"ليبانون ديبايت"
رسالة متفجرة وجهت من داخل مخيم عين الحلوة إلى مختلف مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان بعد أن سعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تنظيمها أمنياً بالتعاون مع الأجهزة اللبنانية. سلسلة أحداث لا يمكن إغفالها سبقت وأدت إلى المعارك التي دارت وتدور في الساعات والأيام الماضية بين مسلحين من حركة فتح ومجموعات إسلامية متعددة تنشط بشكلٍ مقلق منذ فترة.
وكما لا يمكن أغفال الأسباب الموجبة للمعارك كذلك لا يمكن إغفال دور بعض الجهات الأمنية الفلسطيني بالتورّط في طريقه غير مباشرة بالإشتباكات التي تعتبر مصادر وأوساط فلسطينية ولبنانية لـ"ليبانون ديبايت" أنها توفرت وإستفادت من جو الصراع الداخلي في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا التي فسخت خلافاتها عقد قران التزاوج المترجم في القوة الأمنية المشتركة والتي طارت مع تعاظم الخلافات. الفراغ الذي أحدثه نسف القوة، وهنا نتحدث عن فراغ بعدة أوجه، سياسي وأمني ميداني وداخلي، أدى في النتيجة إلى تقوية عود المجموعات الإسلامية على غيرها أمام المناخ الذي يوفر دائماً أرضية خصبة للإشتباكات فموجود حكماً.
تردّد مصادر أمنية أن أحد اسباب المعارك هو وصول زوجته القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان إلى المخيم بذريعة "تزويع مساعدات إنسانية" وهو ما كان عامل إستفزاز رفع حساسية الفتحاويين المعارضين لدحلان ولرجله في عين الحلوة "اللينو" الذين بداوا بعمليات إستفزاز بإطلاق النار استغلت لاحقاً من قبل الإسلاميين المتواجدين في حي الصفصاف الملاصق للبركسات وهو معقل فتح وبدأت المعارك! أطراف أخرى تقول أن إطلاق رصاص لا يؤدي إلى معركة مفتوحة، فما السر إذاً؟ تغمز الأوساط إلى مسألة الصراع الفتحاوي - الفتحاوي المخفي ومصلحة قيادات بتصفية حسابات بين بعضها على أنها وقود المعارك من خلال إستغلال الصراع الموجود مع الإسلاميين.
مصادر أمنية تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أن المعارك الجارية ليست "بريئة" بل مخطط لها مسبقاً وهي تأتي بتقاطع مصالح بين جهات فلسطينية متعددة لا تخفي الوقائع وجود تقاطعات بينها. وإذ تشير المصادر إلى وجود عدة مؤهلات أثمرت عن إشعال الجبهات، قالت أن الإسلاميين في المخيم ليسوا بالعدد القليل، بل أن قوتهم العسكرية تتراوح بين 250 إلى 300 شخص تحت السلاح وهؤلاء يتمركزون في أحياء جوهرية في المخيم وهدفهم الدائم التوسع.
التوسع في هذه المعركة تنفيه حالياً المصادر التي تقول أن المعارك تتركز على المحاور بين الصفصاف والبركسات وما بينهما في الشارع الفوقاني، لكنها تتسم بالعنف، وهذا إن دل فيدل على محاولات للتفريغ وإيصال الرسائل، وفي حال تعاظمت الأمور يمكن هنا أن نتحدث عن تصفية حسابات مع "فتح". أما عن المجموعات الإسلامية في المخيم تنقسم نوعين، واحدة معتدلة وثانية متطرفة وهي على الشكل التالي:
المجموعات المتطرفة (منجذبة إلى تنظيم القاعدة داعش – نصرة – كتائب عبدالله عزام – فتح الإسلام – جند الشام – حركة الشباب المسلم):
تتشكل من نحو 150 عنصر تقريباً (متفرقين موزعين على المجموعات أعلاه) أبرز وجوهها بلال بدر الذي في يديه مسألة الحل والربط والقيادة وتمثل مجموعته المبايعة لجبهة النصرة (جند الشام) أقوى التيارات المتشددة ويمثل بالتكاتف والتعاضد بالنسبة إلى هذه المجموعات "الزنبرك"، معه ابو جمرة الشريدي واسامة الشهابي. اسامة الشهابي، بحسب معلومات "ليبانون ديبايت" حجب نشاطه قبل فترة وإنبرى بعد عملية إعتقال الارهابي عماد ياسين يهتم بتجارته دون المشاركة العلنية بنشاطات أمنية أو سياسية مبقياً على نشاطه الديني.
وفي المستوى الثاني هناك مجموعات داعش التي تتوزع قيادتها على المسمى أميراً للتنظيم في عين الحلوة جمال الرميض فارس ويعاونه الشرعي هلال هلال (مقربان من أمير داعش الموقوف عماد ياسين)، وهناك مجموعات صغيرة تدور بفلك داعش وأبرز قادتها توفيق طه ورائد جوهر زياد بو نعاج ومحمد الشعبي ويوسف شبايطة وزياد الشهابي وهؤلاء جميعهم يتركز نشاطهم في احياء الصفصاف وحي حطين.
وهناك أسماء صغيرة تنشط على مستوى تنظيم القاعدة ككل أبرزهما يحي ابو بهاء الدين وحجير ابو بكر.
ويبرز إسم شادي المولوي (جبهة نصرة) الذي يقال أن نشاطه محصور بحي حطين وليس لديه هامش كبير من الحركة ويعتبر وكأنه مقطوع الأجنحة وهو لا قيمة له على مستوى القرارات في عين الحلوة.
المجموعات الإسلامية المعتدلة (عصبة الأنصار، الحركة المجاهدة)
يقود الأولى الشيخ ابو طارق السعدي اما الثانية فخاضعة لقيادة الشيخ جمال خطاب والحركتان تعتبران من المهتمين بأمن المخيم الداخلي ويعتبران على مسافة واحدة من الجميع وهما دائماً ينسقان بين الجهتين المتقاتلتين، اي حركة فتح من جهة والاسلاميين المتشددين من جهة ثانية. تتوزع سيطرتها على مناطق واسعة من المخيم.
وتقول المصادر الأمنية، أنه وبعد إنفراط عقد القوة الأمنية المشتركة وذهاب كل طرف فيها (كانت تتشكل من 16 فضيلاً) إلى فرض أمنه الخاص على المنطقة التي يسيطر عليها دون إعارة أي إهتمام للمناطق الأخرى، شُد من عود المجموعات المتطرفة التي بنت في نشاطها الجديد على الخلافات بين الفصائل لا بل حاولت اللعب على وترها من خلال رفع حدة الشحن وما يجري اليوم من معارك تعتبر إنعكاساً للتأزيم على مستوى علاقة الفصائل ببعضها والذي تحاول القيادة الفلسطينية على المستوى اللبناني أن ترأبه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News