خطا «تيار المستقبل»، أمس، أولى خطواته العملانية نحو إعادة صياغة هيكليته التنظيمية من خلال الانتخابات التي شهدتها «المنسقيات الزرقاء» في كل المحافظات والمناطق اللبنانية لاختيار 1186 مندوبا من المفترض أن يشاركوا في المؤتمر العام المقرر عقده في 26 و27 تشرين الثاني المقبل، الى جانب الأعضاء الحكميين، وذلك لمناقشة أوضاع «التيار» من مختلف الجوانب، وإقرار الورقة السياسية، وانتخاب المكتب السياسي الذي سينتخب بدوره الرئيس والأمين العام.
هي المرة الأولى منذ تأسيس «المستقبل» تشهد المنسقيات انتخابات من هذا النوع. وقد وصفها قيادي مستقبلي بارز بأنها تجربة تعزز الديموقراطية في «التيار»، وتؤسس لانطلاقة جديدة تستدرج عنصر الشباب لأخذ دورهم في إدارة التيار الذي أصيب بالترهل في السنوات الأخيرة، مشيرا الى الحماسة والاندفاع الكبيرين من قبل أعضاء الهيئة الناخبة للادلاء بأصواتهم، حيث تجاوزت نسبة الاقتراع الاجمالية الـ70 في المئة.
وتشير المعطيات الى أن إعلان الرئيس سعد الحريري خلال إدلائه بصوته في «مجمع البيال» في بيروت، بأنه «يشجع الشباب في هذه الانتخابات الديموقراطية»، أعطى انطباعا عن تغييرات يتطلع إليها «زعيم المستقبل» وتهدف الى تقليص نفوذ ما يعرف بـ «الحرس القديم» لمصلحة الشباب من أجل ضخّ دم جديد يساهم في استنهاض «التيار» وتطوير عمله. مما يعني أن هذا التوجه سوف يترجمه الحريري في كل الاستحقاقات بما في ذلك الانتخابات النيابية المقبلة.
لذلك فقد شهدت انتخابات المندوبين في كل لبنان تنافسا ضمنيا بين ثلاثة مكونات في «التيّار»:
أولا: القيادات التقليدية (وبينها النواب) الساعية للحفاظ على نفوذها.
ثانيا: المبعدون عن القرار والعاملون في الظل والذين يتطلعون الى استعادة أدوارهم.
ثالثا: الشباب الطامحون الى مواقع متقدمة في «التيار».
لذلك فقد شهدت بعض المنسقيات معارك انتخابية حقيقية وجاءت النتائج متقاربة بين المتنافسين. بينما كان التوافق سيد الموقف في منسقيات أخرى حيث فرضت التزكية نفسها.
وقد جال الأمين العام أحمد الحريري على منسقيات عدة واطلع على سير العملية الانتخابية، مشيدا بالعرس الديموقراطي الذي يشهده «تيار المستقبل».
وبحسب الدائرة الإعلامية في «التيّار»، فإن الانتخابات شملت 17 منسقية في لبنان هي: بيروت (تم انتخاب 237 مندوبا)، طرابلس (139)، جبل لبنان الجنوبي (95 مندوبا فازوا بالتزكية)، صيدا والجنوب (88)، البقاع الأوسط (85)، البقاع الغربي وراشيا (77)، الضنية (64 مندوبا فازوا بالتزكية)، المنية (60)، بعلبك (37 مندوبا فازوا بالتزكية)، البترون (27)، العرقوب وحاصبيا (26)، عرسال (23)، الكورة (18 مندوبا فازوا بالتزكية)، زغرتا (8)، عكار القيطع (78)، عكار الدريب (56)، وعكار الجومة (50).
ويبلغ أعضاء الهيئة العامة الذين يحق لهم الاقتراع نحو 12 ألفا، وسبق لهؤلاء أن تقدموا بطلبات انتساب عندما أعلنت الأمانة العامة فتح الباب لذلك، إضافة الى الأعضاء الحكميين من النواب والقيادات والمنسقين والمسؤولين والكوادر، والأعضاء الذين يساهمون في الأنشطة والأكثر حضورا في «التيار».
وجرت الانتخابات بحسب التوزيع الجغرافي في المناطق اللبنانية، وعلى أساس القطاعات: عمال، كشاف، شباب، نساء، والقطاعات المهنية: أطباء، محامون، مهندسون، وصيادلة، علماً أنّ آلية الانتخاب تنص على حق كل عضو في الهيئة العامة باختيار مرشح واحد فقط من كل قطاع، بما يمنع الاصطفافات، ويضع حدا لصراعات النفوذ.
وتؤكّد مصادر «التيّار» أنّ ما شهدته انتخابات المندوبين أمس، من مشاركة كثيفة تبين تعطش «المستقبليين» للنشاط الحزبي، واندفاعهم نحو صناديق الاقتراع من أجل تجديد هيكليتهم التنظيمية التي سيفرزها المؤتمر العام.
وكان الرئيس سعد الحريري قد أدلى بصوته ضمن انتخابات المندوبين في منسقية بيروت، متمنياً «الحظ للجميع ولكن بالأخص للشباب فأنا أشجع الشباب أكثر. وهذا عمل ديموقراطي بالنسبة لنا».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News