مختارات

الأربعاء 01 آذار 2017 - 06:53 الديار

حزب الله لم يقل كلمته النهائية بعد

حزب الله لم يقل كلمته النهائية بعد

الذي في قصر بعبدا هو... ميشال عون!
ليس تملقاً او تزلفاً. كلام من اجل الوقوف الى جانب رجل يقول بلبنان البعيد عن اهوال المافيات واهوال القبائل. لهذا نقول للوزير جبران باسيل... لا تحرق الجنرال بالقانون الارثوذكسي.

نذكّر رئيس التيار الوطني الحر بأنه هو من بشرنا بأن العماد عون سيظهر على شرفة القصر ويصرخ «يا شعب لبنان العظيم». لا يا شعوب لبنان، ولا يا قبائل لبنان، ولا يا طوائف لبنان، ولا يا مذاهب لبنان...

حتى ولو كان التلويح بالارثوذكسي الذي تم ابتداعه بلغة القرن التاسع عشر تكتيكياً. هذه ورقة قاتلة للجنرال الذي هو الان هناك لا ليكون مارونيا فقط، مسيحيا فقط، بل ليكون لبنانياً بكل ما تنطوي عليه الكلمة من تعددية خلاقة، وتعكس الرؤية الفلسفية، الرؤية المقدسة، للبنان بأن يكون ارض التفاعل والابداع، وبالتالي الخروج من سوسيولوجيا الطائفة، الوجه الاخر لسوسيولوجيا الخراب...

اذا لم يكن لبنان هكذا، فما هي الحاجة اليه ليكون. والكل يعلم ان عبارة «يا شعب الله العظيم» تختزل سياسة بكاملها، استراتيجية بكاملها، بعدما بات هذا الشعب، وبتلك التركيبة العجيبة، رهينة في يد الزبائنية، والغوغائية، والتبعية، والانغلاق...

هذه هي الورقة التي في يد الجنرال، هي تكفي لتكون الاكثرية الساحقة من اللبنانيين الى جانبه في صراعه مع ثقافة الفساد والتفتيت والاستزلام، وان كنا نلاحظ اي سيناريوات توضع، واي شعارات ترفع, واي حساسيات تستثار، من اجل فرض الحصار عليه واستنزافه بل وطعنه في الظهر وفي الخاصرة...

الجنرال يدرك في اي منطقة (وفي اي منطق) نعيش. هنا الحرائق المذهبية على الشاشات، وفي الاروقة السياسية، كما لو ان الشرق الاوسط محكوم بأن يكون المكان الذي يقتل فيه الله ويقتل فيه الزمن بعدما راهن الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي علينا لنعيد صناعة الامل...

صناعة الامل! مهمة مستحيلة امام الجنرال الذي يلاحظ كيف تتم مقاربة الاشياء، وكيف يتم التعامل مع «الشعب العظيم» على انه قصاصات من الورق وتلقى في صناديق الاقتراع ليؤتى بالوجوه اياها، وبالعبقريات اياها. يا جماعة، هل نحن شعب قاحل الى هذا الحد؟

لا نعتقد ان الجنرال اتى ويذهب كما أتى وذهب آخرون. قوالب خشبية بألقاب عثمانية. ولا نعتقد ان الجنرال لا يعلم ان اللبنانيين ضاقوا ذرعا بشريعة الغاب، وبثقافة المغارة، وبلعبة الايدي القذرة. التآكل في كل مكان (حتى في وجوه السياسيين)، الفساد في كل مكان السرقة في كل مكان، الاهمال في كل مكان...

وحتى عندما تعدّ الموازنة لا احد يمس بالاحذية المرصعة للمهراجات، بل يتم اجتراح تلك الضرائب التي تستنزف ما تبقى من عظام الناس. لا ندري ما اذا كنا اصبحنا كائنات رخوية الى هذا الحد؟

يا صاحب الفخامة ضع اللقب (العثماني) جانبا. انت قلت بالنسبية، وهي الخلاص، او بداية الخلاص، او بداية البداية، ابق حيث انت، وابق في موقفك.

دائما في وجه لصوص الهيكل الذين يتذرعون بالحساسيات المذهبية، كما لو ان فضيحة الكهرباء (الفضيحة ذات الاجراس) تختص بطائفة دون غيرها، وكما لو ان الطرقات لمذهب دون غيره، وكما لو ان الفوضى والمحسوبية والانتقائية لا تضرب اللبنانيين، كل اللبنانيين، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب...

من شخصية مخضرمة، وراقية، لم تكن يوماً الى جانب الجنرال، غير انها اليوم تراهن عليه، تناهى الينا هذا الكلام «النسبية هي الورقة الوحيدة في يد الجنرال ان خسرها خسر كل شيء، وان ربحها دخل، وادخلنا معه، في لبنان المستقبل».

لم يقل «دخل التاريخ». التاريخ في المنطقة تاريخ الطوائف، وتاريخ المذاهب، حتى ان ارنولد توينبي، فيلسوف التاريخ البريطاني، نصحنا بانزاله عن ظهورنا... وقال «لا تدعوا اسنانه عالقة في... ظهوركم».

ولتكن ايها الجنرال اول خطوة في الطريق (طريق الجلجلة) الى لاهوت العدالة!!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة