المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الاثنين 17 نيسان 2017 - 07:57 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

" أيزنكوت" يغتال مصطفى بدر الدين!

" أيزنكوت" يغتال مصطفى بدر الدين!

ليبانون ديبايت - المحرر الأمني

قبل نحو شهرٍ من الآن غاصَ رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت بقضية اغتيال القياديّ العسكريّ في حزب الله، مصطفى بدر الدين (اغتيل قرب دمشق في 13 ايار 2016) ليتقاطع مع تقرير قناة العربيّة الذي يشير إلى فرضيّة "النزاع الدّاخليّ في جسم حزب الله" ليخلُصَ الجنرال الإسرائيلي إلى تبرأة حكومته والبناء على التّقرير في ادّعاءِ وجود "خلافٍ شيعيٍّ - شيعي على حزب الله، وبين حزب الله وإيران". موقف "أيزنكوت" أماط اللثام عن الضلوعِ الإسرائيلي غيرِ المباشر في تقريرِ العربيّة من خلال تجيير المصلحة منه بعد توفير الخدمة المرجوّة سعى من خلالها إلى حرف الاتّهام.

كان جلياً من حديثِ رئيس الأركان الإسرائيلي إنّه استغلّ تقريراً تلفزيونياً من أجل الإيحاء بأنَّ ما جرى لم يكن "فعلاً إسرائيلياً"، أي استخدم التّقرير في إطارِ تنظيف ساحة إسرائيل والإيحاء بأنَّ خِلافاً تفجّرَ في الميدان بين قائد فيلق قدس الإيراني، قاسم سليماني، والقائد العسكريّ لحزب الله مصطفى بدر الدين وهو ما أدّى إلى مقتل الأخير. كان قد سَبِقَ هذا الغوص، إيحاءً مغايراً صدر على صحيفة "يديعوت أحرنوت"، كان عبارة عن عرض صورِ ثُلَّةٍ من قادة حزب الله وحماس. كان لافتاً أنَّ نصفهم قد جرى اغتيالهم بينما الجزء الأخر موضوعاً على القائمة، لكن ما يُعدّ "مثيراً للانتباه" هو كتابة عبارة "تمّتِ التّصفية" على صورة بدر الدين باللغة العِبريّة في عبارةٍ مشابهةٍ لتلك الموضوعة على صورتي عماد مُغنية وسمير القنطار.

صحيفة "ويكلي ستاندارد" الأميركية حاولت البحث في المصادر التي بنيَ عليها تقرير "العربيّة" استناداً إلى المعلومات الواردة ضمنه، ليتّضحَ لديها فعليّاً أنَّ تقارير إسرائيليّة صحفيّة كانت أوّل من أشارت إلى فرضية "الاغتيال الداخليّ" لكن عبر تقديم مصادر ضعيفة كالإشارة إلى تقريرٍ كُتِبَ في صحيفة السّياسيّة الكويتية عام 2014 أورد معلومات "منسوبة إلى مصادر غير واضحة" عن وجود خلافاتٍ داخل الإطار التّنظيمي في حزب الله، لكن المجلة الأميركيّة تضع مصادر الصحيفة بإطارِ الشّكِّ كونها "جهةً معروفة بشنِّ الحملات ضد حزب الله" وبالتالي يصبح كلّ ما كتبه الإعلام الإسرائيلي وكلّ ما تفوّه به "أيزنكوت" أو ورد في العربيّة موضوعاً ضمن محور الشّكّ.

نموذج آخر تورده "ويكلي ستاندارد" عن ضعف المصادر التي تمهّد إلى نسف الفرضيات التي سيقت، كابتداعِ الخلاف "غير الموثّق" بين سليماني وبدر الدين. مثلاً تنقل المجلة عن تقرير قناة العربيّة ارتكازه إلى خلافاتٍ نشبت بين سليماني وبدر الدين بسبب معركة حلب، ويوحي التّقرير بأنَّ بدر الدّين كان توّاقاً للقيادة الذّاتية دون التّنسيق مع الإيرانيين بينما سليماني كان مندفع صوبَ التّفرّد بالقيادةِ في جزء، وجزء آخر متعلّق بمراكمة انجازات بدر الدين التي جعلت منه قياديّاً أساسياً على الجبهة السّورية دفعه طموحه ليطرح تولّي القيادة التنفيذيّة الكاملة. فعلياً كان بدر الدين قيادياً في الصف الأوّل بحزب الله فما حاجته إلى المناصب؟ يفترض أنَّ التقرير كان يجيز القول إن سليماني ومن دافعٍ شخصيّ قرر الإطاحة بـ"منافسه"، لكن "ويكلي ستاندارد" تفنّد إمكانيّة وجود خلاف أو غاية لبدر الدين في المناصب نظراً لطبيعة تكوين حزب الله الداخلي. فبدر الدين، بحسب المجلة الأميركيّة، قد قطع شوطاً في دائرة الثّقة الإيرانيّة، فهو كان ضمن علاقة يعود عمرها إلى 40 عاماً كفلت معرفة الإيرانيين به بشكل وثيق.

لكن وبحسب "ويكلي ستاندارد" فأكثر ما يؤرق صحة المعلومات هو ادّعاء "الغيرة" التي كانت لدى سليماني من بدر الدين ما كان يدفع إلى رفض "تجربته (أي بدر الدين) القيّمة والضخمة ومن ضِمنها رفض تكتيكاته العسكريّة!" لتخلص إلى أنَّ الفكرة القائلة بأنَّ "طموح" سليماني الشّخصيّ هو أنْ يُصبح قائداً عامّاً للعمليات (وهو ما كان عليه بالفعل) هو ما أدّى إلى تصفية بدر الدين يتجاهل طبيعة وأعمال هذا الهيكل المحدّد.

وخَلُصَت المجلة الأميركية، إلى انَّ قناة العربيّة بوقائع عدّة، اعتمدت على مصادر ركيكة وغير دقيقة أو غير ذي قيمة أو غير موثوقة أو غير أهليّة لتُبني في اتّهام "يخلط بين دوافع مزعومة وعداء من سليماني لبدر الدين" تصفه المجلة بـ"المُزعج والمُشوش والتي تتصارع في الاتّهامات مع بعضها البعض" عبر ربط أمورٍ لا يمكن ربطها.

ولكي تعزّز من تفنيدها للوقائع التي سيقت في تقرير العربيّة، تُبرز المجلّة الأميركيّة واقعة الامين العام الأوّل لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي (1989 - 1991) الذي تمرّد على القرار الإيراني في الحزب، فكان حلّ العقدة سياسيّاً عن طريق تهميشه وليس عن طريق قتله لتَخلُص للقول: "التصفية الداخليّة ليست الطّريقة التي يحلّ بها حزب الله الخلافات".

وينتهي تقرير الصحفيّة الأميركية بالإشارة إلى أنّه وإذا كان الغرض مما كيل أو عُرِضَ هو الحرب النّفسيّة، فمن غير الحِكمة أنْ ترتكز على حبلٍ يقف وراء أفكارٍ ذات رؤوس خاطئة أساءت تفسير الطبيعة الحقيقية للعلاقة بين حزب الله وإيران.

في الخُلاصة، كشف كلام رئيس الأركان الاسرائيلي غادي أيزنكوت في تبني روايات الاغتيال العقيمة عما خلف الأحجية وهو ما حاول تقرير المجلة الأميركية إظهاره ليؤكّد ضلوع الأجهزة الإسرائيليّة في سوق الروايات عبر صُحفِ وقنواتٍ عربيّة أو أقله المُساعدة في تقديم الإيحاءات المُناسبة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة