غداً، رئيس الجمهورية رئيساً للجمهورية. مبروك جنرال، بعد كل ذلك الانتظار الطويل، والمرير، الكثيرون ينظرون اليك لا كونك رئيساً للدولة فحسب بل ومخلصاً للدولة من براثن اكلة لحوم البشر...
من يحسبون ان طريق الجلجلة ينتهي عند بوابة القصر، نقول لهم ان طريق الجلجة يبدأ عند بوابة القصر لاننا لا نرى في الجنرال الظل، او التابع، او الدمية، ولاننا لا نرى في الجنرال رجل التفاهمات التي توصله عارياً، او حافياً، او مكتوف الايدي الى القصر...
يفترض ان نتصور ان سنوات الجمر (والتقلب على الجمر) لم تحوّل الجنرال الى بقايا جنرال، في هذه اللحظة بالذات، وعاطفياً على الاقل، نبدو واثقين من انه ما زال على توهجهه، وانه يستطيع ان يفعل الكثير ليكون للبنان الدور، وليكون لبنان الدور، بعدما حوله ذلك التقاطع الكارثي بين لعبة القبائل ولعبة المذاهب الى مستودع للصوص، وللمهرجين، وللراقصين على كل الحبال، ولبارونات الزبائنية، والانتهازية، والتبعية لكل عابر سبيل...
لا نتصور ان الجنرال يمكن ان يكون تحت وصاية احد، وهو الذي يعرف ما يقوله خفافيش السياسة في غرفهم المقفلة، ذات يوم استخدم الفرنسي جان - فرنسوا ديفل تعبير «قهقهات الضفادع»!
انت من قال بتعديل الدستور لكي ينتخب الرئيس من الشعب. اذا، الشعب هو رهانك، وكن واثقاً ان تلك الطبقة السياسية البالية هي الهشاشة بحيث لا تستطيع ان تقف في وجهك حين تطل كل ثلاثة اشهر على الناس وتقول لهم ماذا حققت وما لم تتمكن من تحقيقه بسبب قطاع الطرق الذين مثلما يقطعون الطريق على المستقبل يقتطعون الطريق على الامل...
ندرك تماما ان الصلاحيات وضعت هكذا لكي تحاصر رئيس الجمهورية. احدهم ارتضى بذلك فبدا كما رجل الثلج وعلى رأسه طربوش احمر، لكنك امام دستور وضع ليكون ملتبساً، وليكون حمّال اوجه. هنا نفهم ما هو ومن هو الرئيس القوي الذي لا يضع اذنيه بتصرف الببغاوات، او بتصرف القناصل، او بتصرف السماسرة.
حماك الله ايها الجنرال من المستشارين انت تملك الثقافة، والتجربة، والحنكة، والارادة لكي لا تنظر الى الناس من ثقب الباب، بل قيل لنا انك عقدت العزم على ان تكون في كل مكان يكون فيه الناس، هنا، هنا فقط نصفق لكن...
لم تصل الى القصر لانك رفعت شعار المسيحيين (واين هم المسيحيون؟) بل لانك في تلك الايام من عام 2006 انقذت لبنان، وانقذت اللبنانيين، من السقوط العظيم. هذا يوم لا ينسى، والا كنا سبقنا سوريا، وسبقنا العراق، وسبقنا اليمن الى ما وصفناها ذات يوم برقصة التانغو مع العدم.
اين هم المسيحيون؟ انت هناك في القصر لتضع حداً لمعادلة الخندق او الصومعة، اذاً، عد بالمسيحيين الى الموقع الذي يفترض ان يكونوا فيه ليعود لبنان المشع، والخلاق، والذي على موعد مشرّع على القرون الآتية لا على القرون الوسطى...
مضحك الدفاع الببغائي عن «الموقع المسيحي الوحيد في الشرق». ما يعنينا الدور المسيحي الفريد في الشرق. هذه هي المسألة، وهذه هي لحظة التفاعل مع ديناميات الحداثة، ومع مقتضيات الحداثة...
لا ريب انك تأملت طويلاً في واقعنا، ولا تصور انك بعنادك الذي كان عناد الجبال، سعيت فقط للوصول الى القصر، مجرد الوصول، العناد اياه الذي جعلك تتخذ شعارا «التغيير والاصلاح».
الدولة بحاجة الى التغيير والاصلاح، القيم السياسية بحاجة الى التغيير والاصلاح، الشعب بحاجة الى التغيير والاصلاح، في هذا العصر الذي يتماهى فيه المر مع التاريخ، لا مجال للتماهي الا اذا كانت الصفقة، الصفقة الخلاقة، مع الناس لا مع من يمتطون ظهور الناس. قلت لنا انك ضدهم، وانك لن تكون دونكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء.
امامك من يطحنون اللبنانيين، وانت، انت، الادرى بهم!!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News