مهرجانات بعلبك تدقّ ناقوس التوقُّف!

إنطلقت «الليالي اللبنانية» في «مهرجانات بعلبك الدولية» في العام 1957 مع «عصبة الخمسة». وعلى مرّ السنوات صنع هذه الليالي أهمّ الأصوات والأعمال الفنية اللبنانية. زكي ناصيف والأخوين رحباني وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح... بعد 60 عاماً تستعيد القلعة «الليالي اللبنانية»، فتُفتَتح المهرجانات في 7 تموز بـ«عيد الشباب بالليالي اللبنانية»، وهو عرض مسرحي غنائي راقص يجمع كلّاً من الفنان رامي عياش والفنانتين ألين لحود وبريجيت ياغي، الذين سيقدّمون أغنيات وأعمال فناني لبنان الكبار الذين انطلقوا من على أدراج بعلبك. وقد درج العرف أن يفتتح رئيس الجمهورية المهرجانات التي أطلقها الرئيس الراحل كميل شمعون، فهل يفتتح الرئيس ميشال عون المهرجانات هذا العام؟أعلنت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج برنامج المهرجان لصيف 2017، في مؤتمر عقد أمس في وزارة السياحة، بمشاركة وزيري السياحة اواديس كيدانيان والثقافة غطاس خوري، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، المدير العام لوزارة السياحة ندى سردوك ونائب رئيس مؤسسة الوليد للانسانية عبد الستار مرديني ممثلاً الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.

برنامج موسم 2017:

تُقام مهرجانات بعلبك الدولية 2017 من 7 لغاية 15 آب على أدراج معبد باخوس في قلعة بعلبك، كالتالي:

7 و9 تموز: «عيد الشباب بالليالي اللبنانيّة» مع رامي عياش وألين لحود وبريجيت ياغي بمرافقة فرقة موسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا، من إعداد جيرار أفيديسيان وإخراجه، أمّا تصميم الرقص فللفنان سامي خوري.
15 تموز: المغنية الأفريقية أنجيليك كيدجو Angelique Kidjo في حفل تحيّة إلى النجمات الراحلات المناضلات سيليا كروز ونينا سيمون وميريام ماكيبا.
22 تموز: عازف البوق والمؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني إبراهيم معلوف، الذي سيخصّص لبعلبك حفلاً موسيقياً يتوافق مع المكان والجمهور اللبناني.
30 تموز: أمسية موسيقية كلاسيكية مع Trio Wanderer «تريو واندرر»، الفرقة الثلاثية للعزف على البيانو.
4 آب: حفل غنائي فني شرقي مع الفنانة المغربية-المصرية سميرة سعيد.
15 آب: عرض موسيقى Rock Pop «روك بوب» للفرقة الاميركية Toto.

حسم على أسعار البطاقات

ضَمّت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دو فريج صوتها إلى رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، ودقّت ناقوس خطر توقّف المهرجانات، مشيرة إلى أنّ «تدنّي مِنَح الدولة وزيادة الضرائب الجديدة المفروضة على المهرجانات فيهما إساءة الى نوعية مهرجاناتنا والى سمعتها في الخارج، وبالتالي الى سمعة لبنان الثقافية».

وعرضت بعض أرقام السنة الماضية التي تظهر أنّ عدد المهرجانات قد تضاعف، ولكن بالمقابل تدنّت المبيعات 30 في المئة. وقالت: «إذا أضفنا عليها الضرائب الجديدة ستصبح المهرجانات في خطر».

وأعلنت أنه سيكون هناك حسم 10% على أسعار التذاكر هذا العام لغاية 15 أيار في جميع فروع Virgin Ticketing.

وأشارت، في حديث، إلى أنّ «لجنة المهرجان لم تحصل لغاية الآن على المساهمة الرسمية المخصصة لها عن العام 2016، وسيتمّ فَرض ضريبة تعود إلى صندوق الفنانين نسبتها 10 في المئة على كلّ عقد مع فنان أجنبي، و2 في المئة على مبيع البطاقات»، لافتة إلى ما يترتّب عن ذلك من تدقيق مع الفنان الأجنبي. وأكّدت أنّ الصعوبات كثيرة ودعم الرعاة لا يكفي، ويوجد خطر حقيقي على المهرجانات الدولية في لبنان.

وعن الافتتاح واختيار الفنانين المشاركين في «عيد الشباب بالليالي اللبنانية»، أوضحت أنّ الهدف من هذه الليالي «فَسح المجال أمام الفنانين الشباب للمشاركة في مهرجانات بعلبك، وأن يغنّوا في الوقت ذاته التراث القديم للفنانين الكبار».

وعند سؤالها عن استقدام هذه الأصوات بالتحديد، على رغم وجود أصوات لبنانية أكبر وأهمّ، أجابت دو فريج: «نريد أن نحيي التراث بأصوات جديدة وليس أن نستقدم أشخاصاً يقدّمون ريبرتوارهم الخاص».

ورداً على السؤال السنوي الثابت من الجميع: «لماذا لا تجلبون فيروز»؟ قالت: يا ريت، حاولنا ولكنها لا تريد، فماذا نفعل»؟

21 أغنية في 9 لوحات

بعد إخراجه العرض الغنائي الراقص الذي افتتحت به الفنانة كارول سماحة مهرجانات بيبلوس الدولية العام الماضي، يُعدّ المسرحي جيرار أفيديسيان ويُخرج «عيد الشباب بالليالي اللبنانيّة»، الذي يتألّف من 9 لوحات مختلفة ويضمّ 21 أغنية من أهم الأعمال اللبنانية المعروفة.

وقال أفيديسيا إنّ «هذا العرض هو استِذكار للستين عاماً على «الليالي اللبنانية»، كما أنه في الوقت ذاته عيد للشباب، ونحن نريد شباب هذا الجيل مثل رامي عياش وألين لحود وبريجيت ياغي أن يَستلموا المشعل من الماضي ويجلبوه إلى الحاضر».

وشرح أنه «سيكون استعراضاً كبيراً، حديثاً ومعاصراً من ناحية الألوان والرقص...». وأشار إلى أنه «تمّ اختيار الفنانين المشاركين حسب نوعية الأغنيات التي ستُقدّم».

المهرجانات قائمة وبعلبك آمنة

تمّ الإعلان عن مهرجانات بعلبك عشيّة ذكرى 13 نيسان، وعشيّة تحركات شعبية مرتقبة، وإن كان هذا الوضع سيؤثّر في إقامة المهرجانات هذا الصيف، أكّد وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، أنّ «المهرجانات ستُقام، وأنّ هناك حلولاً لكلّ الأمور»، وقال بالعامية: «كلّ شي بيتظَبَّط».

من جهته، أكّد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر اتخاذ إجراءات لوجستية وأمنية خاصة خلال مهرجانات بعلبك، ومنها الطلب من محافظَي جبل لبنان والبقاع أن يمنعا سير الشاحنات في فترة بعد الظهر والليل خلال حفلات المهرجانات للحدّ من زحمة السير، واستقدام تعزيزات من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وانتشار العناصر على كلّ الطرق المؤدية إلى مدينة بعلبك بالإضافة إلى محيط القلعة.

وأشار إلى أنّ «أسعار الفنادق والمطاعم في بعلبك منخفضة جداً مقارنة ببقية المناطق اللبنانية». وقال: «لا تغادروا بعلبك بعد انتهاء الحفلات بل ابقوا لتتذوّقوا «الصفيحة البعلبكبة»، واقضوا الليلة في بعلبك كي تزوروا معالم المنطقة في اليوم التالي».