رأى البعض أن المؤتمر العام الثاني لـ"تيار المستقبل" ساهم في تحجيم شخصيات مستقبلية تقليدية لها وزنها وحضورها في طرابلس، لافتين الانتباه الى أن رفيق الشهيد رفيق الحريري النائب سمير الجسر كان أكبر الخاسرين، الى حدود الانتقام منه بحسب مستقبليين غاضبين، حيث لم يكن له أي دور في المؤتمر الذي تولى الاشراف عليه النائب محمد الحجار، ولم يعرض عليه أحد التجديد في هيئة الاشراف والرقابة التي تسلم امانة سرها في المؤتمر الأول، وآلت مقاليدها في المؤتمر الثاني الى المحامي محمد المراد الخصم النقابي للجسر في نقابة المحامين,
أما الوعد باعطائه حقيبة العدل في حكومة العهد الأولى فبات من الماضي، إضافة الى إبعاده بشكل كامل عن المكتب السياسي بعدم تسميته لتمثيل الكتلة النيابية لمصلحة النائب جمال الجراح، فضلا عن عدم فوز أي مقرب منه في الانتخابات بالرغم من ترشيحه أكثر من عضو، أما التعيين فقد زاد الطين بلة بتسمية هيثم مبيض الذي لطالما كان على خلاف واضح مع الجسر، وهو كان أحد أبرز الذين نظموا اللقاء الداعم لخيارات الحريري الرئاسية في طرابلس مع الدكتور مصطفى علوش، وبدا واضحا في حينها أن اللقاء كان موجها ضد الجسر والنواب المعترضين، وهو أي الجسر لم يُدع إليه كما لم يُدع منسق التيار ناصر عدرة المحسوب على الأخير.
وما ينطبق على الجسر ينسحب أيضا على سائر نواب المستقبل والمستشارين والقيادات التقليديين الذين عادوا من المؤتمر الثاني بـ "خفيّ حنين"، لذلك فان الصراعات المستقبلية التي كان البعض يتحدث عنها سابقا، ستكون أشدّ وطأة في الصراعات المقبلة، خصوصا أن المتضررين سيسعون الى إقناع الحريري بأن خياراته كانت خاطئة وأن التيار لا يمكن أن ينطلق من دون مشورتهم وحكمتهم وحضورهم، في حين ستبذل القيادات الجديدة قصارى جهدها لاثبات حضورها وصولا الى وراثة من سبقها بالمسؤولية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News