نظمت المصلحة الوطنية العامة الصينية للاعلام والنشر وسفارة الصين في لبنان، في قصر الاونيسكو ببيروت، معرض المطبوعات الممتازة الصينية وحفل اصدار الطبعتين الصينية والعربية لكتاب جديد بعنوان "يدا بيد - قصة قرن من الصداقة الصينية - اللبنانية"، وذلك في الذكرى ال45 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، برعاية دار النشر الجامعة "رينمين" الصينية ومجموعة "فرنسبنك".
حضر الحفل ممثل وزير الثقافة روني عريجي الدكتور وليد مسلم، سفير الصين وانغ كيجيان، رئيس مجموعة "فرنسبنك" الوزير السابق عدنان القصار، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، مدير "إذاعة لبنان" محمد ابراهيم، وشخصيات سياسية واجتماعية وفكرية وثقافية وديبلوماسية وإعلامية.
بعد النشيدين اللبناني والصيني، تحدث مدير "دار جامعة الشعب الصيني" ليون شانغ عن "عمق العلاقات والروابط التي تجمع بين لبنان والصين في شتى المجالات، لا سيما الفكرية والأدبية".
القصار
ومن جهته، قال القصار: "إن التاريخ بين لبنان والصين يناهز أكثر بكثير من مئة سنة، وهو يعود إلى أسلافنا الفينيقيين، التجار الأوائل عبر البحر، الذين استوردوا الحرير من الصين وصبغوه بلون الأرجوان، وصدروه إلى الرومان في أوروبا. في الأعوام المئة الماضية، تطورت العلاقة بين الصين ولبنان، وازدهرت في شكل كبير، وذلك بفضل التبادلات الوثيقة بين شعبينا، وكما قال أحد الفلاسفة الصينيين تستند العلاقة بين بلدين على المودة بين أناس البلدين".
أضاف: "حتى ما قبل توقيع العلاقات الديبلوماسية في عام 1971 أي قبل 45 عاما من الآن، شهدنا أخي عادل وأنا شخصيا التبادلات النشطة بين شعبي الصين ولبنان، خلال رحلاتنا المتكررة إلى الصين، والتي بدأت منذ ما يناهز ال63 عاما، حتى أنني أذكر أن محبي الادب من الشباب الصينيين كانوا من أشد المعجبين بالاديب اللبناني جبران خليل جبران، وذلك طبعا بفضل جهود المترجمين الصينيين الموهوبين بينغ كسن وماو دون".
وتابع: "وكان من دواعي سروري أن ألتقي في بكين بالخمسينات بالدكتور جورج حاتم، وكان من دواعي فخري أن أدعمه وأدعم مؤسسته، فهو طبيب لبناني استثنائي، كافأته الحكومة الصينية بمنحه الجنسية الصينية، وللمرة الأولى تمنح لأجنبي، وذلك بفضل مساهمته الكبيرة في علاج مرض الجذام في الصين".
وأردف: "في عام 1971، تطورت العلاقة بين البلدين، واتخذت منحى جديدا كليا مع إقامة العلاقات الدبلوماسية، فيما ساهم المزيد من الناس في تعزيز التبادلات الثنائية بين الصين ولبنان من خلال القنوات الرسمية أو غير الرسمية، بما في ذلك العلماء، وقوات حفظ السلام الصينية والسفراء، ورئيس وزرائنا الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان لي شرف مرافقته في زيارة رسمية له الى الصين على رأس وفد حكومي كبير. وقد تم توثيق كل هذه التبادلات والقصص في هذا الكتاب الذي نطلقه اليوم "يدا بيد امنات السنين الصين وابنان".
وقال: "إنه لشرف لنا شقيقي عادل وأنا ان تكون لنا قصتنا الشخصية مع هذا البلد العريق، وأن تكون صداقتنا القديمة مع الشعب الصيني، وان يكون كل ذلك موثقا في فصل كامل في هذا الكتاب. ولسنا نغالي إن قلنا إنه، ومنذ المرة الاولى التي زرنا فيها هذا البلد العظيم في الخمسينات، كانت وبقيت الصين عزيزة وغالية علينا".
وختم القصار: "أستعير من جبران خليل جبران ما قاله ذات مرة: "ليس التقدم بتحسين ما كان، بل بالسير نحو ما سيكون"، الامر نفسه ينطبق على العلاقات بين الصين ولبنان. وانني على ثقة بأن الصداقة بين البلدين ستزدهر على أساس إرث عمره مئات السنين ورؤية واحدة وحزام واحد وأبعد استراتيجية طريق واحدة ينتهجها ويروج لها فخامة الرئيس شي، الامر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى المزيد من المنفعة المتبادلة على كل الصعد، لا سيما الثقافة والتجارة".
كيجيان
من جهته، قال السفير الصيني: "إن الكتاب يسجل القصص المؤثرة في التعاون والتبادل بين الصين ولبنان من نظرة مميزة، فهو ليس استعادة حية لتاريخ التبادلات الودية الصينية - اللبنانية فحسب، بل أصبح دليلا مهما لترابط قلوب الشعوب ومتابعة عمل السلف وشق طريق المستقبل. وفي الوقت نفسه، يشكل إصدار الكتاب مكونا مهما من مشروع تقارب الشعوب في اطار الحزام والطريق".
