ليبانون ديبايت - المحرر الاقتصادي
الصادرات الشهرية العالمية للبنّ بلغت أدنى مستوى لها منذ حوالي خمس سنوات بحسب إحصاءات وأرقام الأشهر الثلاثة الماضية بحيث تدنّت بنسبة 22% مقارنة بالعام الماضي، كما سجل أكبر أربَع منتِجين للبن الأخضر في العالَم عدداً أقل من الشحنات وذلك بسبب مجموعة متنوعة من العوامل.
أولى هذه العوامل موجة الجفاف التي تضرب مناطق واسعة في البرازيل التي تحتوي وحدها على ثلث المخزون االعالمي من البن، جفاف لم تشهد البلاد مثيلاً له منذ أكثر من أربعينَ سنةً،خصوصاً في المناطق التي تحتوي على أكبر حقول البن، ما أدى إلى ارتفاع أسعار هذه السلعة بالنسبة للتجار والمستوردين بما يناهز الألف دولار للطنّ دون مؤشرات موضوعية على عدم تخطّيها قريباً هذه العتبة وربّما أكثر.
الخبراء الدوليون الذين يتابعون تداعيات هذه التقلبات المناخية في البرازيل يؤكدون أنه منذ أيلول 2014، حصلت عملية واحدة فقط لريّ الأسمِدَة في حقول البن ، مشيرين إلى أن الجفاف والحرارة المرتفعة يسبّبان تفريع أغصان أشجار البن ما يسبّب بدوره هبوطاً في حمولة الشجرة وضموراً في إنتاجِها وعدم تكوّن حبّة البن داخل نواتها.
أما لبنان فَيُعَدُّ من المتضررين الكبار لإعتماده على الاستيراد بنسبة 100% لتلبية احتياجاته الإستهلاكية من البن، هذا وتدلّ كلّ المؤشرات أن السوق يمر بأزمة غير محدّدة زمنيّاً من حيث زيادة الأسعار، وأن المستوردين من تجّار وصناعيين سيلاقون صعوبات متعدّدة في إيجاد الكميات اللازمة ما سينعكس على أسعار البيع بالتجزئة وبالتالي سيُتَرجَم إرتفاعاً في أسعار بيع عبوة البن المطحون للمستهلكين.
وتُسجّل من ناحية أخرى مخاوف حقيقية من أن تؤدي التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المفاجئة في أنماط الطقس، إلى إنعكاسات سلبية على هذه الزراعة في مناطق عديدة من الدول المنتجة للبن غير البرازيل مثل المكسيك وغواتيمالا ونيكاراغوا، في ظل توقعات بتراجع المساحات الصالحة لزراعة أشجار البن في العالم إلى النصف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News