أطلقت مؤسسة "اديان" موقعها الألكتروني "تعددية" في احتفال أقامته في فندق "لوغراي" وسط بيروت، شارك فيه وزير الإعلام ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره اندريه قصاص، سفير بريطانيا هوغو شورتر، مديرة إدارة حوار الحضارات في جامعة الدول العربية السفيرة ساميه بيبرس، ورئيس مؤسسة اديان الأب فادي ضو.
وكانت كلمة ممثل وزير الإعلام جاء فيها: "عادة يفضل وزير الإعلام الأستاذ ملحم الرياشي الا ينتدب أحدا لتمثيله في أي حدث يدعى إليه، ولكن هذه المرة إضطر الى تكليفي شرف تمثيله لظرف قاهر، وهو إذ يعتذر عما هو خارج عن إرادته حملني تحياته إلى جميع القيمين على جمعية "أديان"، متمنيا أن تسمح الظروف بلقاء قريب للتشارك في ما يعتبره هما مشتركا بين أهداف جمعيتكم والرسالة الإعلامية. كم يحتاج مجتمعنا في هذه الأيام إلى أن يعيش عمق إيمانه والمفاهيم الصافية للأديان بقواسمها المشتركة، التي تتمحور بمجملها حول قيمة الإنسان بحد ذاتها، بعيدا عما يمكن أن يشوهها ويمس جوهرها.
ولأن الأديان بما تزخر به من قيم سامية تتناقض وسلوكيات سطحية تتستر بمسميات كثيرة، هي أبعد ما تكون عما تدعو إليه تعاليمها، كان لا بد من أن يكون لها موقع مختلف ومتمايز، في الجوهر والأهداف، يجمع ويوحد، حيث أسباب الفرقة كثيرة، في تعددية خلاقة تغني الفردية والخصوصية، في مشهد تكاملي يتخذ من الواقع الذي نعيشه منطلقا لمصالحة شاملة تكون الأساس المتين لبناء المواطنة الصحيحة المسندة بأفعال الجمع، باعتبار أن ما يجمع بين مكونات الوطن أكثر بكثير مما يفرقها ويمزقها".
أضاف: "والمواطنة، أيها الأخوة، ليست مجرد شعار بل يجب أن تكون محورا أساسيا في عملنا السياسي، وهي بمنطلقاتها النقيض الطبيعي للطائفية، التي يجمع على رفضها جميع الذين يطمحون إلى وطن يتساوى فيه جميع الذين لا يرون بديلا من الدولة كمرجعية وحيدة على أسس من عدالة إجتماعية لا تفرق بين مواطن وآخر إلا بمقدار إلتزامه بالقوانين. فلا يكون صيف وشتاء على سطح واحد، ولا يعود المواطنون يصنفون وفق إنتماءاتهم الطائفية والمذهبية.
ولذلك فإن موقع "التعددية" الذي تطلقونه اليوم لم يأت من عدم، بل هو نتاج إختبار تعايشي مارسته جمعيتكم عن قناعة وإيمان، وهي الساعية دائما إلى تكريسه في يوميات عيش مشترك حقيقي بين جميع اللبنانيين، إلى أي ديانة انتموا، كخيار نابع من حتمية التلاقي على ما يعطي للبنان فرادته في بوتقة وطنية واحدة، تستمد استمراريتها من تراكم التجارب، الإيجابي منها والسلبي، على مر السنوات، وبالأخص تلك التي مر بها اللبنانيون، في ظروف غير طبيعية، وكانت الأصعب".
وتابع قصاص: "فإنطلاقا مما نعتبره غمامة صيف عبرت، وإيمانا منا، كل من الموقع الآتي منه، بحتمية بناء المستقبل على ركائز راسخة، نمد الأيدي، بيضاء، ونسعى إلى حوار جدي وبناء، وإلى تواصل مع الآخر الذي نتلاقى معه في الرؤية إلى ما يعزز عوامل الثقة بيننا، ويفعل قواسمنا المشتركة بما يؤول إلى بناء وطن تفخر الأجيال الطالعة بالإنتماء إليه.
فباسم معالي الوزير الرياشي، اتمنى لموقع "التعددية" أن يكون موقعا لجميع الذين يتطلعون إلى الغد بنظرة تفاؤلية، عساه يحتل موقعه الطبيعي في ضمير كل لبناني يؤمن بوطن نهائي الغاية والمرتجى".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News