شبح المطمر إلى أقليم الخروب؟!

"ليبانون ديبايت":

كشف وزير البيئة طارق الخطيب في حديث صحافي له بأن نفايات الشوف وعاليه وإقليم الخروب سيتم ضمها إلى الخطة المرحلية، عبر طمرها في الكوستابرافا، لأن الكمية "غير كبيرة" و"لا تؤثر في المطمر".

وهو الأمر الذي كان يعمل عليه الخطيب بشكل عملاني وجدي من لحظة توليه الوزارة. وتشير مصادر الشوف لـ"ليبانون ديبايت" بأن الخطيب كان قد وعد البلديات المعنية والتي تعيش أزمة نفايات مستمرة منذ إقفال مطمر الناعمة، كونه لم يتم التوافق على إقامة مطمر في الجبل رغم لجوء المعنيين إلى حرب نفايات الشوارع للضغط على الأهالي، وكون نفايات هذه المنطقة "محرّمة" من دخول مطمر الكوستابرافا لأسباب يقول الأهالي أنها سياسية.

أما ميدانياً فلم يُجمع كيس نفايات واحد من بلديات الشوف وعاليه والإقليم ويُنقل إلى الكوستابرافا، التي لم يشملها اتفاق مطمر الشويفات، حتى اللحظة. ما يطرح التساؤلات حول خلفية إشارة الخطيب عن هكذا إجراء في معرض كلامه عن أزمة النفايات بشكل عام. بالوقت الذي لم يؤخذ هذا الكلام بعين التنفيذ. وهو غير وارد "لا من قريب ولا من بعيد" حسب المسؤول الإعلامي في بلدية الشويفات جاد حيدر.

ويؤكد حيدر في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" بأن لا مجال للأخذ والرد أو النقاش في الاتفاق القديم الذي أنشئ على أساسه مطمر الكوستابرافا في نطاق بلدية الشويفات. فـ"المتفق عليه بين مجلس الوزراء السابق ومجلس الإنماء والإعمار، أن يستوعب المطمر نفايات 8 بلديات (4 بلديات من عاليه و4 بلديات من الضاحية الجنوبية)، أي ما لا يزيد عن 1200 طن من النفايات" وهو الاتفاق "الغير قابل للخرق أو التغيير لأي سبب كان".

ويبقى السؤال لماذا طرح الخطيب هذا الكلام، إن كان إجراءاً ليس من أملٍ بتنفيذه. فهل مرّر الخطيب ذلك لـ"جس نبض المعنيين" ومعرفة النوايا تجاه خطوة نقل نفايات عالية والشوف والإقليم إلى الكوستابرافا، أم هو كلام يُفهم في إطار "إبعاد شبح المطمر عن إقليم الخروب وتحديدا عن بلدته برجا" كما تشير بعض المصادر البيئية، أم مجرد تذكير بواقع بلدياتٍ طالت فصول أزمة النفايات عليها، بسبب انعدام التوافق السياسي على موقع "مطمر للموت" على غرار باقي المناطق، وإحجامهم عن السير في البدائل البيئية السليمة والمستدامة.