ليبانون ديبايت – المحرر السياسي
يتلاشى أمل الوصول إلى قانون متوازن متفق عليه بين سائر الاطراف يوماً بعد يوم وعلى الرغم من كل الاجتماعات الثنائية والدفع التي تقوم به كتل سياسية الا ان التفاؤل يبقى شبه منعدم والآمال معلقة بين يدي عرّافة تبحث عن معجزة ما في أوراق الحظ المبعثرة. تجمع اوساط سياسية ان الحل ربما ياتي في الامتار والساعات الاخيرة كما حصل في موضوع ملف انتخابات رئيس الجمهورية عبر "باكيج ديل" معلّب راعى مصالح الجميع.
لا شك ان هناك خروقات تحصل على خط البحث الثنائي بين الاطراف، والمصلحة الانتخابية يقول الجميع انها فوق كل اعتبار وهناك من يحاول ارخاء الجو التفاؤلي ونزع مسامير العراقيل التي تكمن في التفاصيل، وبالتالي فالموضوع اليوم موضوع مشاورات لم تنقطع بين الجميع لا بل انسحبت على قوى جديدة علها تصل الى توليفة محددة.
الخرق الجديد تمثل في التماس تغير ما على مستوى موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يبدوا انه بدأ يجنح نحو خيار الرئيس عون أي اعتماد النسبية الكاملة وثمة من يشير إلى ان وزير الخارجية بدأ يفكر مالياً في الاخذ بالاقتراح ولو بحثاً وهذا التغير ياتي في ظل "التكهرب" الحاصل في العلاقة بين القوات والتيار في الايام الماضية والتي اخذت من موضوع الكهرباء عنواناً. وعلى الرغم من كل الاخبار والانباء التي تنفي صعود العلاقة على مطب، لكن الوقائع تشير عكس ذلك خاصة زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الى بعبدا ولقاءه الرئيس الذي وضع في اطار وضع الرئيس في طبيعة موقف جعجع الذي لا يمس جوهر العلاقة مع التيار.
وعلى الرغم من تسريب هذه المعطيات، الى ان الاشارات الصادرة من التيار الوطني الحر تجزم ان الوزير جبران باسيل ما زال يعمل على ربط خواتيم الصيغة الجديدة من القانون المختلط التي سوف يقدمها وتكون آخر إنتاجات معمله. ورداً على سؤال "ليبانون ديبايت" حول جدية تلويحه بالعودة إلى الارثودوكسي اجابت.. "لوقتا منعرف".
بعيداً عن لغة الاشتباكات ثمة لغة مصالح تشير اليها مصادر واسعة الإطلاع في دردشة مع "ليبانون ديبايت" وتؤكد أن التيار الوطني الحر لا زال يعمل تحت سقف ورقة التفاهم مع معراب التي لا يبتغي عرقلتها طمعاً بإستباب أمور العهد وهو بالتالي يسير بطرح المختلط ليس رغبةً منه فيه بل إرضاءاً للقوات وحفاظاً على المصالح المشتركة معها، ومن هنا يقرأ التمايز بين موقفي رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من النسبية.
إلى ذلك يبدو ان المشاورات الثنائية بين الاقطاب مستمرة واخرها كان حصول لقاء بين معاون الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر وهو وضع في الاطار العادي. الاكيد ان اللقاء غاص فيه الجانبان في البحث بموضوع قانون الانتخابات مترافقة مع ما تواتر لـ"ليبانون ديبايت" من توسع رقعة الاتصالات الثنائية والثلاثية بين جميع الافرقاء بغية ايجاد خيوط تلتقي القوى عليها مجدداً، في وقتٍ تعمل اطراف على اعادة احياء اجتماعات الرباعية.
وانطلاقاً من هنا، علم موقع "ليبانون ديبايت" ان اجتماعاً يتيماً عقد على مستوى خبراء اطراف اللجنة الرباعية السابقة وجرى بعيداً عن الاعلام قبل ايام دون ان ترشح معلومات حوله لكن مصادر متابعة وضعت الاجتماع في اطار محاولة اعادة لملمة أركان الرباعية وجمعهم مجدداً على طاولة اقلها على مستوى الخبراء ان لم يكن من باب البحث فمن باب التواصل ورفع الاتصالات.
وازاء كل هذا الاشتباك، تبدو الامور الانتخابية قاتمة والى مزيد من السوداوية، في حين ان مصادر "ليبانون ديبايت" تقول "لا حل في المدى المنظور على الرغم من كل جرعات التفاؤل الهشة" بل ان الامر سيسفّر الى ما بعد اقرار الموازنة وربما التعيينات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News