أطلقت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين "معرض الوظائف والتوجيه 2017"، الذي نظمه المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية iecd و"جمعية خادمي الغد"، في احتفال أقيم في قاعة المؤتمرات في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، في حضور ممثلة وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، جمانة صيادي، المدير العام للتعليم المهني والتقني احمد دياب وقد مثله عبدالرحمن قوطة، ممثل الإتحاد الاوروبي خوسي لويس فنيويزا سانتا ماريا، رئيس الغرفة توفيق دبوسي، ومدير الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في المعهد الاوروبي للتعاون والتنمية نيكولا بينتون وحشد من الحضور من معاهد تقنية وطلاب.
دبوسي
والقى دبوسي كلمة رحب فيها بالوزيرة عز الدين، مثنيا على "كفايتها العلمية العالية وعلى المشروع الذي اطلقته بالامس القريب من خلال وزارة الدولة للتنمية الإدارية والذي يبشر بمستقبل مميز للوزارة في عهدها"، وخص بالشكر "الشركاء الاوروبيين واللبنانيين الذين يساهمون في إطلاق هذا المشروع الحيوي".
واضاف: "إن لبنان غني بثروات وقدرات كبيرة ينبغي لنا أن نجيد استثمارها، واليوم نرى في هذا التعاون الاوروبي واللبناني حالة مهنية مفيدة طبعا، ونحن نقول للجميع في لبنان وأوروبا والعالم ان طرابلس أيضا تختزن كنوزا لم تستكشف بعد، وهي كفيلة تحويلها إلى عاصمة لبنان الاقتصادية، لتشكل محور شراكات للجميع إنطلاقا من لبنان والعالم العربي وصولا الى المجتمع الدولي. إن المنطقة تحتاج بلا ريب الى لبنان كما العالم، وعلينا أن نحسن القراءة وأن نجيد التعاون مع الكل بما يكفل الشراكة مع الجميع ويعود منفعة تشمل الجميع، ونحن بدورنا جاهزون للتعاون مع الجميع لمصلحة الكل".
وختم موجها كلامه الى الوزيرة عز الدين قائلا: " أهلا بك في طرابلس. هذا يوم واعد ونحن نريد تواصلا دائما مع معاليك. وهذه رسالة نوجهها من خلال معاليك إلى الحكومة ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية بأننا مؤمنون بأنفسنا وبوطن الرسالة لبنان".
قوطة
من جهته، توقف قوطة عند مفهوم التعليم المهني في لبنان، مشيرا الى "اننا ما زلنا غير مدركين لقيمة هذا التعليم لذلك نتعاطى بإستخفاف وحيث وسائل التدريب بلا توال ضعيفة في المعاهد". واشار الى ان "العقلية السائدة لدى الناس لا تزال على اقتناع بان هذا التعليم هو للمتعثرين في الدراسة خلافا لواقع الحال والحقيقة".
وقال: "إن المانيا، مثلا، تخصص التعليم المهني للمتفوقين وهي الدولة الأوروبية المعروفة بتقدمها الصناعي والعلمي"، وانهى مشددا على "مسألة تغيير المفاهيم وتدارك الأخطاء".
بيتون
وتحدث بيتون عن "المرتكزات الأساسية لبرنامج معرض الوظائف والتوجيه في العام 2017"، مؤكدا "التواجد في لبنان لتقديم الدعم اللازم الى تطلعات الشباب في المجال المهني والتقني ولمساعدتهم على ان يكونوا الفاعلين الحقيقيين في عملية التنمية الإجتماعية، وبالتالي تعزيز إمكان رفدهم بسوق العمل متمتعين بالطاقة الإيجابية عبر صقلهم وتدريبهم حيث كانت البداية مع مشروع التنمية الكهربائية الذي تم التعاون في صدده مع 12 معهدا تقنيا وفنيا خاصا وعاما، وكل ذلك من أجل المساعدة على إنخراط الطلاب المهنيين في مجتمع أعمال شركات القطاع الخاص".
ممثل الاتحاد الاوروبي
وكانت كلمة لممثل الإتحاد الاوروبي شدد فيها على "أهمية برنامج صقل طلاب المهنيات بالمهارات المطلوبة لمساعدتهم على إنخراطهم في سوق العمل وفتح الافاق واسعة أمامهم لتعزيز فرص حصولهم على العمل المطلوب".
ولفت الى ان الإتحاد الاوروبي يؤدي دورا حيويا في مجال تقديم الخبرات المساعدة على إصلاح وتحديث القطاع التربوي المهني والتقني عبر تطبيقات برنامج التعليم المهني المزدوج، وبالتالي التعاون مع القطاع الخاص في هذا المجال. وكذلك تقديم الدعم الى لمشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكل ذلك وفقا لمضامين "افكار" وهو البرنامج الموضوع من جانب الإتحاد الاوروبي من اجل إستثمار الشباب إذ إنهم عنوان لمستقبل التنمية التي تستند، من دون ادنى شك، على الطاقات والاهلية الكاملة التي يمتلكها هؤلاء الشباب من اجل بناء مستقبل للبنان نريده زاهرا بالتقدم والتنمية، معولين كثيرا على التعاون مع القطاع الخاص لتوفير الفرص التي نص عليها برنامج "أفكار".
