غرائب عجائب

placeholder

العربية
السبت 24 كانون الأول 2016 - 17:07 العربية
placeholder

العربية

ديناصور "وديع" ولد بأسنان وفقدها بمرحلة البلوغ

ديناصور "وديع" ولد بأسنان وفقدها بمرحلة البلوغ

غرائب وطرائف نكتشفها يوما بعد يوم في عالمنا، ومنها ما لم يكن أبداً ليخطرعلى بالنا. تخيل مدى غرابة أن يولد طفل بأسنان كاملة في فمه ثم يبدأ تدريجياً في فقدها مع مرور الوقت ليصبح بلا أسنان مع بلوغ سن 12 وما بعدها.

هذا يشبه بدرجة كبيرة ما حل بالـ"ليماصور"، و هو أحد أنواع الديناصورات، حيث يتميز بأنه ضئيل الحجم، ذو قدمين، وانقرض منذ نحو 160 مليون سنة.
فقد استبدل الـ"ليماصور" أنيابه بمنقار أملس بعدما فقدها جميعاً، حسبما نقل موقع "ساينس" عن فريق من علماء الحفريات. وهذا التحول، الذي لم يسبق رؤيته من قبل في الديناصورات أو أي من الزواحف الحية أو المنقرضة، أتاح لـ"ليماصور" أن يتغذى على العشب والنباتات على نحو متزايد عند بلوغه مرحلة النضج، وبالتالي يتوقف عن التنافس مع صغاره التي تقتات على اللحوم والعشب.

يقول ستيفن بروساتي، عالم الحفريات الفقارية في جامعة "أدنبره"، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذا غير متوقع تماما".
وأضاف بروساتي: قد يكون الـ"ليماصور" هو أول فصيل معروف من "مجموعة غريبة" من الديناصورات، مضيفاً "من الممكن أن يكون هذا النوع من الديناصورات أكثر تشويقاً، من الناحية البيئية، عما كنا نعتقد من قبل".

طوله يصل 1.5 مترا
وقد ورد أول وصف لـ"ليماصور" قبل أقل من عقد من الزمن، على أساس نتائج فحص وتحليل لحفنة من حفريات كاملة نسبياً، تضم بقايا "ليماصور" من البالغين وشبه البالغين. وتضمن الوصف أن الـ"ليماصور"، هو كائن ذا قدمين ويصل طوله إلى حوالي 1.5 متراً من طرف الأنف الى طرف الذيل، ويزن حوالي 23.5 كغم (مثل كلب متوسط الحجم)، على حد قول شينغ شو، العالم في معهد الحفريات الفقارية والأنثروبولوجيا في بكين، وهو مؤلف مشارك في تلك الورقة البحثية الأولى فضلاً عن البحث الجديد.

ولكن منذ عام 2009، قد نجح شو وزملاؤه في استخراج المزيد من حفريات "ليماصور" من الصخور التي سبق أن تم جمعها من نفس المكان.
والآن، قد أصبح لدى الفريق نحو 19 عينة تمثل 6 فئات عمرية مختلفة، بما في ذلك السلاحف وصغار الـ"ليماصور"، التي تعد مثيرة للدهشة. فأطوال صغار الـ"ليماصور"، لا تزيد عن 30 سم (12 بوصة)، ولديها عشرات من الأسنان راسخة الجذور، بطول 1 سنتيمتر لكل منها.

وكشفت التحليلات المفصلة أن الديناصورات الأكبر سناً، وربما الرضع أيضاً، تبدأ في فقد الأسنان من الجهتين الأمامية والخلفية للفك إلا أنها يبقى لديها في النهاية نحو 34 منها.
لكن عندما تصل تلك المخلوقات إلى مرحلة البلوغ، تكون قد فقدت جميع أسنانها، كما ذكر شو وزملاؤه في تقرير نشره على الإنترنت هذا الأسبوع بموقع دورية "كارنت بيولوجي".

فقدان الأسنان
فقدت العديد من الديناصورات آكلة اللحوم أسنانها بينما تمضغ فريستها. ويقول شو أنه مثلما حدث لــ"ليماصور"، فإنه من المعروف أن بعض الأنواع الأخرى من الديناصورات، قد فقدت عدد من أسنانها مع تقدمها في العمر. ولكن فيما يتعلق بفقدان كل الاسنان، فإن "ليماصور" هو الحالة التي أظهرت التغير الجذري الأوضح بين كل أنواع مجموعات الديناصور ذات الأسنان.

وتشير تحليلات الفريق أنه عبر دورة حياة الـ"ليماصور"، تم رصد ما لا يقل عن 77 من التغيرات التشريحية الأخرى. وتشمل هذه التغيرات تباين في أبعاد الجمجمة وشكل عظم الفك العلوي، والتي مع مرور الوقت بدأت في الانحناء لأسفل وكونت على سطحها الخارجي ما يعتقد أنه منقاراً.

كما أن هناك تغييراً آخر يفسر بقوة أنه كلما تقدم العمر بالـ"ليماصور" فإنه تحول من التغذي على العشب واللحوم إلى الغذاء النباتي فقط، وهو ما ثابت من خلال أن بعض من الديناصورات ذات الأحجام الكبيرة قامت بابتلاع الحجارة والحصى التي ساعدت على طحن النباتات وسهلت هضمها، تماماً كما هو الحال في حجارة الأحشاء بالطيور حالياً.
النتائج الجديدة "تظهر أن صغار الديناصور لا يجب بالضرورة أن تكون نسخ صغيرة من البالغين"، كما يقول توماس هولتز جونيور، وهو عالم الحفريات الفقارية في جامعة "ميريلاند" في كوليج بارك.

المستقبل قد يخفي المزيد عن الديناصورات
ويخمن هولتز أن أي تغييرات في النظام الغذائي للـ"ليماصور" قد تكون ساعدت "مختلف الفئات العمرية في انتقاء حلول مستقلة داخل النظام البيئي المحيط بها، وبالتالي الحد من التنافس على الغذاء بين البالغين والصغار.

ويقول هولتز إنه قد يمكن اكتشاف المزيد من الديناصورات الغريبة المماثلة في المستقبل. فهناك حفنة من أقرب الأقارب لـ"ليماصور"، والتي عاش بعض منها في نفس الحقبة الزمنية، وبعض الذين عاشوا بعدهم بملايين السنين، بحسب ما تُبين الهياكل العظمية فقط، التي ليس لها جماجم. وقد تُظهر تلك الجماجم المفقودة نفس النوع من التغيرات التشريحية التي أشار اليها شو وزملاؤه في ورقتهم البحثية حول "ليماصور".

ويضيف هولتز: "إن ما تم اكتشافه حتى الآن لا يقدم حقائق كاملة ولذا فإن الأمل معقود على الأبحاث والاكتشافات المستقبلية والتي ستكون قادرة على كشف الحقائق والتفاصيل بشكل أكثر وضوحاً". ويختتم هولتز موضحاً أنه "قد يكون هناك أسر باكملها من هذه الديناصورات"، لم يتم استخراج هياكلها أو جماجمها حتى الآن.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة