بدأت في طرابلس اليوم، الترجمة العملية لتوصيات مؤتمر "السلامة المرورية - دور البلديات والمدارس" الذي نظمته جمعية "سوشيل واي" بالشراكة مع جمعية "نورث رايدرز"، في نقابة المهندسين مطلع الشهر الفائت، فكانت باكورة هذه التوصيات، إعلان ثانوية روضة الفيحاء إطلاق مشروع تطبيق السلامة المرورية تحت عنوان "معا نحو مدرسة نموذجية وآمنة"، برعاية محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، وبدعم من جمعية "سوشيل واي" وتمويل وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالشراكة مع جمعية "نورث رايدرز"، والمجلس الوطني للسلامة المرورية، والأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، وبلدية طرابلس ونقابة المهندسين.
والاعلان تم خلال مؤتمر صحافي على مسرح روضة الفيحاء، بحضور شخصيات سياسية وإجتماعية ومدنية وهيئات نقابية وتربوية، وحشد من أهالي الطلاب والمهتمين، كما شارك "كورال الروضة" الذي إفتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، وقدم باقة من الأغاني خلاله.
بداية تحدث مدير الأكاديمية اللبنانية كامل إبراهيم عن "التحديات التي تواجه المدارس على صعيد السلامة المرورية"، ثم أكد مدير عام الثانوية مصطفى المرعبي "إلتزام الثانوية بتأمين بيئة عمل آمنة لحماية العاملين لديها وسائر الطلاب والأهالي من أي إصابة جسدية أو أضرار في الممتلكات ليس فقط خلال أوقات عملهم في الثانوية أو بل أيضا خلال تنقلهم من مكان سكنهم إلى الثانوية وبالعكس".
كرامي
بدوره تحدث رئيس جمعية "نورث رايدرز" فهمي كرامي فقال: "نحن في جمعية دراجي الشمال، نجحنا في تحويل هوايتنا إلى رسالة أمان في أصول قيادة الدراجات والتدريب عليها علنا نساهم في تخفيف معاناتنا من القيادة الفوضوية للدراجات النارية في مدينتنا بشكل خاص وبتحسين صورة شوهتها هذه الممارسات"، مشيرا الى أن "الدراجة النارية والهوائية هما من أنسب طرق التنقل في مدينة صغيرة كطرابلس".
خوري
من جهتها ألقت رئيسة جمعية "سوشيل واي" وفا خوري كلمة عبرت فيها عن "سعادتها بأن تبصر توصيات مؤتمرنا النور لتضيء الطريق من أجل حماية الابناء وكل فرد في مجتمعنا من حوادث السير التي تتنامى يوما بعد يوم مخلفة وراءها أسوأ النتائج موتا وإعاقة وخسائر متعددة الجوانب".
أضافت: "لقد إستطعنا أن نضيئ شمعة في ظلام الفوضى المرورية التي تجتاح بلدنا، وأن نبدأ من ثانوية روضة الفيحاء الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل وصولا الى إيجاد مناطق وشوارع ومدارس ومؤسسات نموذجية لتأمين الحماية الكاملة لكل فئات المجتمع".
وتابعت: "اليوم روضة الفيحاء، وغدا الثانوية الوطنية الأرثوذكسية، وبعد غد المجمع التربوي في البداوي ومدرسة لقمان الرسمية للبنين، ونأمل أن تعمم هذه المعايير على كل المدارس في طرابلس والشمال، وأن نشهد في فيحائنا بداية إيجابية على هذا الصعيد إنطلاقا من الوعد الذي قطعه لنا رئيس البلدية المهندس أحمد قمر الدين بالعمل على إيجاد مناطق وشوارع نموذجية تكون مثالا يحتذى لكل مناطق الشمال ولبنان".
وأعلنت عن "الاستعداد لتنظيم بايك طرابلس الرابع في نيسان المقبل، وعن إطلاق بايك تاكسي في شوارع المدينة،" مؤكدا أن "الهدف الأساسي للبايك هو تأمين سلامة الدراجين، مؤكدة أن السلامة لا تتجزأ، لذلك عملت "سوشيل واي" على توسيع مروحة أهدافها بإتجاه المبادرة الى الاهتمام بالسلامة المرورية علنا في ذلك أن نحمي طفلا أو إمرأة أو شيخا وأن نبث الوعي بين شبابنا، وأن هدف الجمعية هو شراكة الآخر، والاهتمام بالانسان".