كلمة وزير الصناعة
وألقت صيادي كلمة وزير الصناعة أشارت فيها الى ان "الشمال يزخر، كما تعلمون، بالمؤسسات الصناعية التي اثبتت جدارتها كل في مجال عملها والتي غزت منتجاتها الاسواق العالمية نظرا الى جودتها العالية التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة. وتوفر هذه المؤسسات الكثير من فرص العمل، ولا تقتصر حاجاتها على خريجي الجامعات من ذوي الإختصاصات التقنية والفنية. ومن هذا المنطلق، فإن وزارة الصناعة تأمل من وزارة التربية والتعليم العالي ان تحض إدارات المدارس على تعزيز أهمية دور الصناعة لدى الطلاب، وتشجيعهم على إختيار الإختصاصات التقنية والمهنية في دراساتهم المستقبلية نظرا الى حاجة سوق العمل الماسة اليها".
وقالت : "لا بد من التنويه بالجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصناعة ولا سيما من زاوية السياسات التشجيعية التي تعتمدها في تعاملها مع اصحاب المشاريع الإستثمارية الصناعية، وهذا ما أدى الى زيادة واضحة في عدد التراخيص الصناعية الممنوحة للمؤسسات لا سيما في الفترة الأخيرة التي تمثلت بالإنفراجات السياسية وتجسدت بإنتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة العتيدة وإنعكست إيجابا على مختلف القطاعات وخصوصا القطاع الصناعي، وهذا ما اتاح المجال لتوفير فرص عمل جديدة".
وإعتبرت أن معرض الوظائف والتوجيه 2017 "يشكل فرصة متميزة للتواصل بين الطاقات الشابة الواعدة واصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية الهامة، وستحقق في هذا التواصل مصلحة الطرفين على حد سواء".
وأضافت: "إن وزارة الصناعة تولي هذا المنتدى اهمية كبرى لأنها تجد فيه مساهمة في تحقيق الاهداف الإستراتيجية التي رسمتها رؤيتها التكاملية للقطاع الصناعي".
وختمت "أنقل اليكم تمنيات معالي وزير الصناعة الصادقة بنجاح اعمال هذا المعرض، واتوجه بالشكر العميق الى الإتحاد الاوروبي الذي لا يألو جهدا لتعزيز اواصر الشراكة مع لبنان".
الوزيرة عز الدين حيت "طرابلس الفيحاء التي عرفناها ميناء نتفاعل من خلاله مع قضايانا العربية والوطنية. فقد كانت دائما نبعا عروبيا لا ينضب فهي درة الساحل الشمالي محروسة بجبال الأرز شرقا تفتح ذراعيها على الدوام لكل المحبين لتكون عنوانا للعيش المشترك ومدينة الوحدة الوطنية والإعتدال".
وقالت: "أتيت إلى طرابلس وكلي رغبة في أن أعبر أبوابها وأحياءها من باب الرمل إلى باب التبانة ومن القبة إلى أبي سمراء والحدادين وساحة التل والزاهرية. وأود أن أمر في هذه الاحياء حيث عبق الأصالة والطيبة وروح الجمال والعنفوان وحيث وجوه الأصدقاء والمعارف الذين نتقاسم معهم الهموم والشجن والأفراح والأحزان والقضايا الوطنية.
أزور طرابلس وانا ابنة الجنوب اللبناني المقاوم وأجد فيها عبق الجنوب والشراكة في المقاومة والتحرير وهي التي اعطت لبنان العلم والسياسة والفكر والشهادة ولها الحق على الدولة في التنمية والرفاه ولأبنائها الحق في فرص العمل والعيش الكريم لأن بناء الدولة لا يكون إلا بالتنمية الشاملة التي تلحظ كل امتدادات الوطن من الحدود إلى الحدود. فالإنسان المتوازن هو طريق الاستقرار والانتماء وتثبيت الشباب في الأرض والحق يقال إن مقومات الإنماء متوافرة في هذه المدينة الضاربة جذورها في التاريخ وحيث ينبغي الإشارة إلى الثروة السياحية الكامنة في عاصمة الشمال التي تتصدر المرتبة الأولى من حيث ثروة تراثية فريدة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتحتل الدرجة الثانية من حيث الآثار المملوكية كما الآثار الرومانية والبيزنطية والصليبية والعثمانية. وإضافة إلى هذا الموقع السياحي المهم، طرابلس مكان معروف بالصناعة المختلفة وحرفية أبنائها ومهارتهم. أما الأهم فالثروة البشرية عنيت شباب طرابلس وطلابها وحضورنا اليوم مساهمة متواضعة لإرشاد هؤلاء وفتح الطريق امامهم. ولكن يبقى المطلوب أن تتحرر العقلية الإقتصادية في هذا البلد من ثقافة الإستهلاك إلى ثقافة الإنتاج ومن إقتصاد المركز إلى اقتصاد لبنان".
