماد عون إلى الرئاسة»، ما يؤكّد وجود مثل هذه الجبهة، وخصوصاً أنّ تمسّك رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بترشيحه يأتي من هذا الباب.
وكان قد سبَقه موقف لوزير المال علي حسن خليل أكثر وضوحاً، قال فيه: «إنّنا سنشارك في جلسة انتخاب الرئيس وسنصوّت ضد العماد ميشال عون وسنذهب الى المعارضة وسيكون الرئيس نبيه بري أولَ من يهنّئه بالفوز، ونحن أمام ثنائية سنّية – مسيحية شبيهة بسنة 1943 وسنواجهها».
وتابع: «نحن لا نُبلغ بنتائج التفاهمات إنّما نكون جزءاً منها». وفي هذا الكلام تحذير من صراع مذهبيّ استدرج ردّاً قاسياً من تكتّل «التغيير والإصلاح» ما قد يحمل «حزب الله» إلى التدخّل لرأب هذا الصدع الخطير. لكن خليل أوضح مساءً أنّ ما تحدّث عنه لم يكن الثنائية المسيحية ـ السنّية إنّما تحدّث عن تفاهمات ثنائية سياسية من دون أن يأتي على ذكر الطوائف.
ثانياً، ما أعربَ عنه رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط بتغريدة عبر «تويتر» لمّح فيها إلى انّ أصوات كتلته قد لا تصبّ في مصلحة عون وحده، معتبراً «أنّها كتلة نيابية متنوّعة من حزبيين ومستقلين وأصدقاء، لها رأيها إلى جانب رأي رئيسها».
ثالثاً، لا يعرف الحريري حتى الآن حجم التمرّد الذي قد تشهده كتلته النيابية وخصوصاً أنّ رئيس هذه الحركة هو السنيورة. وهذا التمرّد لم يكن له وجود لو توفّرَ دعم سعودي لخطوة الحريري، بل ثمّة معطيات تشير إلى عدم وجود غطاء سعودي أو مصري لها.
ولم يتّضح ما إذا استحصل الحريري على ضمانات لتولّيه رئاسة الحكومة في العهد الجديد. ولفتَت المصادر إلى انّ اجتماع كتلة المستقبل كان عاصفاً في جانب منه، عندما تجدّد الانقسام من موضوع تزكية عون وتقدّم الرئيس السنيورة بمواقفِه الرافضة لتسمية عون ومعه بعض من نواب الشمال وعكّار، وهم الى جانب العديد من النواب السنّة الرافضين وفي مقدّمهم الرئيس نجيب ميقاتي والنائب احمد كرامي وقاسم عبد العزيز وأحمد كبارة.
ولا تقلّ مهمّة عون صعوبة عن مهمّة الحريري، ومِن العقبات الكبرى إمكان تسوية الوضع مع الرئيس بري الذي رفضَ أمس استقبالَ الوزير باسيل للبحث في شؤون الاستحقاق، وهو ما يدلّ على صعوبة ترميم العلاقة بينهما.
وفي هذا الإطار قالت المصادر إنّ البوانتاجات التي نشَطت أمس في بعض الماكينات الانتخابية الرئاسية في ضوء ما هو معلن من مواقف ومعلومات عن توجهات الأطراف كافة، توغّلت في الحديث عن انشقاقات في كتلة «المستقبل» واحتمال أن يصابَ «اللقاء الديمقراطي» بالعدوى عينِها، وهي مفروزة بين نواب «الحزب التقدمي الإشتراكي» الملتزمين وحلفائه أعضاء «اللقاء الديمقراطي» في ضوء بعض المواقف المبدئية لبعض أعضائهما، ومنهم النائب مروان حماده.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News