كرمت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو برعاية وحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، وزير الثقافة السابق ريمون عريجي في حفل غداء في فندق "البريستول" في حضور المديرين العامين: فادي يرق، سركيس خوري افراز الحاج، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، رئيس المكتب الاقليمي لليونسكو في لبنان الدكتور حمد الهمامي، رئيس جامعة الروح القدس الاب جورج حبيقة، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو جلال العدو، ممثل لبنان في المجلس التنفيذي للالكسو الدكتور هشام نشابة، رئيس اللجنة الوطنية الدكتور هنري العويط، امينها العام الدكتورة زهيدة درويش جبور والاعضاء وحشد من الفعاليات السياسية والثقافية.
عويط
بداية النشيد الوطني ثم كلمة العويط قال فيها: "يعرف اللبنانيون ويقدرون ما يتحلى به الوزير عريجي من تواضع جم، ووداعة مسالمة، ونبرة هادئة، واعتدال رصين. ولكنهم يعرفون ايضا ويقدرون تخليه عن هذه الخصال حين يتعلق الامر بالكشف عن خياراته وتحديد التزاماته في المجال الثقافي، لاقتناعه العميق بضرورة المجاهرة، بصراحة وجرأة وحزم، بالقيم التي يؤمن بها والمبادىء التي يعمل بوحيها وان الاراء التي عبر عنها في الخطب التي القاها، والمقابلات التي اجراها، تعكس مفهومه للثقافة، في اطارها الفردي ومداها الوطني وابعادها الانسانية، وترسم نهجه وسياسته في ممارسة السلطة كخدمة عامة يتوخى من يتولاها الخير العام، بل هي تتضمن العناصر الرئيسة التي تصلح لان تدرج في شرعة لبنان الثقافية".
أضاف: "لطالما انطلق مما يشهده العالم العربي من نزاعات وحروب، وما يعاني منه من استفحال العنف المدمر، وتفاقم الارهاب القاتل، واحتدام العصبيات المنغلقة، وتفشي الاصوليات الظلامية والتكفيرية، للمناداة بضرورة تجنيد الفكر والاداب والفنون في معارك المقاومة الثقافية، داعيا الى التصدي للعنف بتعزيز قيم الانفتاح والحوار والتسامح والى مواجهة التطرف بالمحافظ على التعدد والتنوع والى محاربة الارهاب بنشر المعرفة واشاعة الفكر المستنير".
وتابع: "ذكر باستمرار بأن لبنان بفضل تاريخه العريق في لقاء الاديان وتعايشها وتجربته الفريدة في حوار الحضارات وتفاعلها، وتعدد اللغات المتداولة فيه وتنوع الثقافات المتلاحقة على ارضه، يمثل نموذجا يتعين علينا جميعا ان نصونه وان نرتقي الى مستوى ما يرتبه علينا من مسؤوليات وتبعات".
واردف: "حسبي ان انوه بالشهادتين التي ادلى بها عشية تسلمه الوزارة، الاولى لمناسبة الاحتفال بتقليده وسام الفنون والاداب الفرنسي من رتبة كومندور، والثانية الاحتفال بوضع ارشيف "الندوة اللبنانية" في عهدة مكتبة جامعة القديس يوسف، فإنك لواجد في هالتين الكلمتين البليغتين والراقيتين، النابعتين من القلب والعقل معا، عصارة خبرته وخلاصة تجربته في الوزارة، والوصية التي استودعها امانه في ايدي الحريصين على هوية لبنان الثقافية الاصيلة ووجهه الحضاري المشع".
وتحدث عن انجازات متألقة للوزير عريجي، وقال: "سعى الى تحقيق ديمقراطية الثقافة، ايمانا منه بأن الثقافة ليست حكرا على النخب الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، بل ينبغي ان تكون مباحة ومتاحة للجميع، وفي متناول الخاصة والعامة، وخير ما يجسد هذا التوجه، مبادرته الى تحويل حرم مطار بيروت وصالة الارز فيه الى معرض للقطع الاثرية التي تشهد على حقب مختلفة من تاريخ لبنان، ومبادرته الى انشاء المتحف الوطني الافتراضي للفن الحديث، وهو الاول من نوعه في لبنان، ويتيح موقعه الالكتروني لزواره التعرف الى كبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين والاطلاع على مدارسهم من خلال سيرتهم ولوحاتهم ومنحوتاتهم".
وختم العويط: " لم يخف الوزير عريجي يوما عقيدته الايمانية، ولم ينكر يوما انتماءه السياسي، ولم يتنكر يوما لجذوره الشمالية، ولكنه عرف دوما ان يفصل بينها وبين مسؤولاياته في بعدها الوطني الجامع، العابر للاحزاب والطوائف والمناطق ونجح في اصعب امتحان يخضع له من يشغل في بلادنا وظيفة عامة او منصبا وزاريا، متجاوزا الولاءات السياسية والاعتبارات الطائفية ونظام المحاصصة والزبائنية، ليضع نفسه في خدمة لبنان، كل لبنان، وجميع اللبنانيين".
