مختارات

الخميس 09 آذار 2017 - 07:02 الديار

جمهوريّة اللاخجل

جمهوريّة اللاخجل

"الحداثة في العالم العربي... ان تضع اجهزة تكييف في جهنم".
بحسب علمنا ان الله وعدنا او توعدنا بجهنم بعد الدنيا. كعرب، وكلبنانيين لعل خطأ تقنيا قد حدث. الله بعث بنا الى جهنم قبل ان يختبرنا في الدنيا. هل من وصف آخر يليق بهذه المنطقة غير جهنم؟

العبارة الاولى نقلناها عن المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب الذي يرى ان التحديث الوحيد الجائز او المجاز عندنا هو "تحديث اليأس". اجل تحديث اليأس في جمهورية اللاخجل بل وفي جمهورية جهنم. من من اللبنانيين باستثناء السيدة الفاضلة ميريام كلينك يشعر انه في دولة تؤمن الحد الادنى، الحد الادنى من الحد الادنى، من العدالة والشفافية والكرامة بطبيعة الحال...

اكثر من مرة اكتشف الشيخ بيار الجميل السبب. ثمة اعتلال في النظام السياسي. ازمة نظام، هكذا قال. ما البديل؟ اياكم والمس بالنصوص المقدسة او بالطوائف (القبائل) المقدسة...
الشيخ الذي ورث رئاسة الحزب عن ابيه، وابوه ورث رئاسة الحزب عن ابيه, وربما الجد ورث رئاسة الحزب عن سيدنا آدم (لماذا سيدنا؟!)، يتكلم عن ازمة نظام. يا شيخ سامي كل المشكلة هي حول تقاسم تلك القطعان من الدجاج...

من ازمان كان يقال "هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان". الان، اللبناني الذي ينتمي الى ثقافة القرن، والى قيم القرن، يرى ان الحقوق السياسية، والمدنية، التي تتمتع بها الذبابة اهم بكثير من الحقوق السياسية والمدنية التي نزلت على المواطن اللبناني...

قتال من اجل المقاعد في ساحة النجمة. المقاعد هي التي تحدد مكانة كل من ملوك الطوائف. لا الدور ولا "الادمية"، ولا المناقبية، ولا صفاء القلب او صفاء الضمير. لا الرؤية ولا البرنامج.

في فرنسا، ابعد فرنسوا فيون عن قصر الاليزيه لانه اوكل الى زوجته وظيفة وهمية. عندنا تستطيع زوجة السياسي الذي دخل الى الهيكل حافي القدمين ان تقلد اميرة موناكو حتى في الحذاء المرصع بالياقوت...

ثمة مسؤول عربي سابق وترعرع داخل خيمة يباهي بانه لو كانت شهرزاد، بطلة ألف ليلة وليلة، في ايامنا لأمضت لياليها في يخته الهائل دون ان يقطع رأسها. الف شهرزاد وشهرزاد تختال في يخت صاحب المعالي...

ازمة نظام، ازمة دولة، ازمة قبيلة، لا ندري. نحن العشاق القدامى، الضحايا القدامى، لقصر المختارة، كنا نتمنى من تيمور جنبلاط، بالشكل الوسيم والهادىء، والخجول (كأنه طيف جده) ان يعيد صرخة جده الى الجمهورية. جمهورية الكانتونات ام جمهورية المستنقعات؟

هل يمكن لتيمور بيك، وفي اطلالته السياسية الاولى ان يقول "رسالتي الى كل الذين يهاجموننا كل يوم. نحن موجودون وسنبقى موجودين".
من يستطيع، ومن آعالي التاريخ، ان يشكك بوجود آل جنبلاط؟ ومن يستطيع ان يشكك بوجود الدروز؟ لم نفهم ما يقصده ومن يقصدهم تيمور بيك، فهل الوجود الجنبلاطي او الوجود الدرزي يرتبط ببضعة مقاعد في اللوياجيرغا الافغانية؟ عفواً... اللوياجيرغا اللبنانية الذين يعانون من قلة الوجود، بل ومن انعدام الوجود، هم الاخرون، دروزاً كانوا ام غير دروز...
الذين يهاجمونكم. هل ترك وليد جنبلاط (وهذا حقه) احداً لم يهاجمه من جورج دبيلو بوش وحتى عبد المنعم يوسف مروراً حتى برفيق الحريري. هذه مسألة اعتيادية. كل شيوخ الجمهورية يهاجمون كل شيوخ الجمهورية . في نهاية المطاف يتقاسمون، بالشوكة والسكين، ارواح، وعظام، الرعايا....

كنا نأمل من تيمور بيك كلاماً اخر غير "ان النسبية تحجم حضورنا". هل ان حضور وليد جنبلاط يرتبط بالكراسي الخشبية، وهل يدري السياسي الشاب ان جده كان بين القامات العالية في القرن العشرين، ومن جمال عبد الناصر الى جواهر لال نهرو الذي رأى فيه "النبي المشرقي النبيل"؟

نحن مع تيمور جنبلاط في اننا في زمن آخر. هوذا الشرق الاوسط كله يموت تحت القاذفات او تحت الاقدام. لا دول بل قبائل، لا مجتمعات بل قطعان. في جمهوريتنا الابناء ضحايا حتى ولو كانوا في اعلى الهرم. السياسة مسخرة. السياسة امتهان المهانة...

عند ذاك الذي يحدث حول قانون الانتخاب، اقل بكثير من ان نكون حجارة الشطرنج في جمهورية اللاخجل؟ حجارة حائط مهجور!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة