ليبانون ديبايت – المحرر السياسي
عاد الاهتمام السّعوديّ لينصبّ على السياسة اللبنانيّة من بوابةِ تغيّرِ الوقائع في الإقليم، والذي وفّره جلوس الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كرسي البيت الأبيض. تريد السّعوديّة تعزيز دورها على صعيدِ المنطقة بعد أنْ مُنِيَت بنكساتٍ عديدةٍ إبّان حكم الرئيس أوباما.
تُدرك الرياض أنَّ الحريري لم يَعُد ذلك السياسيّ الذي يحشد خلفه الأكثريّة السّنيّة، وتُدركُ أنَّ شخصيّاتٍ عدّة خرجت عن شوره في داخل تيّار المستقبل ومن تحت عباءته من خارج التيّار، وهي تدري أنَّ هؤلاء لهم وزنهم الشعبيّ أو السياسيّ، وبالتالي هي لها قراءتها التي لا تذهب نحو ضمِّ هؤلاء تحت جناحها كي لا يخرجوا من السّرب ويستثمرهم المعادون للمملكة، وفق توصيف الدائرين في الفلك السعودي.
وعلى قدر أهميّة سُنّة الرابع عشر من آذار تضع السعودية في كفتها سنّة الثامن منه. وعلى مبدأ احتواء توسّع نفوذ حزب الله داخل الطائفة السّنيّة، نال الرئيس الحريريّ من المملكة السّعودية بركة لمّ شمل كافّة مكونات "السّنيّة السّياسيّة" عبر فتح أقنية الحوار والتفاهم معهم عسى أنْ يذهب الجميع سويةً إلى الانتخابات النيابية من خلال التحالف المباشر أو الضمنيّ، ونتحدّث هنا عن تبادل الأصوات الذي يسبقه إجراء هندسة في الخطابِ السّياسيّ يتلاءَمُ مع المرحلة الجديدة دون إجراء تغييرات جوهريّة!
تعتبر السعودية أن هذه الخطوة ستصبّ في خدمتها أولاً، وتضييق مجال دخول حزب الله إلى عمق البيئة السّنيّة ثانياً، وثالثاً تريد إعادة الوهج والدور للرئيس سعد الحريري ليس من بوابة تشكيل كتلة "زرقاء" خالصة، بل من باب توفير عوامل تزعم تكتل نيابي لائتلافٍ فيه وجهات نظر أحزاب أو تكتلات سياسيّة عدّة، لتظهر الرياض نفسها على أنّها لاعب إقليميّ وحيد في السّاحة الدّاخلية السّنيّة وتمتلك ورقتها.
لا يخفي مطلعون على الجوّ السّنيّ، أنَّ هناك عوامل صراعٍ إقليميّة خلف هذه الخطوة، ملمحين إلى محاولة السّعودية لاحتواء دور الإمارات مثلاً والتي ورثت الحقبة القطرية، كذلك يتمظهر هذا الدّفع على أنّه قطع طريقٍ أمام مصر "الأزهر" التي تسعى لاستعادة الدور عربيّاً، وهذا لا يتمّ إلّا من خلال تعزيز دور الأزهر الشّريف على مدرسة الوهابيّة.
وقبيل سفره إلى الرياض، كان للرئيس سعد الحريري خطوات عملانية عديدة خدمة لهذا الجو لعل أبرزها الاجتماع الذي عقده قبل أسبوعٍ تقريباً مع رؤساء حكومة سابقين في بيت الوسط كذلك انفتاحه في البحث مع عددٍ من الشّخصيّات السياسيّة السّنيّة المحسوبة تاريخيّاً على قوى الثامن من آذار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
                Follow: Lebanon Debate News