استغربت جمعية Green Area الدولية أن "تبنى مواقف وزير البيئة حيال ما يتهدد سلامة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي على تقديرات واستنتاجات لا تمت إلى العلم بصلة"، لافتة إلى أن "هناك ما هو عصي على الفهم في ما آلت إليه الأمور بالنسبة لمطمر الكوستابرافا، في ما عدا السلطة القضائية التي أكدت بالأمس أنها تتمتع بالجرأة وأصدرت قرارا صريحا واضحا يقضي بوقف استقبال النفايات".
وقالت الجمعية في بيان عقب جولة وزير البيئة طارق الخطيب على مطمر الكوستابرافا: "في ما شهدنا اليوم يتأكد لنا أن الجولات الميدانية التي كنا نطالب بها كجزء أساس وضروري من عمل أي وزير ومسؤول تصبح غير ذي جدوى إذا لم تستند إلى معطى موضوعي وعلمي تقرره لجنة من الخبراء، فالوزير الخطيب لم ير طيورا تحلق في المكان لحظة تواجده، ومن الطبيعي ألا تحلق النوارس خلال الجولة، وهذا ليس معيارا يستند إليه الوزير في تحديد حجم ونسبة المخاطر".
أضافت: "إننا كجمعية بيئية نستند إلى آراء الخبراء، خصوصا وأن جمعيتنا كانت من بين الجمعيات الأولى التي حذرت من استحداث هذا المكب على مقربة من حرم المطار، وعرضنا يومها للمخاطر المحتملة التي نراها ماثلة اليوم مع تعاظم عدد أسراب الطيور، ولو أخذ برأينا إلى جانب خبراء بيئيين لما واجهنا ما نواجه اليوم من تبعات وأخطار تهدد سلامة الطيران المدني".
واستنكرت الجمعية "إصرار وزير البيئة ومعه مجلس الإنماء والإعمار على عدم مواجهة الحقيقة، والقول اليوم أيضا أن (ضمن نطاق المطمر لا توجد طيور بل هي موجودة على مصب نهر الغدير)، وأن مكب الكوستابرافا لا يجتذب الطيور، علما أن مشكلة نهر الغدير قائمة منذ سنوات طويلة لم نشهد خلالها أسرابا كبيرة من الطيور كما هو الحال اليوم، وثمة مخاوف حقيقية من أن تكون هناك اعتبارات سياسية تريد التعمية وإخفاء الحقيقة".
وإذ استغربت "غياب البلديات والأحزاب عن مواكبة هذه المشكلة"، أكدت دعمها "لكل من يعمل رفضا لواقع الحال لاستدراك حدوث كوارث في المستقبل، ولا سيما من هم ناشطون بيئيا وقضائيا"، وأعلنت "رفض أي ضغط أو محاولة للضغط على القضاء".
وأكدت على "ضرورة أن تتحمل وزارة البيئة مسؤولياتها من خلال الرجوع إلى رأي خبراء بيئيين موضوعيين وغير خاضعين للضغوط من أي نوع، وتبني ما يصدرون من تقارير مهنية موضوعية حول مخاطر الكوستابرافا وتأثيرها على الملاحة الجوية".
واعتبرت ان "ما صرح به مسؤولون في مجلس الإنماء والإعمار اليوم لا يمت إلى الحقيقة العلمية بصلة، فإذا كان مهندسو المجلس لا يفقهون بأن المكب، بما يستقبل من نفايات غنية بالمكونات القابلة للتعفن والتحلل، هو السبب الرئيس لاجتذاب الطيور، التي تتزايد أعدادها اضطرادا مع زيادة كمية النفايات في مكب الكوستابرافا، فهذه مصيبة. وإذا كانوا يعرفون هذه الحقيقة، ونحن نرجح هذا، ويتمنعون عن قولها مسايرة لرؤسائهم وممالأة لسياساتهم الخاطئة في التعامل مع ملف النفايات، ومع اختيار مواقع لاستقبالها دون إخضاعها لأي دراسة لناحية تقييم أثرها البيئي، أو تقييم مخاطرها على السلامة العامة، وفي حالة الكوستابرافا على سلامة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، عندها المصيبة أعظم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News