خان شَيخون وخان الصابون...

"ليبانون ديبايت" - زياد أنطوان الشويري:

مَن يَرى مشاهِد الأطفال تَحتَضِر إختناقاً بِعيونٍ جاحِظَة في خان شَيخون يدرِك حَجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري في حربٍ لا علاقة لها البتّة لا بالربيع ولا بأي فصلٍ من فصول "دَمقرَطَة" الأنظمة في الشرق الأوسَط.

خان شَيخون عيِّنَة مِن حرب عبثيّة يستغّلها السياسيون المحليون والإقليميون والدوليون كلٌّ على ليلِ مصالحِه فيما الحقيقة تتمثّل في احتِضارِ شَعبٍ أمام مرأى من العالَم الحرّ.
أنباء إعادَة إعمار سوريا باتت في وسائِل الإعلام وحصَّة "الدبّ الروسي" في العقود التي أُبرِمَت هيَ حصّة "أسَد"....

"دبٌّ" يتنطّح لِدَور "أسَد" بَعد أن لَعِبَ دورَ "لبوَةٍ" شَرِسَة في الدفاع عن سوريا التي لَطالَما اعتبَرَها بوتين (العرّاب الإستراتيجي لإنعطافَة الحرب في سوريا) أرضاً لإعادَة تقسيم خارِطَة الشرق الأوسَط بما يحتَرِم لعبة الثنائية القطبية الجَديدة في المنطقة.

يُخطئ مَن يحكم على التدخّل الأميركي المفاجئ (على حَد تَعبير مرشّحة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبين) على انه داعِم للمعارَضَة السورية. الأميركيون صنعوا التطرّف ودعموا معارضة النظام ثم تركوها بعد أن ثبت عجزها عن تقديم بدائل جدية في حكم سوريا.

من الغريب بمكان أن تخسر أميركا في سوريا وأن تتنطح لنيل حصّتَها من قالب الحَلوى. غريب أن تعتبر حصتها مَهضومَة( بمعنى مجتزأة ولا تَفي نسبَةً لكلفَة الأميركيين في الحرب السوريّة) حيناً وغير مَهضومَة ( بِمَعنى سَمِجَة وأن حسّ الفكاهَة الروسيّة لا يستأهِل التبسّم لَها!)أحياناً.

لبنان في هذه الفترَة مَدعو إلى الإستئناس بِكلام الرّئيس عَون الذي أكّد في آخِر مَوقِف لَه أن استِعمال أسلِحَة الدّمار الشامِل غير مقبولَة مِن أيّ جَهَة أتى ، في تَلميحٍ اشبَه بالتّصريح أن إنقساماتنا على وشك أن تَشهَد تَدوير زَوايا عبر قانون إنتِخاب جَديد، وأن موازنتنا أُقرَّت ولو بِدون خطّة إقتصادية إجتماعيَّة عاجِلَة، وأن مشاكلنا الداخليَّة داهِمَة وليسَ أقلّها مشاكِل موظّفي الضَمان والمستأجِرين القُدامَى والنفايات" الجَديدَة " ولا يَجوز أن يتحّول لبنان إلى خان صابون تتزحلَق فيه المبادَرات الإيجابيَة فتقَع وتتشظّى في أسوأ الظروف الإقليمية والدوليّة.

بينَ خانَ شيخون المأساة وخان الصابون فَلنَركُن إلى خان الإعتِدال ولننظر إلى شؤوننا الداخليَّة عّلنا نسالِم ونَسلَم!