يرى النائب والوزير السابق غازي العريضي أنّ احتمال التقسيم في سوريا سيتقدّم واقعياً. ويخشى من أن يغطّي رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب إسرائيل بعملٍ ضدّ لبنان تحت عنوان منع إيران من التمدّد فيه من خلال «حزب الله»... يكسّر فيها لبنان. ولن تربح إسرائيل. ويتمنّى العريضي أن لا يتحقق هذا الأمر، معتبراً أنّ «مع ترامب كلّ شيء وارد».يعبّر العريضي عن خشيته هذه وعن تحليلاته للوضع السياسي الراهن والمستقبَلي في المنطقة والعالم وفق متابعته وقراءته السياسية، في كتابه «عولمة الفوضى» الصادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون، والذي وقّعه أمس الأوّل في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب-البيال.
عولمة الفوضى
«عدم ثقتي الدائمة بالسياسة الأميركية تاريخياً، وحذَري الكبير تجاه العولمة منذ انطلاقتها، جعلاني أقول وأنبّه إلى أنّ العولمة كما يطرحها الأميركيون مسألة خطيرة، وهي نظرة وفكرة للسيطرة على العالم، وهذا أمر خطير ولا يمكن على الإطلاق أن يعيش أو يدوم مهما كلّف الأمر»، يقول النائب غازي العريضي خلال توقيعه كتاب «عولمة الفوضى».
ويشير إلى أنّ «في هذا الكتاب كلمات للرئيس الأميركي نفسه باراك أوباما ولعدد كبير من المسؤولين الأميركيين ولعدد من المسؤولين الغربيين يتحدثون فيها عن مأزق ومشكلة العولمة، وعن أنّ العولمة لم تأتِ بالمطلوب أو بالموعود بالنسبة للأميركيين أنفسهم، وحتى الرئيس الأميركي والباحثين الأميركيين يتحدثون عن أنّ العولمة باتت تشكّل عبئاً على الأميركيين».
ويرى أنه «لا يجب أن تجذبنا العناوين الطنّانة الرنّانة المبهرة»، مشيراً إلى أنه «إذا دخلنا إلى عمق القضايا ندرك معنى الكلام الوارد في هذا الكتاب».
ويوضح أنّ «الفوضى السياسية أدّت إلى نوع من الشعبوية، وأنّ الفوضى أخطر من الحرب، وإن كانت مظهراً من مظاهر الحروب إلّا أنها المظهر الأخطر، فالحرب لها ضوابط وقوانين، أسس وحسابات... لكن في ظلّ الفوضى كلّ شيء مُباح وكلّ شيء مُستباح».
مَن وراء الفوضى؟!
وعمّن وراء الفوضى، يلفت العريضي إلى أنه «بطبيعة الحال، أميركا أرادت أن تسيطر على العالم، وفي إحدى الأمكنة أعلنت أنها تريد فوضى أسمتها الفوضى الخلّاقة». ويتابع «للأسف وصلنا إلى أبشع أنواع الفوضى التي ارتدّت سلباً على أميركا».
وإذ يوضح «أنا لستُ من أسرى نظرية المؤامرة»، يتابع «نعم توجد مؤامرة وهو أمر طبيعي، وتقع علينا مسؤولية أن نعرف كيف نتعاطى مع هذا الموضوع».
ويشير إلى أنّ «في هذا الكتاب الكثير من القراءات والتحليلات والمواقف والمعلومات حول القصور العربي في التعاطي مع هذه المسألة»، ويرى أنه «لا يكفي أن نلقي اللوم على الآخر أو نتّهم الآخر بالتآمر، بل علينا أن نعرف كيف نتعاطى مع قضايانا».
سوريا انتهت!
«سوريا التي نعرفها في كلّ العقود السابقة انتهت»، يقول العريضي، ويلفت إلى أنه «من بداية الأحداث بدأت تتغيّر واليوم انتهت بالكامل، ولن تعود سوريا كما كانت».
ورداً حول سؤال عن إمكانية بقاء سوريا كما هي بعد التطوّرات والتحوّلات الدولية الأخيرة ومنها انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، يؤكّد العريضي «لا يمكن في مجرى ومسار التاريخ أن تبقى الأمور على حالها، ربما استفاد النظام الحالي من متغيّرات دولية، من عجز عربي، من قصور عربي، من تخلٍّ دوليّ وما سُمّي بالمجتمع الدولي عن الثورة السورية وعن المعارضة السورية مع أخطاء ارتُكبت من قبل المعارضة ومن قبل العرب ومن قبل الأتراك، لكنّ هذا لا يعني أنّ الأمور ستستمرّ على حالها».
ويعتبر أنّ «خطر التقسيم في سوريا قائم ونحن في مئوية سايكس بيكو، وممكن أن نكون أمام حالة جديدة». ويضيف «لكن إذا لم يحصل هذا الأمر بتغيير الحدود، فإنّ الفرزَ الديمغرافي الداخلي يشكّل خطراً كبيراً يوازي خطرَ التقسيم، وعملية الفرز والتوزيع الديمغرافي في الداخل السوري عملية تهدّد وحدة سوريا بالكامل».
هل يمكن تلافي المزيد من الفوضى؟
عن إمكانية تلافي توسّع رقعة الفوضى، يرى العريضي أنه «على الأقل يمكننا إيقاف الإنهيار في مكانٍ ما، وأن نحدّ من الخسائر، وأن نقيّم التجربة السابقة بمراجعة نقديّة واضحة لإنقاذ ما تبقّى والانطلاق مجدَّداً، فنحن لا نستطيع أن نعلن استسلامَنا الكامل وأن نقول أنّ المسألة انتهت وأنّ هذا ما كُتب لنا، وإلّا نكون قد استقلنا من عملنا السياسي».
وهل تلافينا تمدّد الفوضى إلى لبنان بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، يعتبر العريضي «أننا لم نتلافَ الفوضى في لبنان، حتى بانتخاب الرئيس العماد ميشال عون، فالمطلوب مراجعة نقديّة لكلّ المرحلة السابقة وكلّ القوى السياسية مطالَبة بهذا الأمر».
وإذ يلفت إلى أننا «ما زلنا في البداية»، يرى «أننا إذا أحسنّا التعاطي مع هذه العملية وإذا وفّرنا الحماية المطلوبة بعد الانتخاب قد يمكن تجنيب لبنان هذه المخاطر».
يتضمّن كتاب «عولمة الفوضى» مواقف وتصريحات لمسؤولين أميركيين وغربيين، ويشمل متابعة لتطوّرات الأوضاع السياسية العالمية في أكثر من منطقة من العالم، لحين انتخاب ترامب.
ويقول العريضي «أنا متابع للشأن الأميركي وللشأن الدولي». ويختم العريضي كتابه بانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وبمحاذير وخطر هذه النتيجة على المستوى الأميركي والدولي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News