"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
بينما العالم يحترق، في حروب ومعارك داخلية، تهدّد امن الوطن واستقراره، وتعرّض سكانه للخطر، وبينما تنتشر تنظيمات متطرفة، في دول العالم، لتنفذ هجمات ارهابية لا تستثني طائفة او مذهب او انتماء او حتى دولة، هناك ضغوط غير مسبوقة تهدّد معايير حقوق الانسان.
وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، الواقع في 10 كانون الاول، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أطلق مكتب الامم المتحدة حملة بعنوان "قم اليوم ودافع عن حقّ إنسان".
عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 كانون الأول 1948، كان هدفها الاساسي، المساواة بين الناس في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية، والثقافية الاساسية، وحرصت على ان يلقى الاعلان قبول واسع المدى باعتباره المعيار الأساسي لحقوق الإنسان التي ينبغي لكل امرئ أن يحترمها ويحميها.
واليوم، ونحن نعيش الايام الاخيرة من العام 2016، ونستقبل سنة جديدة، لا يزال حق الانسان ضائع بين الحروب والمعارك والازمات السياسية فالاقتصادية والاجتماعية، وبات للاسف مهدداً أكثر فأكثر في الحقبة الاخيرة، بعد اعلان بدء الربيع العربي الذي تحوّل الى شتاء دامي راح ضحيّته الملايين، وولّد تنظيمات وجماعات تكفيريّة متطرّفة، تقتل باسم الدين، فتزرع الفتنة، والحقد، والتعصّب، وتظهر اساليب جديدة مروّعة لقتل الانسان، ما ساهم في نزوح عدد خيالي من السّكان، و"هجرة" نسبة كبيرة جداً من الناس التي خسرت منازلها واراضيها، ولم يتبق لها سوى حماية نفسها. لكن في المقابل فإن اللاجئين الهاربين من القمع والقتل والحروب، الى بلدان امنة يعيشون فيها مؤقتاً ريثما يهدأ الوضع في وطنهم الام، فيعودون اليه، يتعرّض معظمهم الى معاملة فيها الكثير من التمييز والاساءة والعنصريّة، ومن المشاعر المعادية للاجانب، قد تصل الى "الذل". فيتحوّل المظلوم في البلدان المضيفة الى ظالم من دون ان يدري.
وعلى الرغم من ان القانون الدولي لحقوق الانسان، يرسي التزامات تتقيّد الدول باحترامها نتيجة انضمامها كأطراف إلى المعاهدات الدولية، فيتوجب عليها ان تتخذ إجراءات إيجابية لتيسير التمتع بحقوق الإنسان الأساسية، بيد ان العدالة وابسط الحقوق الاساسية، لا تزال غائبة، بسبب ظروف تمرّ بها بعض الدول التي بدأت ترى ان شعبها "الاصلي" أصبح بخطر نتيجة موجة اللجوء العارمة.
وجرّاء كل ما يحصل من ظلم واضطهاد، وقتل ووحشية، وبغية الدفاع عن حق انسان مظلوم، شارك سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة السوبر ستار راغب علامة، في حملة "قمّ اليوم ودافع عن حق انسان"، موجّهاً رسالة مصوّرة، قال فيها:"قبل ان أكون فنّان، أنا انسان تربّى في بيت يضع مفهوم الانسانيّة بالمرتبة والدرجة الاولى. وخلال مشاركتي في النشاطات الانسانيّة، البيئيّة، والمتعلّقة بحقوق الانسان، أردت أن اجيّر شهرتي لتسليط الدور على هذه القضية المهمة، فلكل فنان محبّين يتأثّرون به، وهذا الامر يجب ان يستغله الفنّان اذا كانت نواياه حسنة تجاه الانسان والمجتمع. مضيفاً:"لو بصحلّي صحّح شي واحد، هو واحد بألف شي... العدل".
وختم علامة بالقول:"اخي الانسان، قم اليوم ودافع عن حق انسان".
بدوره، قال الممثل الاقليمي للجنة مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان د.عبد السلام سيداحمد الذي سبق ان اعتبر انه "ينبغي أن يكون التركيز حول الظروف الهيكلية والمادية العميقة، وتزايد خطاب الكراهية المؤدي إلى التمييز والعنف كما هي الحال في العديد من دول المنطقة". شدّد على ان "حملة قم اليوم ودافع عن حق انسان، هي بمثابة رد اعتبار لكل شخص انتهكت حقوقه، وأهم ما فيها تشجيع القيادات المؤثرة لتحقيق مشروع النضال في سبيل تعزيز حقوق الانسان".
وفي الختام، يؤكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ان "مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعمل على تشجيع حقوق الإنسان وحمايتها، من أجل عالم قائم على شعار "نحن الشعوب" كما هو وارد في ميثاق الأمم المتحدة، عالم مبني على العدل والمساواة وحقوق الإنسان.
ويتوجه لجميع الناس بالقول:"أخبرونا ما الذي تقومون به وسنجمع قصصكم ونجعل صوتكم يصدح عالياً. فالنشاطات المحلية يمكن أن تكون نواة تؤسس أكثر فأكثر لحركة عالمية. ومعاً، يمكننا أن نتكاتف من أجل المزيد من الإنسانية". موجهاً نداء بالانضمام الى هذه القضية، لان "البداية عند كل واحد منا... قم اليوم ودافع عن حق إنسان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News