قمر الدين
وقال رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين أن "هذا المشروع ليس إلا حلقة من الحلقات الهادفة إلى التطور الحضاري الذي نحن بأمس الحاجة إليه بعد تلك السنين الماضية التي إعتاد فيها المواطن على الفوضى وعدم إحترام القوانين، ونحن في بلدية طرابلس نعاني من هذه الآفات الكثيرة ليس على صعيد السير والسلامة المرورية فحسب بل في كل المجالات الاخرى كإستعمال الاملاك العامة وإزالة المخالفات وغيرها".
أضاف: "نؤكد إهتمامنا الكامل كرئيس وأعضاء بهذه المبادرة وندعمها كل الدعم للوصول الى شوارع آمنة تعتمد معايير السلامة المرورية، وبلدية طرابلس جادة بموضوع السير والسلامة المرورية ونحن نتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار لوضع دراسة شاملة للسير في طرابلس وتركيب إشارات ضوئية غابت عن المدينة منذ زمن بعيد".
وتابع: "نأمل أن يصدر عن ورش العمل هذه نتائج تساعدنا فيما نصبو إليه من تغيير وتحسين لوضع السير في المدينة".
سلامه
من جهته تحدث أمين سر المجلس الوطني للسلامة المرورية البروفسور رمزي سلامة عارضا "المراحل التي قطعها مشروع السلامة المرورية في مدينتي طرابلس والميناء ونشر ثقافة السلامة المرورية وتعزيز البيئة الآمنة وأساطيل النقل الآمن والسلوك الآمن".
وقال: "لقد تسارعت خطوات تنفيذ هذا المشروع خلافا للبطىء في تنفيذ هذا المشروع في بقية المناطق وذلك بفضل جهود الجميع لتحقيق نتائج بأسرع وقت ممكن".
وأعقب ذلك توقيع مذكرة التفاهم بين ثانوية روضة الفيحاء والأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية.
نهرا
وألقى محافظ الشمال رمزي نهرا كلمة نوه في مستهلها ب"دور ثانوية روضة الفيحاء السباقة إلى هذا التحرك على الصعيد التربوي للاضاءة على أهمية السلامة المرورية، هذا الموضوع شائك لأن الدولة اللبنانية والمجتمع المدني يتابعون البحث في هذه الأزمة التي ترافق المواطنين على الطرقات والتي تشير إلى أن الحل لا يكون بعصى سحرية بل هو يتطلب عدة مراحل كإجراء الصيانة لا سيما الطرقات خارج العاصمة وجبل لبنان التي توصف بأنها غير آمنة فضلا عن وجود سائقين غير مؤهلين للقيادة بنتيجة ممارساتهم الخاطئة التي تربوا عليها".
أضاف: "هناك أيضا مشكلة المركبات غير الصالحة التي تمشي على طرقاتنا بأعداد كبيرة فضلا عن غياب الإنارة وإشارات السير وكل ذلك يتسبب بسقوط الضحايا البرئية وإزدياد الوفيات وخصوصا في أوساط أطفال المدارس بسبب عدم وجود خطة أمان في بعض وسائل النقل المدرسية".
وتابع: "بلدية طرابلس تقوم على تحسين وضع الطرقات العامة والكل يشهد على الأعمال على طرقات المدينة ولكن هذه الحفريات ستكون لصالح تنفيذ مشاريع في البنى التحتية ولما فيه مصلحة المدينة والمنفعة العامة، ويبقى أن هناك واجبا كبيرا على الأهل للقيام بتوعية أبنائهم وتوجيههم إلى القيادة السليمة للسيارات ومنع صغار السن من القيادة، ونحن من واجبنا كإدارة وقوى أمن القيام بكل ما يلزم لقمع المخالفات ووضع حد لها لتأمين السلامة المرورية الأمنة على طرقاتنا ووضع حد لإرتفاع نسب الحوادث المميتة ووقف المركبات والدراجات النارية المخالفة، ودورنا ليس قائما على القمع فقط بل هو يهدف إلى التوعية وإلى إزالة الممارسات الخاطئة".
وختم: "إن هذا المشروع الذي نطلقه اليوم له أهمية كبرى ويبدأ من العائلة مرورا بالمدرسة ليشارك فيه الجميع، ويتطلب التكاتف منا جميعا لوضع حد نهائي لعداد الموت على الطرقات. وفرض السلامة العامة بالتعاون مع هذه الجمعيات والمؤسسات المعنية بالسلامة المرورية".
ثم سلم المرعبي دروعا تكريمية للمشاركين الذين إطلعوا على باص مدرسي نموذجي يعتمد معايير السلامة المرورية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News