وأضافت: "صحيح ان التزام واجبنا الوزاري في احتضان المشاريع ومتابعتها حتى النجاح، هو الذي يسير خطواتنا ويحتم حضورنا عند كل استحقاق، ونحن اليوم هنا لاطلاق هذا المعرض التنموي بامتياز، في عاصمة الشمال. لكن الصحيح ايضا ان ما احملنا الى هنا هذا الصباح هو كم كبير من المحبة الصافية لطرابلس العريقة واهلها الطيبين. ونحن مدركون تماما الحاجة الملحة الى تحفيز الجهود التنموية في هذه المدينة العريقة وفي قرى الشمال كافة. واننا لواثقون ايضا بالطاقات الايجابية الشابة، وتلك التي يختزنها القطاع المهني، من تربوي وعملي، في هذه المنطقة العزيزة".
وتابعت: "ان معرض الوظائف والتوجيه الذي ينظمه المعهد الاوروبي للتعاون والتنمية، مع "جمعية خادمي الغد"، ليس الا خطوة واحدة، في مشروع متكامل، ضمن برنامج افكار الممول من الاتحاد الاوروبي مشكورا، وبادارة وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية. ويعمل هذا المشروع على بناء القدرات المهنية لشباب ونساء ومؤسسات صغيرة، في طرابلس وعكار والضنيه، لتحفيزها في سوق العمل. ولا بد لي هنا من التنويه، بأهمية احياء هذه النشاطات في مناطق الشمال بالذات، نظرا الى ما تحتاجه من اهتمام. واسمحوا لي ان انوه ايضا بتخصيص حصة للنساء في التدريبات، بما يعكس احتراما عمليا وتطبيقيا لمبدأ الجندرة. وقد لفتني ان المشروع يسعى، من خلال هذا المعرض، الى تفعيل التواصل بين المدارس والشركات والجمعيات، والتوعية على حاجات سوق العمل، ولا سيما في القطاع التقني والمهني. وارى ان هذا الامر يسهم في خرق الحواجز الموجودة، وبناء الجسور بين المدارس المهنية وطلابها، من جهة، وبين المؤسسات العاملة، من جهة ثانية. الا انه يبقى ضرورة التقويم والمتابعة لحجم هذا الخرق واستدامته، وان مبادرة المعهد تمثل واحدة من 24 مبادرة يرعاها برنامج افكار في نسخته الثالثة. وتصب في توجهات البرنامج لدعم دور المجتمع المدني ومأسسة هيئاته، كشريك فاعل في تعزيز التنمية والاصلاح، ولا سيما في المجال الاقتصادي والاجتماعي".
وقالت: "اننا اذ نتمسك بمفهوم تمتين الشراكة التي اسسنا لها، بين القطاع العام والمجتمع المدني الناشط والمبتكر، نشدد، في المقابل، على تضافر الجهود، بين كل هيئات هذا المجتمع ومؤسساته من اكاديمية ومهنية وبلدية، حتى تصل الى بناء شراكات حقيقية وفاعلة في ما بينها. وينبع موقفنا هذا من الثقة بان التشبيك بين هذه المؤسسات، على تنوعها وتعدد ادوارها، يبقى الدرب الاضمن للوصول الى تنمية فاعلة ومستدامة، يكون محورها اعلاء شأن الانسان وتعزيز حقوقه ودوره، ويهمني هنا ان اؤكد ان مشاريع وزارة التنمية الادارية، وان تنوعت، واهتماماتها، وان تشعبت، تبقي في طليعة الاهداف، إحداث التأثير الملائم والمستدام بهدف خدمة الانسان في وطننا. ولا بد من ان نذكر المروحة الواسعة لهذه المشاريع على مستوى الادارة المركزية وعنوانها التخطيط الاستراتيجي، والتطوير الاداري وبناء القدرات البشرية ومكافحة الفساد والحكومة الالكترونية. كما تعمل مشاريعنا على التفاعل والشراكة مع الصروح الاكاديمية والبلديات والمجتمع المدني".
وختمت: "إن التنمية عمل متكامل بوجوه عديدة ومتمايزة ويحتاج الى مساهمة من جميع المعنيين. واننا اذ نشكر للاتحاد الاوروبي دوره الداعم في هذا المجال، نتمنى استمرار التعاون الثنائي المتجذر بيننا. ونأمل دوام التوفيق للمشاريع التنموية كافة. تمنياتي بالتوفيق ايضا لمشروع IECD وSemeurs d'avenir ضمن برنامج افكار ولهذا المعرض الحيوي خلال الايام الثلاثة المقبلة".
جولة
ثم جالت الوزيرة عز الدين على المشاريع التي تحتضنها غرفة طرابلس من مختبرات مراقبة الجودة الى حاضنة الاعمال "البيات" ومركز التعليم المستمر لاطباء الاسنان ومركز التطوير الصناعية وابحاث الغذاء (إدراك).
إفتتاح المعرض
وختاما، قصت الوزيرة عز الدين شريط الافتتاح، معلنة إطلاق "معرض الوظائف والتوجيه للعام 2017" والذي يستمر ثلاثة ايام في قاعة معارض الغرفة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News