فلحة
وألقى الدكتور فلحة كلمة قال فيها: "إن العلاقات اللبنانية - الصينية تشكل نموذجا فريدا ومميزا للتعاون بين الدول من حيث الاختلاف بالحجم والمساحة وعدد السكان، الا انهما يتشاركان من حيث التنوع الانساني والثقافي والحضاري والمعتقد والدين، فضلا عن الحيوية والعراقة المتشابهة على المستوى التاريخي والمتناغمة، اذ تجمع بين لبنان والصين فرادة الغنى وأهمية العطاء الكبير الذي شهدته الحضارة الانسانية".
أضاف: "إن هذه المناسبة للاحتفال بانطلاق العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين قبل خمس واربعين سنة، وهي الاقدم عمليا في منطقتنا مع الصين، تدفعنا الى ضرورة التبصر والنظر لمستقبل أفضل وأعمق وأكثر حضورا لما فيه خير البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة، وهذا يتطلب السعي الحثيث إلى إعادة إحياء طريق الحرير وتعبيده، لما يشكله من شريان أساسي ومحوري تستفيد منه البشرية جمعاء، مثلما كان حاصلا في السابق".
وتابع: "إن هذا الكتاب الذي نحن بصدده يؤرخ جزءا جوهريا وأساسيا من التعاون بين الصين ولبنان على مستوى التبادل الثقافي والادبي والاعلامي بلغات متعددة. وما قام به عملاقا الأدب الصيني ماو دون ولينغ تشين من ترجمة بين عامي 1930 و1932 لتحفتي الادب العالمي اللتين كتبهما عميد الادب العالمي جبران خليل جبران، وعنيت بهما "النبي" و"رمل وزبد"، وتم نقلهما الى اللغة الصينية، أسهم في مد جسر معرفي وأدبي على طريق تعزيز التفاهم الانساني والتقارب في إطار منظومة التعاون بين الصين والعالم العربي".
وأردف: "هذه المعرفة التي تتجاوز الحدود والجغرافيا، وتمتد على مساحة التاريخ من الماضي الى الحاضر والمستقبل، ستؤتي ثمارها وأكلها من خلال حسن العلاقة والتعاون والتآزر الذي يصب في خانة مصلحة البلدين والشعبين، لا بل إن ذلك سيسهم في اعلاء شأن الانسانية ودور المعرفة".
وقال: "إن الصين وقفت دائما على المستويين السياسي والديبلوماسي، إلى جانب القضايا العربية، وخصوصا في المحافل الدولية، لا سيما من خلال دعمها لقضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية، والتي شكلت محور اهتمام وعناية مميزين لدى الجانب الصيني".
أضاف: "إن تعزيز العلاقات بين البلدين أصبح أمرا ملحا وضروريا يستدعي تعاونا على مستوى تقنيات المعرفة والاعلام والتواصل، وهذه الوسائل التي أصبحت أكثر يسرا وسهولة، والتي أتاحت وتتيح تعزيز هذا التعاون مباشرة بين الطرفين، من دون الحاجة الى وسائل اعلامية دولية، تتحكم بعبور أنباء الحوادث والاخبار والنشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها بطريقة تتدخل بصياغة الخبر وآلية نشره، بما يتوافق مع السياسات التي تمثلها".
وتابع: "في هذه المناسبة، نأمل جميعا أن نصل إلى صياغة تعاون يتضمن تبادل البرامج الاعلامية والثقافية بشكل مستدام ودوري على مستوى الاعلام الحديث والاعلام التقليدي من اذاعة وتلفزيون ووكالات ومواقع الكترونية. ونأمل أن نصل الى المستوى الذي نشهده على المستوى الاقتصادي، حيث كان لمعالي الاستاذ عدنان القصار دور ريادي في تعزيز هذه العلاقة وإقامتها في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والثقافية".
وقال: "إن هذا العمل الرائد، هذا الكتاب الغني يدا بيد، هو قصة قرن من الصداقة الصينية - اللبنانية، تشكل تشخيصا دقيقا لهذا الترابط الذي قامت به شخصيات صنعت تاريخ العلاقة الثنائية بين البلدين، والتي تستوجب أن نعززها في أطر معرفية بناءة وجوهرية في الميادين كافة".
وختم فلحة: "إن إعلاميا من بلدي ومن بلدتي هو الصحافي حيدر خليل زهر الدين المعروف باسم ربيع خليل قام بترجمة مجموعة من الكتب الصينية إلى العربية، وتوفي في بكين، وهو يقوم بمهامه، وقد نعته الحكومة الصينية كشخصية أسهمت في تعزيز العلاقات بين الجانبين الصيني والعربي.
عشتم وعاش لبنان وعاشت العلاقات الثنائية اللبنانية - الصينية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News