لمسَ زوّار الرئيس سعد الحريري النسبة العالية من ارتياحه، ويبدو بحسب الأوساط القريبة منه، بأنّه أعدّ العدّة للانطلاق في مشوار التأليف بروحية المتفهّم والمنفتح على ما قد تطرحه المكوّنات النيابيّة من أفكار وهواجس، وبالتالي بناء القواعد والأسس التي سيركّز عليها الحكومة العتيدة، التي يريدها حكومة وحدة وطنية جامعة.
والأهم بالنسبة للحريري أنّ سعيَه سينصبّ في مرحلة الاستشارات مع النواب وما بعدها على محاولة نزع الألغام والتعقيدات مهما كان نوعها من طريق الحكومة المنتظرة، وبالتالي أن تكون ولادتها في أسرع وقت ممكن، خلافاً لكلّ الأجواء التي سادت في الأيام القليلة الماضية، وأوحت بأنّ مشوار التأليف سيكون طويلاً ومزروعاً بالعقد والمطبّات التي لا حصرَ لها.
وربطاً بالمنحى الانفتاحي الظاهر على الضفّة الحريرية، لم تستبعد مصادر معنية بحركة الاستشارات التي سيقوم بها الرئيس المكلف، أن يبادر الحريري، وبعد زياراته التقليدية إلى رؤساء الحكومات السابقين، إلى التوجّه فوراً نحو عين التينة ولقاء برّي، ومحاولة تبديد الغيوم التي تراكمت في سماء العلاقة بينهما في فترة الترشيح. لافتةً الانتباه إلى أنّ الإيجابيات الدائمة والماثلة على خط "بيت الوسط"ـ عين التينة أكثرُ بكثير من السلبيات الظرفية التي سرعان ما تذهب وتذوب، وبالتالي يمكن أن يُبنى على هذه الإيجابيات قواعدُ مشتركة وصولاً إلى الحكومة المنشودة.
ولم تشَأ أوساط برّي مقاربة أيّ أمر يتّصل بالتسمية أو ما بعدها، فكلّ شيء يظهر يُخبر عن نفسه تباعاً، مع الإشارة الى الروح الايجابية التي لطالما اعتمدها رئيس المجلس في مقاربة كلّ المسائل الداخلية، ولكن في ما يتصل بالوضع الراهن، فقد سبقَ له أن قال إنّه يشارك في الحكومة إن أعجبَته الصيغة التي ستطرح، وتبعاً لذلك فإنّه ينتظر ما سيُطرح عليه في هذا المجال لكي يبني على الشيء مقتضاه.
والواضح في هذا السياق، كما تقول المصادر، أنّ شكلَ الحكومة المقبلة لم يُحسَم ما إذا كانت من 24 وزيراً أو ثلاثينية، وإن كانت دفّة الـ 24 هي الغالبة حتى الآن بحسب ما يتردّد في بعض الأوساط، فضلاً عن أنّ كيفية تمثيل القوى في الحكومة من حيث نسبة التمثيل وعدد الحقائب لكلّ طرف، وأيضاً من حيث أهمّية هذه الحقائب ونوعيتها، لم يُحسَم بعد، إذ إنّ رسم خريطة توزيع الحقائب يفترض ألّا يتطلب وقتاً طويلاً، إلّا أنه رهنٌ بمشاورات ضرورية مع القوى الأساسية، هذا مع العِلم أنّ شهية بعض القوى مفتوحة على التوزير، وهناك من يستبق التأليف قبل الاستشارات ويُمنّي نفسَه بحقائب معيّنة سيادية أو خدماتية، ويحجزها لنفسه من الآن.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News