افتتح العميد شامل روكز أولى الحلقات البحثية التي ينظمها مختبر الأنتروبولوجيا في مركز أبحاث معهد العلوم الإجتماعية بمحاضرة تحت عنوان "دور الجيش اللبناني والمجتمع المدني في مكافحة الإرهاب"، في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب.
بدأ روكز محاضرته معرفا عن الإرهاب، ومراحل تكوينه وتهديداته، ودور القوات الخاصة في محاربته منتقلا إلى مبدأ الأمن الشامل والدور الأساسي الاجتماعي والإقتصادي والقانوني للمجتمع المدني في استئصال هذه الحالة.
تحدث العميد روكز فقال :"ان الإرهاب هو الاستخدام المتعمد للعنف الذي يسعى الى التأثير في حالة المجتمع وبث الذعر عند الناس وغالبا ما يكون ضحاياه من المدنيين على الرغم من أن أهدافه معظمها سياسية سعيا للاستئثار بالسلطة".
واعتبر العميد روكز ان لبنان يواجه " تهديدات إرهابية خارجية كالمنظمات الإرهابية الدولية التي تسعى الى تقويض السلم الأهلي، والارهابي الآتي من إسرائيل التي تحاول اختراق المجتمع اللبناني بغية تهديد وجوده. اما على الصعيد الداخلي، فيواجه لبنان المجموعات المتطرفة التي تتواجد فيها مجموعات دينية متطرفة ويكون بعضها على درجة عالية من التنظيم وعلى علاقة مع مجموعات إرهابية خارجية، وبعضها الآخر ذات تنظيم ظرفي قادر على النمو والتطور اذا لم يعالج بصورة ظرفية".
وأوضح العميد روكز ان "القوات الخاصة اللبنانية تضطلع بأربعة أدوار أساسية في محاربة الإرهاب الا وهي: الرد الداخلي من خلال مجموعات التدخل التكتية، والانتشار العملاني، واستعمال وسائل خاصة للمراقبة والاستطلاع، والتواصل مع المجتمع المدني وتحضير الرأي العام للمساهمة في مكافحة الإرهاب. وتحدث العميد روكز عن الحرب العالمية على الإرهاب التي تهدف الى قطع التدفق المالي للمنظمات الإرهابية والقاء القبض على المشتبه بهم وتحسين مستوى أداء أجهزة المخابرات".
تابع روكز حديثه عن دور الإرهاب والعوامل التي تؤدي إلى تكوّن المجموعات الإرهابيّة كعوامل أوليّة الحوافز النفسيّة والدينيّة. أما الحوافز الثانويّة فهي كما اعتبر روكز "التفاوت الإقتصادي الذي يؤثر كثيرا، لأن الفقر والبؤس يشكلان بؤرة مهمة تؤدي إلى تنامي المجموعات الإرهابية، وكذلك الإضطهاد أو الضغط الديني في المجتمعات المتنوعة، فالحرمان النفسي عامل مهمّ في تكوّن الإرهاب".
اضاف :"اما في ما يعنى بالدور الذي يمكن ان يؤديه المجتمع المدني فتحدث روكز عن استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وسلط الضوء على مبدأ الأمن الشامل الذي يضم المجتمع المدني بما يمكن ان يساهم في درء الفتن ومحاربة الإرهاب والمحافظة الى السلام وذلك على الصعيد الاجتماعي الثقافي والاقتصادي والقانوني.وعلى الصعيد الاجتماعي الثقافي يكمن الدور في "تأهيل المناهج التعليمية في المدارس والجامعات عن خطورة الإرهاب وعن القواسم المشتركة بين جميع الأجناس والأعراق والطبقات الإجتماعية والمعتقدات الدينية، نشر ثقافة السلام وتقبل الآخر من خلال حملات توعية، تأهيل المنتزهات العامة للترفيه وتأمين الراحة النفسية، ونشر ثقافة مساندة الجيش وتقديم الدعم المعنوي له فوق أي قوى أخرى".
وتابع :"أما الدور الاقتصادي فيكمن في "إزالة القهر والفقر اللذان يولدان البؤر الإرهابية عبر خلق فرص عمل تحد من مستوى البطالة وتجعل من الإنسان فردا فعالا في المجتمع. وأخيرا الدور القانوني وهو "التأثير على مراكز القرارمن أجل إقرار قوانين تفسح المجال أمام المجتمع المدني في محاربة الإرهاب إضافةً إلى العمل مع المنظمات الدولية والمشاركة بطريقة فعالة في مفاوضات السلام وبالأخص دور المرأة حيث تشير الدراسات بأن الحلول التي تنتج عن المفاوضات التي تضم النساء تحظى بنسبة 35% بالإستمرار لأكثر من 15 سنة".
اخترنا لكم



