ليبانون ديبايت – عبدالله قمح
لا يمكن إغفال تقاطع زمان ومكان زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتل والوفد الكبير المرافق له إلى لبنان. تتزامن الزيارة مع إرتفاع حدة المعركة مع تنظيم داعش في سوريا وتعزيز نشاطه داخل لبنان ومع نوايا إقامة مناطق آمنة على الحدود مع سوريا وهو أحد بنود الحملة الإنتخابية التي أوصلت دونالد ترامب إلى كرسي البيت الأبيض.
لا يمكن إغفال أيضاً الإهتمام الأميركي بلبنان أمنياً خاصة في الفترة الماضية التي إتسمت بتكثيف الزيارات الرسمية لا سيما الأمنية منها ورفع وتيرة التنسيق الأمني مع سائر الأجهزة لاسيما مخابرات الجيش وصولاً إلى حد الإطلاع المباشر منها على تفاصيل عمليات إلقاء القبض على إرهابيين وإحباط عمليات تفجير وتفكيك خلايا. الإطلاع الذي كان حتى الأمس القريب دورياً بات اليوم ملحاً تنظر إليه مصادر أمنية على أنه "رفع مستوى علاقة بيروت مع واشنطن أمنياً ووضعها بمصاف الشريك في محاربة الإرهاب".
الشراكة هذه لا يمكن إغفالها من جولة الجنرال فوتل في المنطقة الشرقية وترصد خط الحدود مع سوريا من كافة الجوانب، الأمنية العسكرية والميدانية، لا بل أن الجنرال توقف مطولاً أمام قدرات الجيش اللبناني في هذه المنطقة بالذات وصولاً إلى أخذ نقاط تهدف إلى تقديم النصح في مكان والدعم العسكري الذي يحتاجه الجيش في مكان آخر، لكن ما يمكن إعتبار أنه تطور نوعي، هو إهتمام الجنرال الأميركي بمناطق جغرافية معينة مرتبطة مع سوريا، في مشهد قرأ على أنه يأتي إنطلاقاً من مشروع الرئيس الأميركي الرامي لإنشاء مناطق آمنة وهو ما يعمل عليه بالموازاة مع الأردن وتركيا.
لبنان في قلب المعادلة الأميركية في قتال داعش إذاً، لكن هذا الواقع يحتم إستفادة لبنانية من الخطط الأميركية وهو ما لم تلحظه المصادر، حيث كان لبنان من خلال المؤسسة العسكرية حريصاً على نوعية ترتيب العلاقة مع "الشريك الأميركي" حيث لم تقدم المؤسسة جوابات واضحة حول طلب تقديم مساعدات لوجستية - تقنية خاصة بمنطقة الحدود والحديث هنا عن مراصد وأجهزة إلكترونية تعرف المؤسسة اللبنانية أين ستكون خوادم تلك المعدات!
الإهتمام الأميركي الحالي بلبنان ترده مصادر أمنية إلى ضيق الحال الذي يعاني منه تنظيم داعش في داخل سوريا وهو ما يحتم على واشنطن البحث عن سبل التضييق عليه وعلى التنظيم البحث عن جيوب وملاذات يتنفس من خلالها والتركيز هنا على لبنان بعد سقوط الرئة التركية وإبتعاد داعش عن الحدود الأردنية فباتت الحدود اللبنانية مقصداً له. تضييق الخناق على داعش في سوريا قد يدفع الأخير إلى تبديل إستراتيجياته ومحاولة الفرار والتسلل نحو الداخل اللبناني لكن في هذا الأمر صعوبات عدة أبرزها وجود نقاط أساسية وهامة لحزب الله على الحدود بالإضافة إلى تموضع الجيش اللبناني المريح والدقيق وأيضاً وجود الجيش السوري في منطقة القلمون الغربي مثلاً حيث هناك ربط بين الجيشين أمنياً بحكم العداء لجهة واحدة، ورغم كل تلك الصعوبات لا يستسلم داعش أو يسقط مساعيه.
إختبار نوايا التنظيم الإرهابي يمكن تجسيدها من خلال نشاطه على الساحة اللبنانية الذي تعزز وتصاعد في الفترة الماضية وصولاً إلى محاولته القيام بأعمال ذات طابع إرهابي كبير ومؤذٍ. الأميركيون يعرفون مدى نجاعة القوى الأمنية اللبنانية وكفاءتها في إحباط المشاريع ما وسّع باب تعاونهم مع بيروت وصولاً إلى ما علمه "ليبانون ديبايت" عن تبادل وتقاطع معلومات أدت إلى توفر معطيات تثير المخاوف لدى السلطات الأمنية ظهرت قبل أسابيع مع ملاحظة إرتفاع نشاط الارهابيين واستيقاظ عدد من الخلايا النائمة التي اعتقل كثير منها سابقاً ولاحقاً ما يظهر وجود نوايا إرهابية خطرة لدى خلايا التنظيم الإرهابي موجهة نحو الداخل.
جهات أمنية تنظر بعين الريبة إلى ما يجري في مخيم عين الحلوة من بوابة توفير ملاذات غير مستقرة تستفيد منها جماعة"البغدادي" إضافة إلى محاولتها - ربما - تشتيت نظر إستخبارات الجيش والأجهزة الأمنية من أجل القيام بتحركات ما، لكن مصادر أمنية أخرى مطلعة عن كثب تقول أن "أعين الأجهزة الأمنية تترصد أي حالة ونحن اليوم في حالة إندفاع هجومي مقابل إنكفاء دفاعي للإرهابيين الذين إستشعروا في الفترة الماضية مدى قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية".
القدرات هذه، وضعت لبنان على منصة أهداف داعش وغيره من بوابة الإنتقام. الصراع الذي يجري بيننا وبين التنظيم من خلف الكواليس فيه ما ينشر وما لا ينشر لكن الخلاصة تبقى أن الأجهزة اللبنانية أثبتت كفاءة عالية في مشروع الإنقضاض على الإرهابيين أدت إلى رفع قيمتها لدى الجهات الاميركية تحديداً التي باتت تنظر إلى نظيرتها اللبنانية على انها شريك فعال لا بد منه لا بل تستفيد من خبراتها في هذا المجال!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News