المحلية

placeholder

الانباء الكويتية
الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016 - 08:30 الانباء الكويتية
placeholder

الانباء الكويتية

"شيفرات" الجاهلية متصلة بالبيت الدرزي

"شيفرات" الجاهلية متصلة بالبيت الدرزي

لم تعد الساحة الدرزية مقتصرة على ثنائية غير متكافئة بين الزعيم وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان.

ثمة طرف ثالث هو «وئام وهاب» يتقدم ببطء ولكن بثبات في المعادلة الدرزية الداخلية.

وهذا التقدم يجري على الأرض مادام أن إثبات الوجود غير ممكن لا في الانتخابات النيابية إذا استمر العمل بقانون الستين ولم تطبق النسبية، ولا في الحكومات التي يحتكر مقاعدها الدرزية القليلة جنبلاط، وإذا أراد يعطي من حصته ارسلان.

وهاب يعارض بقوة قانون الستين لأنه سيعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها، وناقم على الطريقة التي تشكل فيها الحكومات لأنها أولا تستثني الطائفة الدرزية من الوزارات السيادية التي طالما أوكلت إليها عبر شخصيات تاريخية مثل كمال جنبلاط (الداخلية) ومجيد ارسلان (الدفاع)، بحيث كان وضع الدروز قبل الطائف أفضل وأفعل وصار سقف طموحهم وتمثيلهم في الحكم بعد الطائف منخفضا.

ولأنها ثانيا تقصي وهاب عن الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 مع أنه يعتبر نفسه الأحق هذه المرة في تولي حصة وزارية لأنه كان الأكثر تأييدا وحماسة للرئيس ميشال عون وأول المبشرين بالعهد الجديد، الى درجة أنه «غامر» بعلاقته مع حليفه وصديقه النائب سليمان فرنجية.

خطا رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب خطوات متقدمة في مجال «اختراق واقتحام» المشهد الدرزي في السياسة وعلى الأرض عبر إعلان «سرايا التوحيد» في منطقة الشوف (بلدته الجاهلية)، وفي مكان ليس بعيدا عن المختارة ومع خطاب سياسي ناري، وبرعاية «مدروسة» في مستواها وحجمها من جانب حزب الله.
«سرايا التوحيد» منظمة شبه عسكرية (ولو أعطيت عنوانا رياضيا)، أفرادها مدربون منظمون يتقنون القتال إذا دعت الحاجة خاصة في مجال الدفاع عن النفس وهذه الحالة غير واضحة وتحتمل التأويل والاجتهاد.

غياب السلاح بكل مظاهره في احتفال الجاهلية جعل أنه ليس من ممسك ودليل حسي على نيات وهاب العسكرية والحربية، وعلى وجود تنظيم مسلح. ولكن غياب السلاح قابله الخطاب السياسي الذي وجه رسائل أكثرها أصاب النائب وليد جنبلاط من دون تسميته.
بعرض شبه عسكري ورجال مقنعين، ونبش لذاكرة الدروز منذ الأمير فخر الدين المعني الكبير وحتى اليوم، أمام عدد غير قليل من المشايخ الدروز، أعلن وهاب عن «جيش» صغير جديد يصرخ «لبيك يا سلمان» ويحمل رايات الألوان الخمسة.

استنسخ وهاب الرايات الحسينية ونقل تجربة «لبيك يا حسين» إلى «المعروفين» بعصبات سوداء ربطت على الجبين وكتب عليها بالأبيض: «لبيك يا سلمان».
وليكتمل المشهد، صار لزاما على المنظمين أن يقولوا شيئا من أقوال السيد حسن نصرالله، فاختاروا العبارة الأشهر: «إنه اليوم المجيد». وما يزيد هذه «السرايا» مدنية هو مرور الملثمين من دون سلاح.

عرض يشبه العروض العسكرية التي تقدمها الجيوش أو الأحزاب في زمن الحروب، إنها «سرايا» يقف رئيسها بين الحشود مرتديا كرافات زرقاء ونظارات شمسية وقبعة رياضية تليق بالمناسبة الرياضية بالكامل.

عناوين المقاومة والجيش وسوريا والجولان وفلسطين ومواجهة الإرهاب لا تخفي حقيقة الرسالة: «شيفرات» الجاهلية متصلة بالبيت الدرزي.
الدليل الأقوى هو تقصد وهاب جمع هذا العدد من المشايخ الدروز والثناء على دورهم.

وعلى مسمع من عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، شن وهاب هجوما عالي اللهجة على جنبلاط الذي كانت «ملائكته حاضرة» في شتى تفاصيل الحفل، وحتى أنه استحوذ على الجزء الأكبر من خطاب وهاب.

فيما سارع رئيس «الاشتراكي» إلى الفضاء الافتراضي ليرد قائلا: «جلسة تأمل تصاعدي بالرغم من بعض الضجيج المختلق وسهام ورقية طائشة»، مرفقة بصورة لشخص يرمي صواريخ ورقية، ثم ما لبث أن رد رئيس «التوحيد» عبر «تويتر»، قائلا: «نمور كرتونية لا تستأهل أكثر من صواريخ ورقية».

ومن دون أن يسميه، رد وهاب على كلام جنبلاط عن «النقاش المستجد حول حقوق الدروز»، فسأل: «الحرمان قائم منذ الطائف وحتى اليوم، لماذا قبلتم به منذ زمان؟ فماذا أخذتم من حلفائكم وماذا أعطتكم تحالفاتكم، لا بل على العكس كانت حقوقنا أفضل عندما كان الوجود السوري في لبنان»، مضيفا: «الذين تعاقبوا على قيادة الدروز هم الذين أوصلونا الى ذلك، تكذبون علينا منذ عشرات السنين وآن الأوان لنحاسب».

لم تكن الرسائل ذات السقف العالي التي وجهها الوزير السابق وئام وهاب من بلدته الجاهلية سوى تتويج لسياق من التوازنات التي دخلت على طائفة الموحدين الدروز في لبنان، وفرضتها تحولات الإقليم ولبنان خلال السنوات الأخيرة.

وهي ليست المحاولة الأولى لرئيس حزب التوحيد العربي لفرض واقع جديد عند الدروز اللبنانيين وفي الشوف، إلا أنها المحاولة الأجرأ في لحظة تاريخية، يعاد فيها تشكيل الساحة السياسية اللبنانية وتوازنات القوى في الإقليم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة