نظمت وزارة الزراعة "مؤتمر الإنماء الزراعي - بعلبك الهرمل" في قاعة تموز في بعلبك، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير الزراعة غازي زعيتر.
وألقى الوزير زعيتر كلمة الرئيس بري فقال: "يلعب القطاع الزراعي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية دورا بارزا في إدارة الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة".
وأكد "ان وزارة الزراعة تعمل لتحقيق ثلاثة أهداف خاصة وهي: توفير غذاء سليم وذو جودة، تعزيز مساهمة الزراعة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الادارة المستدامة للموارد الطبيعية والوراثية"، معتبرا "ان من أهم مشاريع الوزارة المنوي تنفيذها مشروع إنشاء صندوق لضمان المزارعين ضد الكوارث الطبيعية، سواء كان ذلك من السيول والصقيع او الرياح او سوى ذلك".
أضاف: "شرفني دولة الاخ الرئيس الاستاذ نبيه بري رئيس مجلس النواب، ان أنقل اليكم تحياته القلبية، وحملني شرف إلقاء كلمته في هذا اللقاء الكريم وتمثيله في رعاية هذا المؤتمر".
أضاف: "وعودا على بدء، بدء الحكاية، وأول المشوار، الخطوة الاولى، كما النداء الاول، والطلقة الاولى على ربى شلعبون وبنت جبيل، كانتا هنا، فكان النداء بقاعيا، والخطوة بقاعية، والطلقة بقاعية، وأول من لبى انتم، فكنتم معه في مرجة رأس العين في اليمونة ودير الاحمر والقاع، وتحت الأعمدة الست تقولون معك ايها الإمام القائد السيد موسى الصدر".
واردف: "في مسيرتك وندائك، نداء الأنبياء من أجل رفع الحرمان، وبناء وطن العدالة، ورد كيد اسرائيل ودفع عدوانها، ومنذ الأزل، حيث صيغت خارطة حياتنا بإرادة الله ومشيئته كان البقاع ري الحياة ونبعها جنوبا حيث الليطاني يرسم بالماء خط المصير الواحد بقاعا وجنوبا ولبنانا، وحيث العاصي يشير الى عمق الإنتماء الوطني والقومي الى حيث بوابة لبنان الى الوجود سوريا".
وتابع: "ومع لبنان الوطن وولادة الكيان كنتم له جنودا ورجالا في مؤسساته الامنية لتحملوا مع عكار شرف الرحم والولاء لأبناء الجيش مقاتلين وشهداء، يكتب باسمكم محمد زغيب شرف التضحية والوفاء للبنان على أرض المالكية عام 1948 ويوم امتدت الافعى الصهيونية ترمي سمها الزعاف بجسد الوطن، هبيتم رجالا أباة تلبون النداء وتزرعون أجسادكم في الارض، فكان تحت كل حجر في الجنوب وعلى كل تلة ومحور شهيد واسم ووردة من البقاع من قراكم كلها".
أضاف زعيتر: "نجمة نجمة من الاوسط الى الشمالي، الى الغربي، الى مدينة الشهداء الهرمل تتسابقون على فعل الخير، وأي خير أنبل، وأي سباق أعظم من السباق في تقديم الشهداء من أجل الوطن والجنوب.
ويوم عوى ذئب التكفير والارهاب كنتم خير من تصدى على حدود الوطن الشرقية لحقده، فرددتم كيده، ودفعتم شره، وبقي هذا البقاع حارس الوطن من صيبة عين اسرائيل والتكفير معا.
واليوم، ما هو الجزاء، وكيف كوفىء بقاع الخير، بقاع الشهداء، والاعلام والأئمة والقديسين والمطارنة والشعراء بقاع الإمام الصدر، السيد عباس الموسوي، خليل مطران، الإمام الاوزاعي، قسطاين لوقا، الشيخ حبيب آل ابراهيم وغيرهم، وكوارة ذهبية من الاسماء التي لا تنتهي مع طلال حيدر ولا مع عبدو مرتضى الحسيني، صاحب أكبر مكتبة يملكها فرد في كل العالم العربي، ورفيق شرف وكركلا".
وقال: "أعلم انكم لا تسألون جزاء ولا شكورا، بل تسألون عدم النكران، والتجاهل والنسيان تطلبون ان ينزلوكم عن صليب الحرمان المتمادي طالت جلجلتنا.
من قال انه من الجائز، ان تبقى النظرة الرسمية الى البقاع على انه من الأقضية الأربعة الملحقة. غير صحيح، ان البقاع من الاطراف، انه قلب لبنان، وكما القلب مصدر الدم وإنماء الجسم، فهنا مصدر انماء لبنان مياها وغذاء. والسهل الذي كان اهراءات روما يستطيع ان يكون صمام أمان لبنان الغذائي. هنا، نسبة تكاد تكون الأكبر من حملة الشهادات العليا في كافة الاختصاصات وتحديدا العلمية.
هنا أوسع قاعدة لتشكل طبقة وسطى تشكل ضمان الاستقرار الاجتماعي، عمادها المواطنون في كل أسلاك وقطاعات الدولة، هنا أكثر من ثلث لبنان مساحة، وهنا حدود لبنان مع الطمأنينة والعلاقة القومية مع سوريا".
وسأل: "لماذا تحمل هذه المنطقة المسؤولية المعنوية والاعلامية والنفسية على أداء بعض الخارجين على القانون والمخلين بالأمن، الذين يوجد لهم أمثال في كل مناطق لبنان، لماذا النظر الى أبناء المنطقة، باعتبارهم فقط ابناء عشائر وعائلات، مع الاحترام الكامل لهذه العشائر والعائلات التي قال عنها الإمام الصدر "انها عضلات الوطن". لكن أبناء هذه المنطقة هم مواطنون أصلاء ملتزمون بكل موجبات الإنتماء للدولة والمؤسسات".
أضاف: "لا، لم يعد مسموحا، الاستمرار بالسياسات القديمة التي تقوم على رشوة أبناء المنطقة برخص السلاح والخدمات الفردية من أجل تأجيج نار الخلافات العائلية والزواريبية. لا، لن تعود الايام الى زمن ضابط وصي على المنطقة في ظل استقالة كل ادارات الدولة من مسؤولياتها عن رعاية شؤون مواطنيها، من هنا نؤكد على ان الشعب الذي أقسم خلف قائده الإمام الصدر رفضا لعار وعيب وذل الثأر والصراع العشائري، لن يستدرج الى اي أفخاخ من قبل أعدائه من أجل العودة الى هذه العادات الجاهلية.
من هنا نطالب بضرورة تطوير الشبكات التعليمية، خاصة في مجال التعليم الجامعي، ليشمل كل مدن المنطقة، وتطوير الشبكة الصحية ومرافقها لتؤمن كل الرعاية للمواطنين، وسنعمل على إنجاز وإنشاء كل المصالح والدوائر المتعلقة بمحافظة بعلبك الهرمل.
وستبقى قضية مسح الاراضي، قضية وطنية وحق لأهالي البقاع، لا رجعة عنه".
واردف: "لقد فشلت تماما السياسات الاقتصادية والتنموية التي ركزت التنمية والنهوض الاقتصادي، والإنفاق المالي على العاصمة والوسط فقط، متجاهلةالأرياف وما أسموه بالأطراف، واليوم يعود دولة الرئيس سعد الحريري ليؤكد بالأمس على هذه الحقيقة. لا نهوض إلا بتنمية شاملة للاطراف والأرياف، والمناطق المحرومة، وهذا النهوض وحده فقط كفيل بإيقاف نزيف الهجرة الداخلية والخارجية، وهو الذي يخفف كل هذا الضغط البشري السكاني على العاصمة، ويمنع تشكل أحزمة بؤس وحرمان جديدة، تطيح بأي نهوض عمراني او اقتصادي فيها. وهو الذي يؤمن الاستقرار الاجتماعي والأمني، ويخفف من حدة التوترات الاجتماعية".
وختم زعيتر: "ليس أبناء البقاع خارجين عن القانون، بل الدولة غادرتهم من أزمان وخرجت من السماع لآلامهم وشكواهم، والخطوة الاولى تبدأ بقانون عفو عن الجرائم والجنح والمخالفات التي لا تشكل مساسا بأمن الدولة والمجتمع. وان تعود لمنطق الإنماء حيث تدعو الحاجة. وان البقاع وعكار وجرود جبيل واقليم الخروب عناوين تصح لضبط جدية التزام الدولة بقيامة حقيقية للبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News