"ليبانون ديبايت"
"تقمّص" الوزير السابق والنائب الحالي وائل أبو فاعور "دوران" النائب وليد جنبلاط الذي كان غائباً عن جلسة مساءلة الحكومة في ساحة النجمة. حنّ "أبو فاعور" لمقعدِ الوزارة، فأخذ يتقلّب من مقاعد النواب إلى مقاعد الوزراء. تارةً يجلس ليسمع ويدوّن الملاحظات وحيداً، وأخرى يتسلّل إلى جانبه الرئيس سعد الحريري ليتبادل معه الأحاديث الجانبيّة، وحيناً يأخذ الميكروفون ليصوّب أمورٍ عدّة، انتخابيّة أم غير انتخابية. أبو فاعور مثالٌ يُحتذى لنائب الـ"فول أوبشن" الذي يمكن أن تشاهده في كلّ موقف ومكان.
زميله النائب والوزير السّابق أكرم شهيّب المشهور بالتحاماته النيابيّة لم يكن أقلّ نشاطاً. ما أن أنهى كلمته حتّى طلب وزير الطاقة سيزار أبي خليل أن يتحادثا على انفراد، فدار سجالٌ بينهما ظهرت حدّته من لغة وجهيهما. أنهى كلامه وتوجّه إلى مقعد زميله أبو فاعور. جلس إلى جانبه، وللمفارقة على مقاعد الوزراء أيضاً. يحنّان للأيّام الخوالي. أبو فاعور وشهيّب ليسا الوحيدين اللذين خرقا "البروتوكول"، بل كانا ضمن ثُلَّةٍ من النواب الذين استغلّوا قلّة حضور الوزراء في جلسة مساءلة الحكومة الأولى بعد أربعة أشهر على ولادتها.
في اليوم الثاني من جلسة المساءلة حلّت الديوانية على النائب علي عمّار الذي أعلن انه من برج البراجنة يأكل الفجل والخس لكنه لم يبوح إذا ما كان هذا هو سر الرجولة التي انتجت "طهّر نيعك ام لا". غاص "الحاج" بلغةٍ هادئة في بحر الشعر جاعلاً من المجلس سوق عكاظ بعد ان بلغ به وبالمشاهدين حالة "القرق" مستو لا بأس به. في الأعلى كان النائب الأكبر سناً عبد اللطيف الزين يحتل كرسي الرئيس بري ممعناً النظر، متمتعاً بنعمة الرئاسة التي آلت اليه للحظات بعد اكثر من اربعين عاماً على دخوله الندوة!
أين هم؟ أين باقي الوزراء؟ كلٌّ لديه تبريره، "شي مشغول وشي مرتبط بمواعيد".. نفخ الرئيس نبيه بري دون أن يُخفي امتعاضه من غيابِ أكثر من ثُلثِ الوزراء في إحدى وقفاته الجانبيّه مع الرئيس سعد الحريري، الذي امتهن "الحركشة" على أكمل وجه، ليفهم ما يصبو إليه وزير المال علي حسن الخليل. "علي" ممتعض كما "النبيه" من تعيينات العميد عماد عثمان الأمنية. في إحدى الجلسات "وقوفاً" انضم الخليل إلى الرئيسين. شوهد همسٌ لم يُسمع، لكن حلّل أنَّ الخليل يبرّر، بري يوجّه رسائل، والحريري يتلقّف عساه يفعل شيئاً لإنهاء أزمةٍ قد تتفشّى في مديريّة الأمن الدّاخلي وفي المعلومات.
على المقلب الآخر، كان الرئيس فؤاد السنيورة يعبّر عن انزعاجه من موضوع قطعِ الحساب وقصّة الـ11 مليار دولار وما ردّد على منبر مجلس النواب. خرق الهدوء النائب نوّاف الموسويّ الذي ردَّ على الكذب باتهامات الكذب. كان ذلك في نهاية الجلسة وأتى كتراشقٍ "من خارج الجدول". أمّا النّجم، فكان النائب حسن فضل الله بعد كلِّ ما قدّمه من "تفنّناتٍ" في كشف السّرقات والمحسوبيّات.
عند كلام حسن فضل الله، شُوْهِدَ وزير الطاقة سيزار أبي خليل يَهرش رأسه حيناً، ويأكل أصابعه حيناً أخرى، أو يضع يده على فمه، وكأنه متأثراً بالفضيحة، في حين أنَّ الرئيس نبيه بري ومن أعلى القِمّة، كان يتقلّب يميناً ويساراً كأنّه يعاني القلق في النوم. يقلّب قلمه في يده ويستمع بينما الرئيس سعد الحريري الهادئ، شُوهِد مِراراً يحرّك قبّة قميصه يميناً ويساراً رغم أنَّ حرارة القاعة كانت مقبولة نسبيّاً، في حين أنَّ النائب علي المقداد كان يضحك على وقع شغبِ النائب سيرج طور سركسيان الذي هدّده الرئيس بري بالطّرد خارج القاعة!
جلسة المساءلة كان النجم فيها فضلاً عن تصرّفات بعض النواب والوزراء والنائب فضل الله، نقولا فتوش الذي خلط وجبل الموضوع الانتخابي دستوريّاً، خالطاً قانون باسيل، واضعاً إيّاه في كسّارة، جاعلاً منه بحصاً يصعب بلعه.. لينزل عن المنبر والنواب بجمع من فيهم يُمعِنُون النَّظر فيه وفي بالهم يقولون .. "ما الذي جنيناه وجنى علينا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News