عريجي
ثم القى عريجي كلمة قال فيها: "شعور بدفء الصداقة والمحبة يملأني هذه اللحظات وانا في هذا الاحتضان الرائع الذي تغمروني به، ولا أخفي بعض حرج وارتباك وانا في مناسبة تكريم، ويفرحني أني لكم في مصاف الصداقة والأخوة، بتقدير وشكر أثمن، وقع هذه البادرة الحميمة من اللجنة الوطنية للاونيسكو برعاية كريمة وحضور معالي وزير الثقافة الصديق الدكتور غطاس خوري. أحيي نبل المقصد في لقائنا هذا اليوم، وأتطلع باعتزاز إلى تلك المرحلة من التعاون البناء لتحقيق المشاريع الثقافية وللدور الرائع الذي تضطلع به هذه اللجنة في دعم وإنماء حقول الثقافة العامة، بجهود رئيسها وأمينتها العامة وأعضائها كافة. بفرح وراحة ضمير أتطلع إلى فترة تولي مهام وزارة الثقافة، وقد اتاحت لي التعرف على أهل الثقافة والإبداعات والاطلاع على أحلامهم والمطالب المحقة".
اضاف: "لقد تم إنجاز الكثير من المشاريع والتشريع وإقامة البنى التحتية وتكوين اللجان لمواكبة واحتضان المسار الثقافي - الإبداعي في لبنان، بفضل تعاون القطاعات عامة والتجمعات الثقافية الأهلية والمؤسسات العامة وفريق العمل المساعد، ويبقى الكثير. ثقتي كبيرة بإصرار معالي الوزير الصديق الدكتور غطاس خوري على إكمال المسيرة وتزخيم ورشة العمل وإضافة إنجازات كبرى تليق بلبنان، فالإنماء الثقافي، عمل مستدام لا يمكن ان يتوقف، وللبنان دور الريادة في هذه المنطقة".
وتابع: "تجربتي في وزارة الثقافة، وممارسة المسؤولية والاحتكاك بالمعنيين أضاءت - في فهمي - على كثير من القضايا والأمور ذات الصلة. لقد ادركت ان وزارة الثقافة راعية للابداع موجهة وواجدة البنى والمناخات الضرورية والتشريعات الملائمة. وفهمت مدى أهمية إشراك القطاع الخاص مع القطاع العام في تحفيز الإنتاج الفكري - الفني الذي يستطيع ان يضطلع بدور فعال، فيما اصطلح على تسميته باقتصاد المعرفة، وان يكون احد فعاليات الدورة الاقتصادية على صعيد لبنان.ان لوزارة الثقافة دورا أساسيا وإسهاما محوريا في تكوينِ مجتمع متطور سمته الارتقاء الإنساني. الضرورة تقضي بإيضاح هذا الدور لضمان شراكة الفعاليات والرأي العام في هذا المسار".
واردف: "إن نماء الإبداع لا يبلغ مداه إلا في مناخ الحرية والاسترخاء الفكري. من هذا المنطلق سعينا، وينبغي الوصول إلى إلغاء مع ما يسمى بالرقابة المسبقة على الإبداعات الفنية، من مسرح وسينما وسائر المنشورات، إنني مع المسؤولية اللاحقة التي يرعاها القانون. فبعض المشاحنات السياسية - مثلا - التي تبثها وسائل الإعلام، أخطر بكثير على المجتمع الأهلي من مشهد قبلة أو ما شابه. في زمن الكوكبية، والتواصل المفتوح صارت الرقابة مدعاة للتخلف والسخرية.لقد تطلعت باهتمام إلى الخطة الخمسية التي كانت ما اهدافي واصبحت واقعا اليوم بعدا طرحت في المؤتمر قبل أيام... كل الأمل بتنفيذها كخريطة طريق خدمة للأهداف الثقافية الوطنية".
وختم: "آمل أن أكون قد أديت ما يمليه علي الضمير والواجب الوطني، أتمنى لمعالي الوزير الصديق كل الخير وثقتي الكبيرة بنجاحه. أشكر بامتنان لفتة التكريم من رئيس اللجنة الوطنية للاونيسكو وامينتها العامة مع التمني بدوام التوفيق..أشكركم جميعا على هذه الحفاوة والمحبة الغامرة. تجمعنا الثقافة ونلتقي على الصداقة والولاء للبنان".
خوري
والقى خوري كلمة بالمناسبة اشاد فيها "بالدور المميز والوطني للوزير ريمون عريجي خلال فترة توليه مهام وزارة الثقافة"، وقال: "سنواصل المسيرة التي بدأها الوزير عريجي، وان اطلاق وزارة الثقافة الاسبوع المنصرم للمؤتمر التشاوري الاول لإعداد الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان والتي هي على ما نرجو ونأمل، تترجم تطلعاتنا وتطلعات الوزير عريجي وكل العاملين في المجال الثقافي والفني في لبنان".
ومن ثم قدمت درويش جبور درعا تقديريا لعريجي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News