شيعت بلدة الدليبة في المتن الاعلى ولبنان رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد في مأتم رسمي وشعبي حاشد، واقيم قداس لراحة نفسه في قاعة كنيسة حبل بلا دنس في بلدته الدليبة، بحضور وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
بداية تقبلت عائلة الفقيد عاد في صالون الكنيسة التعازي، بعد ذلك اقيم قداس لراحة نفسه، ترأسه المطران كميل زيادة وعاونه لفيف من الكهنة.
والقى الاب رفيق الورشا البركة الرسولية، فقال:"بالاسى الكبير والصلاة تلقينا ككل اللبنانيين خبر وفاة العزيز غازي، المناضل الانساني والحقوقي من اجل تحرير اللبنانيين المعتقلين والمنفيين قسرا، معتصما في خيمته الى جانب اهاليهم في جمعية "سوليد" التي اسسها مع بعض الرفاق ضمن حديقة جبران خليل جبران، وكلنا نجمع على انه يغيب ولا تغيب معه القضية التي من اجلها اعتصم وناضل حاملا اوجاعه ومرضه، وانه مات تاركا الوصية والارث في ضمائر المسؤولين اللبنانيين وكم يؤلمنا غيابه وهو بعد في التاسعة والخمسين من العمر".
اضاف: "انه ابن الدليبة العزيزة ولد في بيت واسرة كريمتين، والداه المرحومان روبير عاد وكليمانس سليمان، تربى مه المرحوم شقيقه الشهيد غابريال على القيم الروحية والانسانية والوطنية، وتلقى العلم الرفيع بشهادات عالية في الطب والعلوم البحرية من الجامعة الاميركية في بيروت ومن جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة الاميركية.
وتابع الورشا: "بعد عودته الى لبنان تعرض الى حادث سير مروع اقعده في حالة شلل دائم، داخل كرسي متحرك وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، فكان ان حصل تحول كبير في حياته اذ نذر نفسه لقضية اللبنانيين المخطوفين والمعتقلين والمنفيين متضامنا مع اهلهم عبر جمعية "سوليد"، ناصبا خيمته التضامنية والاجتماعية والمطالبة قرب الاسكوا مدة خمس عشرة سنة حتى مماته، وكان عمله الدؤوب الذي انهك قواه، متوزعا بين لجنة الاهالي وجمعية عدل للدفاع عن الحقوق والحريات وجمعية التحرك من اجل حقوق الانسان ومركز الخيام لاعادة تأهيل ضحايا التعذيب وحركة التنظيم، والمركز اللبناني لحقوق الانسان وبنك المعلومات للحمض النووي، هذا بالاضافة الى اطلالاته المتعددة في مؤتمرات دولية وعبر الاعلان المحلي والعالمي".
واردف: "لقد تمكن المرحوم غازي بفضل نضاله من احصاء الاسرى المخفيين قسرا ومن الحصول على الافراج عن عدد منهم على دفعات من دون اي تمييز ديني او سياسي او مناطقي، ومن حمل القضية الى تحت القبة البرلمانية املا ولو بعد مماته ان تصبح قضية وطنية تشريعية واجرائية، متحررة من التجاذبات السياسية فتكون هيئة وطنية خاصة بشؤون المفقودين وضحايا الاختفاء القسري تندرج في اطار الاتفاق الدولي لحماية هؤلاء الاشخاص المعتمد من منظمة الامم المتحدة".
وقال: "الى بيت الاب انطلق ايها العزيز غازي المناضل الانساني والاجتماعي بإمتياز تصحبك صلوات ودموع الضحايا واهاليهم ورفاق خيمة "سوليد" الذين ودعتهم جثة هامدة بل ناطقة والمحبين الكثر وابناء بلدتك الدليبة والمنطقة، راجين لك اكليل المجد في السماء والمشاهدة السعيدة حيث تحمل قضيتك الى امام العرش الالهي صلاة وتشفيعا".
وختم: "وعلى هذا الامل واعرابا لكم عن عواطفنا الابوية لقد كلفنا سيادة اخينا المطران كميل زيادة راعي ابرشية انطلياس السامي الاحترام الصلاة لراحة نفسه وننقل اليكم تعازينا الحارة، تغمد الله روح الفقيد الغالي وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".
وسام الشرف
بعد ذلك قلد باسيل الفقيد وسام الشرف اللبناني الفضي، وقال: "تقديرا لنضالك في الدفاع عن المنفيين قسرا وعملك المخلص لجميع اللبنانيين، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الشرف اللبناني وكلفني وشرفني ان اضعه على نعشك في يوم فرقاك والتقدم من عائلتك بالعزاء الحار.
ثم ووري الفقيد في مدافن البلدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News