فرنسا التي استعمرت عدداً كبيراً من الدول العربية والافريقية، يربطها التاريخ بعدد من الدول كونها ساهمت باعطائها الاستقلال بعد فترات طويلة من الاستعمار. ففي سنة 1958 ، تولى الرئيس الفرنسي شارل ديغول السلطة في فرنسا، ووضع دستوره الجديد الذي أعلن فيه أن من حق أية مستعمرة فرنسية ترفض هذا الدستور أن تحصل على الاستقلال. ولما طُرح الاستفتاء، خُيِّرَ سكان الصومال الفرنسي بين استمرار تبعيتهم لفرنسا وبين الاستقلال. وقد أثار هذا الاستفتاء خلافاً كبيراً بين الصوماليين، ومع ذلك فقد جاءت نتيجة الاستفتاء ضد دستور ديغول بنسبة 75% بينما ادعت فرنسا أن نتيجة الاستفتاء لصالح المؤيدين لتبعية فرنسا.
جرت تظاهرات عامة مطالبة باستقلال الصومال أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول إلى الصومال في أغسطس 1966 ، وفي 21 سبتمبر من نفس السنة أعلن لويس ساجت الحاكم العام المعين في الإقليم بعد هذه التظاهرات ان قرار الحكومة الفرنسية هو إجراء استفتاء لتحديد بقاء جيبوتي ضمن الجمهورية الفرنسية أو أن تمنح استقلالها، وفي مارس 1967 اختار «60%» استمرار الإقليم مرتبطا بفرنسا.
قررت فرنسا عام 1967 تغيير اسم الإقليم ليصبح إقليم عفار وعيسى الفرنسي، كما قررت الحكومة الفرنسية أيضا الاعتراف بالهيكل الحكومي للإقليم، وذلك بجعل الممثل الفرنسي - والذي كان سابقا الحاكم العام للإقليم - مبعوثا ساميا. وزيادة على ذلك تم تعديل المجلس التنفيذي ليصبح كمجلس للحكومة يضم تسعة أعضاء. وفي سنة 1975 بدأت الحكومة الفرنسية، تتلقى عدة مطالبات باستقلال الإقليم ثم تم إجراء التصويت على الاستقلال في مايو 1977 ، وتم تأسيس جيبوتي في 27 يونيو 1977.
لم تعرف جيبوتي منذ تأسيسها الى اليوم رئيساً استمرّ لأربعة ولايات متتالية كما حصل مع الرئيس الحالي اسماعيل عمر جيله. هذا الرئيس الذي وعد شعبه بعدم خوض الانتخابات لولاية رابعة، سرعان ما نكس بوعوده وترشح للانتخابات وفاز لولاية رابعة ناهياً كل حلم بالتغيير في الدولة الافريقية. استمرّت العلاقة مع فرنسا من خلال هذا الرئيس الذي استطاع تأمين مصالح الدولة الاوروبية من خلال فتح الأسواق والقواعد العسكرية ما أمّن في المقابل السكوت والرضى على استمراره في الحكم طيلة هذه السنوات.
اخترنا لكم



