مختارات

 منير بركات

منير بركات

صحيفة المرصد
السبت 11 شباط 2017 - 18:28 صحيفة المرصد
 منير بركات

منير بركات

صحيفة المرصد

مخاطر منطق الحرب ذاته.. دون قتال

مخاطر منطق الحرب ذاته.. دون قتال

متى يتعلم الشعب اللبناني وقياداته السياسية والدينية من تجارب الماضي وعبر التاريخ؟

ان اختلاف اللبنانيين فيما بينهم حول وطنهم لبنان، وحول صيغة نظامه، وحول تركيبته البشرية والديموغرافية،كان يتأثر دائما بدور القوى الخارجية. اذ كانت تتحول حروبهم، بعد ان تبدأ، إلى حروب تتداخل وتتصارع فيها مصالح الدول الاخرى. ويصبحون هم، اي اللبنانيون، بشكل او بآخر، ادوات في تلك الصراعات. وكانت تختصر بذلك، عن وعي او عن غير وعي، مصالحهم الخاصة ومشاريع الاحزاب الخاصة المتصارعة في الحرب مع تلك القوى الخارجية ومصالحها.

ونشهد اليوم المغامرة بالمواقف السياسية لا سيما محاولة اقرار قانون انتخابات ينسف المعادلة التي تجسد في اتفاق الطائف كنتيجة للحرب الاهلية اللبنانية .

لم تتعلم حتى الان المجموعات والاحزاب والسلطات المتعاقبة ،ولم تبذل جهدابالحد الادنى ،للتوقف عند جذور هذه الخلافات والنزاعات فيما بينهم ، وعند نتائجها الكارثية. بل انهم، بخلاف ذلك، تابعوا، ويتابعون ،بعد الحرب ،منطق الحرب ذاته، من دون قتال. وبالطبع هناك استثناءات.. والاستثناء الأكبر الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، الذي جلد نفسه في تقديم القراءة النقدية وبالطبع بعد انتهاء الحرب، والذي توجها بالممارسة من خلال سلوكه في التعاطي مع مسألة المشاركة في الجبل . وفي تركيبه الحزب الذي قدمه عابرا للطوائف في مؤتمره الأخير.

مع الاشارة الى اهميتها في احتمال خلق شروط جديدة لتكوين وطنية لبنانية جديدة. تبدأ بتطبيق اتفاق الطائف وتنتهي بتعميم خطوة الاشتراكي في علمنة الاحزاب من خلال البدء في تركيبتها البنيوية والتي تتطلب قانونا للاحزاب حضاري ومدني خارج التكوين السياسي للمذاهب.

الا انه ما زال مطلوبا من الجميع المزيد من التعمق في التحليل والاستنتاج والاستشراف. ان افتعال العودة الى الوراء وتحريك ذاكرة الحرب وبأشكال مختلفة انما ترمي ، عن وعي او عن غير وعي ،إلى تدمير الهدف الكبير الذي يحمل في طياته بناء وطن والانتقال الى مرحلة جديدة بعد انتخاب رئيس للجمهورية ومن خلال التطبيق العادل للدستور" اتفاق الطائف " كخطوة مهمة على طريق الاصلاح وليس بافتعال الصراعات حول مسلمات توافقية احاطتها وثيقة الاتفاق الوطني.

حذار من النزعة الانتصارية ربطا بالتطورات الاقليمية خاصة السورية منها ، حذار من الشعور بامكانية تصفية الحسابات خارج منطق الدولة ، حذار من الهروب الى الوراء باقرار قانون انتخابات ينتج سلطة مجتزأة تطيح بالمكونات الذي قام عليها الوطن وبالتالي تهدد السلم الاهلي لا بل هوية لبنان بمجمله .

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة