المحلية

placeholder

ندره وليم مطران

ليبانون ديبايت
الأحد 30 تشرين الأول 2016 - 13:48 ليبانون ديبايت
placeholder

ندره وليم مطران

ليبانون ديبايت

العدالةُ في المساواة

العدالةُ في المساواة

ليبانون ديبايت - ندره وليم مطران

الأستاذُ رفيق مُعلّمٌ في مدرسةٍ خاصّةٍ. مرضَ، فغابَ أُسبوعً. وبعدّ مُدّةٍ وجيزةٍ، عاودَه مرضُه، فنُقلَ إلى المستشفى، وبقيَ فيها شهرًا وبضعةَ أيّامٍ. حُسمَ من راتبِه، وَفقًا للقانونِ مُدّةُ غيابِه كلُّها.

نائبٌ لبنانيٌّ تبوّأَ كرسيَّ النّيابةِ، وبعدَ فترةٍ زمنيّةٍ، غادرَ بلدَه لضروراتٍ أمنيّةٍ، وَفقَ ما أشاعَ، علمًا أنّ عدّةَ سياسيّينَ جرى اغتيالُهم. وكثيرًا ما صرّحَ، وهو خارجَ لبنانَ، بأنّ نشاطَه يقتصرُ على تأمينِ مُساعداتٍ غذائيّةٍ لشعبٍ انتفضَ، وقامَ بثورةٍ على حكّامِه. ما زالَ نائبُنا خارجَ لبنانَ حتّى اليومِ، أي ما يزيدُ على أربعِ سنواتٍ.

والغريبُ أنْ لا رئيسَ مجلسِ النّوابِ، ولا النّوابَ، أشارُوا، مرّةً واحدةً، إلى غيابِه طَوالَ هذه الفترةَ الزّمنيّةَ، ومنَ المُؤكّدِ أنّه ما زالَ يقبِضُ راتبَه كاملاً، فضلاً عن مُستحقّاتِه، بدلاً من أن يُنظرَ في قانونٍ يُسقطُ نيابةَ مَن يغيبُ عن بلدِه لزمنٍ يحدّدُونَه؟

إذا كانَتْ ذريعتُه أنّ خطرًا ما يتهدّدُ حياتَه، فلمَ لم يُغادرِ البلدَ نوّابٌ آخَرونَ مُهدّدونَ؟ هل يُعقَلُ أن يبقى نائبٌ عنِ الشّعبِ هذهِ المُدّة الطويلةَ خارجَ بلدِه، ويقبِضُ راتبَه آخِرَ كلِّ شهرٍ؟ هل يحصُلُ هذا الأمرُ إلاّ في بلدِ الغرائبِ والعجائبِ؟

وما دمتُ أتكلّمُ في هذا الموضوعِ، فأنا معلّمٌ في مدارسَ خاصّةٍ، عملْتُ في "المهنةِ الرّسالةِ"، إحدى عشْرةَ سنةً، ثمّ اضطُررْتُ إلى أن أترُك مدينتي، بسببِ الحربِ، وانقطعْتُ، قَسرًا، عنِ التعليمِ، لثلاثِ سنواتٍ، ثمّ عُدتُ إلى " المهنةِ الرّسالةِ "، حيثُ أمضيْتُ فيها ستًّا وعشرينَ سنةً مُتتاليةً، وبلغْتُ السّنَّ القانونيّةَ. غيرَ أنّ القانونَ لم يُجزْ لي أن أحصُلَ على معاشٍ تقاعديٍّ، بل على تعويضٍ ــــــ وذلكَ لا يصُبُّ في مصلحتي ـــــــ والسّببُ عائدٌ إلى أنّني انقطعتُ عنِ التّعليمِ ثلاثَ سنواتٍ، فلم يتسنَّ لي أن أُعلّمَ لثلاثينَ سنةً مُتواصلةً، بل لستٍّ وعشرينَ، يُضافُ إليها الإحدى عشْرةَ السّابقةُ. هذا هو القانونُ، وليتَ المسؤولينَ يُعيدونَ النّظرَ فيه، فهنالكَ معلّمونَ في المدارسِ الرّسميّةِ كانوا عُرضةً للتّهجيرِ، وبقُوا يقبِضونَ رواتبَهم، وهذا حقٌّ لهم، طَوالَ سبعِ سنواتٍ، إلى أن ألحقَتْهم وزارةُ التّربيةِ بمدارسَ حيثُ هم مُتواجدونَ، ثمّ نالُوا تقاعدَهم بعدَ ذلكَ.

لهذا، أتمنّى على المسؤولينَ إعادةَ النّظرِ في بعضِ القوانينِ ليُوشّحَها بعضٌ من منطِقٍ.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة