تصدرت إدانة الرقيب في الجيش الإسرائيلي إيلور عازاريا بالقتل غير العمد لجريح فلسطيني تناول الصحف البريطانية الصادرة الخميس للشأن العربي والشرق أوسطي. وتناولت الصحف أيضا عددا آخر من قضايا المنطقة من بينها السياسة الأمنية التركية بعد الهجوم على ملهى باسطنبول منذ عدة أيام. البداية مع صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "جندي في قفص الاتهام: على إسرائيل تحقيق التوازن بين حماية الأرواح وحماية الديمقراطية".
وتقول الصحيفة إن محاكمة الجندي، المتهم بإطلاق النار على مهاجم فلسطيني مصاب مما أدى إلى قتله، أدت إلى انقسام حاد في الرأي في إسرائيل. أدانت المحكمة الجندي إيلور عازاريا بالقتل غير العمد، مما قد يترتب عليه عقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما. وتضيف الصحيفة إن الحكم يبعث برسالة واضحة عن قيم الجيش الاسرائيلي وعن قوة ورسوخ المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل. وتقول الصحيفة إن من المرجح أن يغضب الحكم الصادر في القضية، التي أدت إلى مظاهرات تأييد للجندي، جميع الأطراف. سيزعم نشطاء حقوق الإنسان أن إطلاق الجندي الإسرائيلي النار لا يفرق كثيرا عن عملية إعدام، وأنه يزيد من مخاوف أن يصبح ذلك إجراءا عاديا ومنتشرا. ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن عازاريا كان يجب أن يحاكم بتهمة القتل وليس القتل غير العمد.
وفي المقابل قال ساسة بارزون، من بينهم نفتالي بينيت وزير التعليم، إن الجندي كان يؤدي واجبه. وقبل صدور الحكم هدد بعض الجنود بالتغيب عن عملهم بدون إذن أو ترك الخدمة إذا أُدين زميلهم. وتقول الصحيفة إن مثل هذا الجدل والنقاش لا يمكن أن يدور في أي دولة أخرى في الشرق الأوسط بخلاف إسرائيل. وتضيف أن القضية تمثل تحديا للهوية الوطنية لإسرائيل ولمكانة الجيش. وترى الصحيفة أن القضية تعتمد بشكل كبير على استقلال القضاء العسكري وعلى حرية الصحافة.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بإن إسرائيل تواجه تهديدا لحقها في الوجود أكثر من أي دولة ديمقراطية في العالم، فقد جاء إطلاق عازاريا للنار في وقت كان مسلحون فلسطينيون يشنون هجمات متكررة بسكاكين على جنود ومدنيين إسرائيلين، ولكن على إسرائيل ألا تتوقف عن محاسبة ذاتها. وتقول الصحيفة إن الكثير من عرب إسرائيل يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. وبالتالي على إسرائيل أن تسأل نفسها عن نوع الديمقراطية التي تريدها وعن مدى دمجها للأقليات غير اليهودية.
ونبقى مع قضية الجندي الإسرائيلي لكننا ننتقل إلى صحيفة الغارديان وتحليل لبيتر بومونت بعنوان "دولة تبدو كأنها في محاكمة أحيانا". ويقول بومونت إن قضية "مطلق النار في الخليل" ألقت بظلال قاتمة على إسرائيل في الشهور العشرة الماضية. ويقول إن قضية عازايا كشفت الكثير من الصدوع في دولة بدت في كثير من الأحيان كما لو كانت تواجه محاكمة.
ويقول إنه بالنسبة للجيش الإسرائيلي، بدا تسليط الأضواء على القضية من المجتمع الدولي أمرا واضحا منذ البداية، ولاح خطر أن تواجه إسرائيل إجراءا من المحكمة الجنائية الدولية. أما بالنسبة لليمين الإسرائيلي، حسبما يقول بومونت، مثل عزاريا قضية للتعاطف. حمل اليمينيون صوره في الكثير من مظاهرات التأييد والتعاطف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News