أعادت حادثة التفجير في مرملة وادي جهنم على الحدود الفاصلة بين عكار والضنية، منتصف ليل الأحد الاثنين الماضي، تسليط الضوء على مافيا المقالع والكسارات المحمية سياسيا وأمنيا، والتي تأكل جبال عكار في غياب كلي للمؤسسات الرسمية من وزارات وإدارات ومخافر.
ويعد التفجير سابقة خطيرة لجهة ضرب كل القوانين بعرض الحائط، خصوصا أن استخدام هذه الكمية من الديناميت أثارت رعب الأهالي في البلدات الواقعة عند مقلبي وادي جهنم فترددت أصوات الانفجار في بلدات: قبعيت، حرار، مشمش فنيدق، وبلدة القمامين التابعة عقاريا لقضاء الضنية، وظن الأهالي بداية أن انفجارا كبيرا قد وقع قبل أن يدركوا حقيقة الأمر.
تحاصر المرامل والمقالع سفوح عكار وجبالها الرئيسة، إن كان من جهة عكار ـ الضنية أو من جهة عكار ـ الهرمل، حيث منبع المقالع والكسارات التي قضت على غابات عكار النادرة، وتحديدا الكسارات «العملاقة» في منطقة كرم شباط، وفي وادي جهنم وبلدة القمامين في الضنية لجهة بلدة قبعيت في عكار.
واقع الحال على الحدود بين عكار والضنية هو نفسه كما بين عكار والهرمل، فالكسارات العملاقة على الحدود مع الهرمل تعمل من دون أي ترخيص، وقد أدّت مع الوقت الى إطاحة غابة أرز السويسة وغابة وادي الفارغ والحريق، والعريشة المعروفة بأشجار اللزاب النادرة.
كما أن الموقع الجغرافي وتنصل الجميع من الاعتراف بقرية جيرون الواقعة بين مثلث عكار ـ الضنية ـ الهرمل وبالتالي من مسؤولية متابعة شؤونها الإنمائية، أدى الى حالة من الفلتان في البلدة، فالمقالع والكسارات تستبيح أجمل الغابات والمواقع الأثرية التي تضمها، والآليات لا تهدأ طوال 24 ساعة، ما أدى الى تغيير ملامح الطريق الرئيسة.
وفور وقوع الانفجار، عمدت القوى الأمنية الى تطويق المكان والبحث عن صاحب المقلع، الذي فر الى جهة مجهولة.
هذا الواقع يطرح تساؤلات عدة: ما هو وضع المقالع في وادي جهنم، وهل هناك أي تنسيق بين محافظة عكار وقضاء الضنية بالنسبة للتعديات القائمة، وماذا تنتظر الوزارات المعنية لتتحرك وتضع حدا للفلتان الحاصل، علما أن البيئيين لطالما أطلقوا صرخات على مدى الأعوام الماضية ودقوا ناقوس الخطر عبر الطلب من الوزارات المعنية اتخاذ خطوات حاسمة من شأنها ضبط عمل المقالع والكسارات الموجودة في المنطقة؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News