المحلية

ميشال قنبور

ميشال قنبور

ليبانون ديبايت
الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 - 09:08 ليبانون ديبايت
ميشال قنبور

ميشال قنبور

ليبانون ديبايت

انتخاب عون.. صدمة وطن

انتخاب عون.. صدمة وطن

ليبانون ديبايت - ميشال قنبور:

ربما وقد شاء القدر أن يصل البلد إلى خواتيم سعيدة بعد أكثر من سنتين ونصف على الشغور في الرئاسة الأولى وللمفارقة أنها المرة الاولى التي نخرج من فراغ ويتم إنتخاب رئيس دون حمام دم كما جرى بعد إنتهاء عهدي الرئيسين أمين الجميل وإميل لحود. كما وشاء هذا القدر نفسه أن يأتي، مبدئيًا، بالعماد النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية العتيدة بعهد لا يزال مبهمًا حتى الساعة، ومسبوقًا بخطين متوازيين أحدهما أبيض والآخر أسود.

فما جرى في الأيام القليلة الماضية على صعيد التحرك السريع والمفاجىء للملف الرئاسي، قلب الموازين وسار بالحل إلى خاتمة الطريق. حيث أن تحالفات جديدة شُكّلت، وإتفاقيات أخرى انفكّت، علّ يوم 31 من الشهر الحالي، يكون مقبرة الفراغ المظلم، وبادرة أفق جديدة.

ولا يختلف اثنان، على أن للعماد عون ثقلاً سياسياً وشعبياً وازناً، فرض نفسه على الساحة السياسية اللبنانية منذ عودته من المنفى. وبعد طول إنتظار، سيسجّل التاريخ لهذا الرجل، فيما لو تُوج رئيساً للجمهورية اللبنانية، أنه الزعيم المسيحي الماروني الأبرز منذ الإستقلال إلى اليوم متفوقًا بفارق كبير على الآخرين وهو الذي تمكن من الفوز بالرئاسة الأولى بعد أن خاض تجربة رئاسة الحكومة، والتوزير، وإعتلى منصب قائد الجيش، ثم ترأس أكبر تكتل نيابي مسيحي في تاريخ المجلس النيابي فارضًا نفسه على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لا سيما على الصعيد المسيحي.

كما يُسجَّل لهذا الرجل نقطة أكثر من إيجابية، تكمن في أنه حقق كل تلك الإنجازات دون خلفية عائلية أو مالية او بناءً على إرث سياسي، كما هو الحال لدى أغلب القيادات اللبنانية.

نقاط إيجابية نضعها في رصيد من سيحكمنا في العهد القادم.. ولكن !!!

عن أيّ عهد نتكلم، ومن أي باب سيُدقُّ؟.. فهذا العهد الذي إنقسم حوله المواطنون، كما السياسيون، قبل أن يبدأ، كيف ستكون صورته ووفق أي معايير؟ هل سأل المواطنون المتناحرون على حب "عون" أو بغضه، لماذا هو، أو لماذا غيره؟ وعلى أي أسس، سينتخبه ممثلو الشعب، الذين إصطفيناهم ليسيّروا شؤون البلاد نيابة عنّا؟!

وهذه الانتخابات.. ألا تعتبر إستخفاف بعقول المواطنين الذين ربما تحولوا إلى عبدة أصنام يقدّسون زعمائهم، أين هو برنامج الرئيس الانتخابي؟.. نحن نحتاج، إنطلاقًا من مبدأ ديمقراطي وهو المحاسبة، أن نحصل على برنامج لعهد كامل، ينير الصورة أمامنا، فنبني خياراتنا على أساسه، لا أن نبنيها بناء على العاطفة والكلام المنمّق في بلد يرزح تحت وطأة المشاكل الإقتصادية والإجتماعية، والرد على من يقول ان خطاب القسم هو برنامج الرئيس بسيط "هل من المنطقي ان ننتخب شخص وبعد انتخابه يطلعنا على برنامج عمله".

أيضًا وأيضًا، يحق لنا كمواطنين أن نسأل المرشح لتولي إدارة شؤوننا، وهو قد ناهز العمر المتقدم (أطال الله بعمره وأعطاه الصحة)، هل هو قادر بدنيًا وصحيًا، على إتمام مهامه التي ستُسلَّم اليه؟ هل هو قادر على العمل 12 الى 18 ساعة يوميًا؟ وهل ستتغلب عاطفته في هذا السن على عقله فيتولى الاقربون زمام القرار الرئاسي؟!

كما يحق لنا أن نسأل عن الكثير الكثير من الهواجس والأسئلة التي تغيب الأجوبة عنها، وسط الإتفاقيات السياسية السريّة بعيدًا عن دراية المواطنين، وفي ظلّ غياب البرنامج الواضح. هذه الهواجس التي تدور ببال الكل، تحت عنوان "الخوف من المستقبل"، إستنادًا إلى تاريخ المرشح الذي إرتبط وصوله إلى أي مفصل من مفاصل الحكم بخضات سياسية وامنية.

إذا أين هي الضمانات حول إستقرار مرحلة ما بعد الإنتخاب؟

من هنا، وبناء على كل ما تقدّم، فإن إنتخاب عون سيكون بالفعل "صدمة وطن"، تحمل في طيّاتها وجهين، أحدهما إيجابي لمن إختاره، والآخر سلبي لمن رفضه على امل صادق ان يكلل فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئاسته بصدمات ايجابية تعيد لنا جميعاً الامل في قدرتنا على بناء دولة "يليق بها العيش".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة