ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن "المشكلة في لبنان ليست بين المسلم والمسيحي، بدليل التعايش التاريخي في كل المحافظات بين المسلمين والمسيحيين، إلا ما حوله السياسيون إلى ثأر ولعبة أرباح ومغانم، مما يعني أن المشكلة بالسياسيين وليس بالمواطنين. لذلك نحن نصر على إخراج لبنان من لعبة وثن الطائفية، لأن الناس بأنفسهم طيبون، يحبون وطنهم، وليست هناك أي مشكلة بين المسيح ومحمد، وثقافة الأديان تشجع وتدعو إلى التعايش الكامل والصادق، وهو ما نريده اليوم، لأننا لا نريد 13 نيسان أخرى، كما لا نريد تاريخا من الحروب، ولا ثقافات طائفية، ولا فيديراليات أحقاد، ولا تقاسم لإنسان هذا البلد، ولا قوانين انتخابية مفصلة على الأرباح السياسية، ولا مشاريع دوائر تؤسس لحرب أهلية".
وقال: "نريد هذا البلد بأهله، بمسلميه ومسيحييه، بالسني والشيعي والدرزي والعلوي والماروني والكاثوليكي والأرثوذكسي والأرمني وغيرهم، لكن على قاعدة أنهم أهل هذا البلد وشركاء في الدم والقرار، وليسوا طوائف ممزقة لوطن ممزق، أو أحزاب متقاتلة. ولأننا نريد هذا النوع من الشراكة، نحن نصر على قانون النسبية الذي يجمع بين المسلم والمسيحي جنبا إلى جنب، بعيدا من عقلية الأرباح السياسية، لأن المطلوب أن نربح ويربح لبنان، وليس أن تربح القوى السياسية".
ودعا إلى "الاتفاق اليوم قبل الغد على قانون انتخاب غير إلغائي، قانون وطني يحد من الضغائن الطائفية والنعرات المذهبية والسطوات السياسية". وحث على "الكف عن نوايا الثأر السياسي، والاحتكار الانتخابي، لأن الطبقة السياسية اليوم لم تكن بالأمس، أما لبنان فكان بالأمس، وهو باق اليوم وغدا إن شاء الله".
وخاطب السياسيين بالقول: "كفى استخفافا واستبدادا وتسلطا، لقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد هناك ما يبرر التسويف والمماطلة والتلاعب بمصير الوطن، فاللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، ينادونكم بالنسبية، ويطالبونكم بإقرار قانون على هذا الأساس، ولن يسمحوا بعد اليوم بأن يكونوا قطعانا أو دمى للتسلية، فأخذتم غصبا من الدولة والمؤسسات ومن الخزينة، فجوعتم الناس، وخربتم الاقتصاد، وأكلتم المال العام، وقوضتم الدولة بدستورها وقوانينها، وتسلطتم على المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية، فاستبحتم كل شيء، واستأثرتم بكل شيء، بصفقاتكم ومحاصصاتكم، حتى خيارات الناس. لقد سرقتم المصاحف والأناجيل، وتتظاهرون بالبكاء، فيا ويلكم مما أوصلتمونا إليه من أوضاع سياسية ومعيشية واقتصادية واجتماعية. هناك ما يقارب 30 % من الشباب اللبناني عاطل عن العمل، أين فرص العمل؟ أين النمو؟ أين الاقتصاد؟ أين المشاريع والاستثمارات؟ هناك ما يقارب المليون ونصف المليون نازح سوري ماذا ستفعلون بهم؟ كيف ستحلون هذه المشكلة التي قد تصبح كارثة تهدد الكيان والوطن؟"
وختم: "إنكم تعرفون كل هذا، وتدركون مخاطره، ولكنكم للأسف مستمرون في تخريب الدولة وتقاسمها، تحت عناوين وشعارات لم تعد مقبولة، لأنكم لو كنتم كما تزعمون حرصاء وأمناء على الوطن وأوفياء لشعبه لبنيتم الدولة، ولطبقتم الدستور، ولحاربتم الفساد، ولتعففتم عن مال الناس. فاتقوا الله وخافوه واغتنموا هذه الفرصة السانحة التي قد تكون الأخيرة، واتركوا قطار الدولة ينطلق على المسار الصحيح وفي الاتجاه السليم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News