ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في مطرانية سيدة النجاة في زحلة، قداس الفصح عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب مارون غنطوس، بحضور جمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة توجه فيها بالمعايدة من الجميع وقال: "أتوجه اليكم بمعايدتي الأبوية بالفصح المجيد، وبفرح عظيم، أحيي كل واحد منكم. وأهنئكم جميعا بهذا العيد، عيد الظفر والانتصار، بقيامة ربنا يسوع المسيح. أتوجه بشكري الى الذين رافقونا في هذه الصلوات وساعدونا في الخدم اليترجية، الآباء الأجلاء، الشمامسة والجوقة وخدام الهيكل. أتوجه بالتحية الى الذين رافقونا بصلواتهم خلال هذه المواسم المقدسة".
أضاف: "في يوم القيامة نحتفل مع الكنيسة بسر الخلاص، فبقيامة المسيح تم الفداء وصارت قيامته قيامتنا وزمن القيامة صار زمنا ليس له مساء، هو زمن فرح وبهجة ورجاء "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به". أصبح حدث القيامة الحجر الأساس الذي يقوم عليه إيماننا، فلا إيمان بدون قيامة ولا مسيحية بدون قيامة. وقد قام تعليم الرسل في الكنيسة الأولى على الإيمان بالقيامة كما قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس "إن كان المسيح لم يقم، فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم" (1كور15/17). القيامة إذن ترتبط بقلب الإنسان وروحه، إنها قيامة ذاتية، ذات خبرة صوفية نقية تتخطى التاريخ البشري وهي تقدم لنا طريقة حياة مختلفة في عالم جديد، طريقة ترتكز على خبرة إيمانية مع المسيح القائم".
وتابع: "اليوم تدعونا الكنيسة لنعلن للعالم بأن القيامة لم تحدث فقط في الماضي إنما هي حاضرة وواقع يومي. على مثال الرسل، علينا أن نخبر بأن يسوع يعيش فينا، في عملنا وفي أقوالنا، إن يسوع القائم هو مبعث أملنا وفرحنا ومعه نصير قادرين على التغلب على الشر والحزن والمرارة والضعف والخطأ، معه ننظر إلى العالم بتفاؤل أكبر فنرى كل شيء بعين جديدة وقلب جديد، هذا يعني، حياة جديدة، بيسوع المسيح تسودها المحبة والعدالة والتفاهم والأخوة. أحيانا كثيرة نشابه الرسل عندما كانوا في بستان الزيتون ونشعر بخيبة في حياتنا مثلهم ننتظر أن يكون يسوع ملكا زمنيا وأن يخلصنا من مصائب هذا الدهر، ومثلهم ننام في بستان الزيتزن، ويسوع يسألنا أن نمكث معه ونسهر ونصلي".
وقال: "بعد القيامة انتظر الرسل أن يوبخهم يسوع على قلة إيمانهم وقلة سهرهم، لكنه بدل ذلك بادرهم وأعطاهم سلامه وملأهم من نعم الروح القدس وقال لهم: "السلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم. خذوا الروح القدس. من غفرتم له خطاياه تُغفر له ومن أمسكتم عليه الغفران يمسك عليه" (يو 20/21) لذلك مع يسوع لن نجد إلا المغفرة، لأن خطايانا غسلت بموته وقيامته: "نؤمن بمن أقام من بين الأموات ربنا يسوع المسيح الذي أسلم إلى الموت من جراء زلاتنا وأقيم من أجل برنا" (رو4/25). وبه أيضا وصلنا على المصالحة: "والفضل لربنا يسوع المسيح الذي به نلنا المصالحة" (رو5/11) إن الرسالة الأولى التي يحملنا إياها يسوع القائم من بين الأموات هي أن نكون متسامحين، نمد الجسور نحو الآخرين، نرسخ المحبة والتفاهم ونبني بصلاتنا وسهرنا بنوتنا لله. لقد صرنا بقيامته قادرين على نبذ التطرف والتفرقة والبغض والكراهية وعلى العيش بسلام ووئام ومحبة: "أستطيع كل شيء بذلك الذي يقويني" (فيليبي 4/13)"
أضاف: "في أيام القيامة هذه نتطلع بأمل كبير إلى الأوضاع في زحلة ولبنان ونحيي فخامة الرئيس ميشال عون ونعايده بعيد قيامة السيد المسيح ونحمله في صلواتنا وكلنا أمل أن تستقيم معه أمور الدولة بداية من قانون انتخاب عصري، يراعي مكونات المجتمع كافة ويحافظ على دور لبنان الرسالة. أتوجه في هذا العيد، ونحن على أبواب الانتخابات النيابية، بنداء أخوي الى جميع الذين يتعاطون الشأن العام وبخاصة الشأن السياسي، أن يكونوا قريبين من الكنيسة ويتكاملوا معها، فماذا ينفع الصراع والتباعد؟ لقد حان الوقت أن نفهم كلنا بان القوة تكمن في وحدتنا وتكاملنا".
وختم: "لنصل معا لتكون قيامة المسيح، الفصح السري قيامتنا. فهو نورنا وحياتنا، به ومعه نبني حياتنا وبنعمته نساهم في بناء مجتمع تسوده المحبة والعدالة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News