"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
"الى إخوة السّلاح والدّرب الطويل.. الى الّذين عانقت بنادقهم تراب الوطن كل الوطن، ولا يزالون، دماؤهم على الاكفّ، جباههم مرفوعة كغصون الارز.. الى أرواح الشّهداء التي نستظلّ بوهجها المجيد، فنكمل المسيرة دون وجل.. الى جراح الرفاق المصابين واوجاعهم وتضحياتهم والذكرى الاليمة التي تعشعش في اجسادهم.. الى كل المناضلين الذين امنوا بوطن حرّ سيّد مستقلّ، يحميه جيشه الوطني، وجيشه فقط. الى ابناء بلدتي الطيبين المحبّين.. الى الارض التي أحب وأعشق حتى الثمالة..".
بهذه الكلمات، أهدى العميد الركن جورج نادر كتابه، الذي وقّعه يوم أمس الخميس 1 كانون الاول في المجمّع العسكري - جونيه، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلّا بالعميد ابراهيم الباروك، وبحضور شخصيّات سياسيّة، روحيّة، اعلاميّة، ثقافيّة، فضلاً عن رفاق السلاح، ومحبي العميد نادر من اهالي بلدته القبيات الذين حضروا بأعداد كبيرة ليهنئوا "فخر بلدتهم" على كتابه الذي يروي انجازات ومراحل من طفولته وحياته ونضالاته في المؤسسة العسكريّة، وتفاصيل الحرب اللبنانية، التي سردها في "هذا انا.. جورج نادر"، وسيكتبها عنه التاريخ حتى تدرّس لاجيال ستنضم الى المؤسسة العسكرية، وتكون عبرة لكل شاب وشابة كي لا يكرّروا اخطاء الماضي، ويبنون معاً دولة لبنان الكبير.
بالامس، تأثّر الحاضرون، بمشهد جمع "المتناحرين" على ارض المعركة، وفي قلب كل واحد منهما غصّة ووجع، وخجل، من ماضي أليم، وفي يديهما رسالة الى الشعب اللبناني مكتوبة بحبر احمر من دماء الشهداء والجرحى، والمصابين، مسطّرة بلون أسود شبيه بأيام قاسية مرّت على لبنان، ليتعلّم منها ابناء هذا الوطن، فيبنوا مستقبل بلدهم بلون أبيض يجسّد العيش الواحد المشترك. اذ وقف رئيس حركة لبنان الرسالة المهندس ريمون ناضر، وقال:"يخالجني الشعور بالمعاناة والألم يوم تواجهنا مع العميد جورج نادر وكانت المواجهة قاسية ظنا بأن كل واحد منا يدافع عن الوطن خاصته، لكن بدأت مع العميد نادر مشوار الغفران عبر المحبة التي تبني الأوطان وبطولة التسامح هي رسالة بناء الوطن".
بدوره، أبكى العميد نادر الحاضرين عندما قال لناضر:"جدّي قتل جدّك، وابي قتل اباك.. فلن اسمح لابني ان يقتل ابنك..".
وفي حديث خاص الى موقع "ليبانون ديبايت"، قال العميد نادر:"ان هذا الكتاب يروي مرحلة الطفولة الشّاقة، والفقر في عكار، والمراهقة، والطموح، والسّعي الى تحقيق الحلم، بعد تأثري الكبير بوالدي الذي ينتمي وبيئتي الى المؤسسة العسكرية، كما يسرد تفاصيل خمس وثلاثين عاماً من مرحلة شاقّة أمضيتها بشرف في المؤسسّة العسكريّة، بصعوباتها وأيامها السّوداء ووجع الشهادة و"الجروح"، والاضطهاد السّوري.. وذلك بهدف توجيه رسالة الى الجيل الجديد، بأن ينظر الى الحرب كعبرة وذكرى، فيراها كما هي، شرط ان لا يكرّر احداثها، فيبقي الخلاف سياسياً، حضارياً، ليعبّر عنه في صناديق الاقتراع، لان السّلاح دمّر النسيج الاجتماعي، وخرب الوطن".
واذ أكد انه غير قلق على المؤسّسة العسكرية، لانها تضم عناصر مجبولون بالوفاء والولاء لبزتهم ووطنهم، تمنى على "السياسيين ان يبتعدوا عن هذه المؤسسة، ولا يستعملوا سلطتهم على الجيش، فالمؤسسة العسكرية هي لجميع اللبنانيين ولن تكون لفئة او لطائفة او لحزب، وفي الوقت نفسه، عليهم ان يقتربوا من الجيش، فيحتضنوه، ويشكلوا حماية ادارية وسياسية له، بدعمه مادياً بالاسلحة والعتاد، والتدريبات، وتأمين بنى تحتية وثكنات ينامون فيها، حتى يقوموا بمهامهم على اكمل وجه، لذلك، فعلى السياسيين ان يتركوا الجيش، ولا يقسمونه طائفياً ومذهبياً، ويتركوه لينفّذ مهمته، لان للمؤسسة ضباط وعناصر حاملين الشعلة وساهرين على امن البلد، ولولاهم لما كان السياسيين ولما بقي الوطن.
وتوقّف العميد نادر عند العمليّة النوعية الاخيرة التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال، معتبراً انها "كانت الاهم، حيث ان الجيش تعرّض في عام 2014، لضربة قاسية وموجعة مع استشهاد عسكريين وخطف عدد منهم، لكنه ومنذ حوالي السّتة اشهر، انتقل الى موقع الهجوم، بتسجيله عمليّات نوعيّة، داخل الاراضي والاماكن التي تحتلّها التنظيمات الارهابيّة، والعملية الاخيرة، اتسمت بالدقة، حيث رصد الارهابي احمد آمون، على مدى 60 يوماً، نتيجة صعوبة رصده كونه لا يحمل هاتفاً محمولاً، فحصل الرصد المباشر، والاستعلام من خلال اهالي عرسال، الذين تعاونوا بشكل ممتاز مع الجيش، وساعدوه في تكوين معلومات كاملة عن الارهابي، والتي على اثرها تمت محاصرته وارهابيين اخرين في الوقت المناسب، واوقفته مديرية المخابرات في الجيش، من دون قتل او جرح اي مدني، على الرغم من ان العملية حصلت في محيط سكني مليء بالخيم، وهنا نلاحظ دقّة العمل والاحتراف والاخلاق والمناقبيّة العسكرية العالية، التي يتمتع بها الضباط وكافة العناصر، الذين بالتزامهم هذا يبعدون عني اي قلق على مصير المؤسسة العسكرية.
وفي الختام توجّه العميد نادر بالشكر الى ناشر موقع "ليبانون ديبايت"، وقال:"اشكر الاستاذ ميشال قنبور الذي مهّد لاطلاق الكتاب، من خلال الحلقات التي نشرت على الموقع، والتي بسبب تفاعل الناس الكبير معها، ومطالبتي بالمزيد، قررّت نشر كتاب "هذا انا.. جورج نادر"، ولولا السّيد قنبور لما قمت بهذه الخطوة، وله مني جزيل الشكر والامتنان".
يذكر انه وبسبب عدم تمكّن اعداد كبيرة من الناس ومحبي العميد نادر من حضور حفل التوقيع الذي أقيم في المجمّع العسكري، وبعد مطالبات عدة، باقامة حفل اخر، حتى يبارك ابناء القبيات وعكار ولبنان لعميدهم الركن، سيشهد يوم السّبت في 10 كانون الاوّل، عند السّاعة الخامسة من بعد الظهر، حفل التوقيع الثاني في معرض البيال - الكتاب العربي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News