قامت إدارة موقع "فيسبوك" بحظر نشر الصور والروابط والفيديو على صفحة قناة "RT" الروسية الناطقة باللغة الإنكليزية بدون ذكر أي سبب. حيث سيتم فك الحظر في 21 كانون الثاني، أي أن "فيسبوك" وبكل بساطة منع القناة من تغطية مراسيم تقليد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصب الرئاسة الأميركية على الشبكة الاجتماعية.
ولفهم أسباب هذا السلوك الهستيري من إدارة "فيسبوك" تجاه قناة "RT" دعونا نرجع إلى الوراء قليلا. في سبتمبر-أكتوبر من عام 2016، العديد من مستخدمي الشبكة الاجتماعية وبشكل مفاجئ وجدوا العديد من الأخبار المتعمدة التي تدعوا للوقوف إلى جانب المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، حيث كلما زاد عدد هذه الأخبار كلما كانت الفرصة أكبر بالوصل إلى الأشخاص الأميركيين البسيطين ويمكن الحصول على أصواتهم.
وبالتالي، فإن شركة "فيسبوك" وقفت إلى جانب أحد المشرحين الرئاسيين علنا مع عدة وسائل إعلام أميركية أخرى مثل "CNN" و"NYT" و"WP" وغيرها الكثير. كذلك عناوين الصحف الرئيسية والتلفيزيونية كانت منحازة جدا لهيلاري "الطيبة هيلاري كلينتون مع تعزيز القصف في سوريا والغول الجنسي ترامب مع توريد الأسلحة والذخيرة إلى المسلحين".
وغير مهم على الإطلاق ما إن كانت الأخبار عن المرشحين للرئاسة، فإن هيلاري كلينتون هي الطيبة و ترامب هو السي، حيث لو أن هيلاري كلينتون في بث حي ومباشر قامت بعمل شنيع، فإن وسائل الإعلام الأميركية لاتهمت ترامب وألقت عليه اللوم.
إن كنتم لا تعرفون فإن شركة "فيسبوك" وكذلك وسائل الإعلام التقليدية، هي أداة للدعاية والتلاعب بالرأي العام. هذا وسبق وتم ذكره أن "فيسبوك" قام عمدا بنشر البوستات التي تروج لهيلاري وقد اعترف بهذا علنية ولم يعتذر على فعلته.
ورغم كل هذا والتلاعب بالرأي العام، جائت القنبلة من الشعب الأميركي "اختيار ترامب رئيسا للبلاد". ومن هنا يجب أن يكون طرف آخر لإلقاء اللوم عليه، لأن جميع قنوات الإعلام الأميركية وبما فيهم "فيسبوك" قد فشلت، وكان عليها إيجاد طرف آخر لإلقاء اللوم عليه وهو "الهكر الروسي" وقناة "RT".
حيث لم يستطع أي شخص إثبات تورط "الهكر الروسي" بالتلاعب في الانتخابات الأميركية. وهنا جاءت قناة "BBC" إلى روسيا، تنقل قليلا وتأكل بضعا من الفطائر وغادرت بخفي حنين، ولكنها قامت بتصوير فيلم الذي لم تستطع من خلاله إثبات أي شي وبنهاية المطاف استنتجت أن الروس هم الملامون في كل شيء.
هل قناة "RT" مسؤولة عن اختيار الشعب الأميركي ترامب؟ طبعا، لا! ولكن يجب عقابها. غدا قناة "CNN" سوف تبث الدموع أمام آلاف الديمقراطيين وقناة "RT" سوف تبث ابتهاج الناس. وهنا يكمن السؤال، ما هو الأكثر أهمية لرواد ال فيس بوك؟ طبعا، الدموع!.
ولهذا سوف يقومون بحظر قناة "RT" لعدة أيام. وقد تم توجيه العديد ممن الأسئلة لإدارة "فيسبوك" حول حظر القناة على موقعها وانتهاك مبادئ حرية التعبير والرأي، هل تعتقدون أنه تم الإجابة على هذه الأسئلة؟.
وفي النهاية فإن الشعب الروسي لم ينتخب ترامب وإنما الشعب الأميركي هو من انتخبه والشعب الروسي غير ملام على هذا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News