لقاءان بين ريفي وميقاتي!

ليبانون ديبايت – المحرر السياسي

في شهر آذار عام 2013، أدى الخلاف على التمديد للواء أشرف ريفي على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى استقالة رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي الذي كان من أشدّ الداعمين للتمديد لريفي، فوضعت البلاد على حافة الهاوية. تجاوزنا ذلك القطوع وبعده بأعوام عاد ريفي إلى الوظيفة الرسمية متبوّءًا سدّة وزارة العدل في الحكومة "السلامية" التي خرج منها بعد فترة مستقيلاً على أبواب الانتخابات البلدية، حيث قيل في الاستقالة يومها أنها "رد جميل للميقاتي" سرعان ما أثبتت الوقائع عكس ذلك مع دخول الطرفين في مواجهة بلدية قاسية أدّت إلى نجاح ريفي بكسر ثلاثي ميقاتي - الحريري وكرامي في طرابلس.

في العام 2017 وبعد نتائج الانتخابات البلدية التي نصّبت ريفي زعيماً طرابلسياً وميقاتي قطباً سياسياً لا يمكن تجاوزه في عاصمة الشمال نسبةً للأصوات التي حصلت عليها لائحته، ومع التسريبات حول نوايا الطرفين خوض غمار المعركة النيابية بوجه محدلة الحريري، أخذت أقلام صحافية تحلل في أبعاد علاقة الرجلين وصولاً إلى إمكانية الجمع بينهما في تحالفٍ انتخابي ثنائي، وما أعطى حافزاً وإشارةً لتلك الأقاويل هي لقاءات حصلت بين الرئيس ميقاتي واللواء ريفي مؤخراً.

ووفقاً لمعلومات "ليبانون ديبايت"، فإن لقاءان حصلا بين ريفي وميقاتي مؤخراً، الأول في حفل الاستقبال الذي أقامه سفير الكويت في بيروت عبد العال القناعي في قاعة أوتيل "بافيون رويال" في "بيال" بمناسبة العيد الوطني الـ56 وعيد التحرير الـ26 لبلاده يوم الجمعة في 24 شباط الماضي، والثاني حصل يوم أول من أمس الثلاثاء 28 شباط وأتى على هامش تقديم ريفي وميقاتي العزاء كل على حدى، لذوي مواطن مقرب من ريفي توفي قبل أيام في طرابلس.

وفقاً للصورة المتداولة، جلس الرجلان سوياً على أريكةٍ وتبادلا أحاديث مغمورة بابتسامات واضحة وعلنية أعطت انطباعاً ما عن العلاقة بين الرجلين. وإذ لا يمكن الجزم حول حصول أحاديث سياسية خلال اللقاء، تُعلّق أوساط الوزير ريفي لـ"ليبانون ديبايت" أن اللقاءان المشارِ إليهما حصلا بمحض الصدفةِ ولم يكن مخطط لهما، واصفةً العلاقة بين ريفي وميقاتي بـ"العادية"، بيد أن مصادر طرابلسية أخرى تجزم لموقعنا أنه وكأي لقاء بين سياسيين، لا بد أن تطل السياسة برأسها في حديث مقتضب هنا أو هناك، وهو ما تجدد أوساط ريفي نفيه.

وعن ما يحكى في الإعلام عن تقاربٍ في وجهات النظر بين اللواء ريفي والرئيس نجيب ميقاتي وقاعديتهما وإمكانية حصول حلف انتخابي ما، تجدد أوساط اللواء المتمرّد أن "ريفي جاهر وأنه في الانتخابات النيابية سيتحالف مع من يتناغم معه في الخطاب السياسي والمواقف الوطنية المعلن عنها" كذلك أعلن اللواء أنه على عتبة "التحالف مع المجتمع المدني" لتخلص أن نظرة ريفي إلى الانتخابات تعتبر أنها "محطة تغييرية وليست محطة انتخابية عادية لتبديل المقاعد".