المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الجمعة 21 نيسان 2017 - 03:23 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

عون - حزب الله.. إتفاق على الستين؟

عون - حزب الله.. إتفاق على الستين؟

ليبانون ديبايت

تلعثمت أفواه السّياسيين وعُقدت ألسنتهم عن استخراج الحلول واندثرت طروحاتهم اللهم إلّا العقيمة منها ما ينذر بزحف الأزمات القادمة التي ستشبع نقاشات وتفسيرات دستوريّة. استيراد قانونِ انتخابٍ جديد "مات" وضمّ جثته إلى المقبرة الجماعيّة التي دُفِنَ في ترابها أكثر من 20 اقتراحاً.

أيّامٌ مرّت من عمر "الصَّمت النيابيّ" ولم يطرأ جديدٌ سوى مزيدٍ من التّخبّط. بقي 21 يوماً على مهلة إنتاج الحلول، وما يسرّب من الأقبية السياسيّة لا يشي بالخير. الأقطاب غارقون في دوّامة نشر التمنيات بيد أنَّ ما تضمره الوقائع يأتي بعكس ما تشتهيه سفنهم. اللاءات المرفوعة ما هي إلّا "أُبَرِ مورفين" تُحقن في الجسد لتخديره لتعبّد الطريق أمام عبور "الصّفعة" الآتية كـ"الصّفقة". الحديث هنا ليس عن قانونٍ جديد بل تعويم القانون القديم – النافذ – الذي اقترب من نهاية زحفه نحونا بأقل جهدٍ وعناء، وما هي إلّا أيّام حتّى يتفرّغ الجميع من البحث لتعميده قدّيساً على مذبح الانتخابات.

رئيس الجمهوريّة الذي نادى بخطاب قسمه بدفن السّتين وإنتاج "قانون عادل" بات قاب قوسين من إدراك صعوبة ما يصبو إليه. يطوّق الرئيس بخطاب "دينيٍّ - سياسيّ" يُثير المخاوفَ من الفراغ وبدل أن يقدّم حلولاً للانتخابات وقانونها يتفرّغ لتقديمِ حلٍّ لدرء الفراغ، وأسوأ مخاطره هو تطويب السّتين كبديلٍ عن التمديد الطويل الأمد. كلام البطريرك الراعي، تقول مصادر "ليبانون ديبايت" أنّه بدأ يجد طريقه شيئاً فشيء نحو التطبيق، وهو حفر في نفس الرئيس الذي آلمه سماع نفس الوقائع في مناسبتين، الأولى عندما زاره وفد حزب الله باحثاً، والثانية حين قدّم إليه الراعي ناصحاً، وفي الاثنتين حضر "السّتين" كضيفٍ محمود.

لا تُخفي أوساط سياسيّة وازنة لـ"ليبانون ديبايت"، أنَّ عون يُضمِر في نفسه النسبيّة "لكن لا أحد يجاريه أو يجاري أحداً بعد أنْ تركهم يتقاتلون على جنس القانون" تخطّئ الأوساط الرئيس بهذه الفعلة "كان يجب أن يكون لديه طرح" لكنّه آثر إعطاء الدّور لصهرهِ (جبران باسيل).

في الاجتماع الأخير الذي عُقِدَ بين وفد حزب الله والرئيس عون في قصر بعبدا بحضورِ باسيل والذي اتّسم بإصغاء عون أكثر من تكلّمه، لم يُخفِ وفدا حزب الله، والرئيس إمكانيّة العودة إلى السّتين في حال التّخيير بين الفراغ أو التّمديد، وعندما سُئِلَ عون عن الوفد إذا ما كان يدفع نحو الفراغ أجاب "لا.. لست من يهوى تفريغ المؤسسات" واضعاً أكثر من تفسيرٍ للوفد الذي بدا ظاهره إليه أنَّ عون يجنح نحو تجرّع كأس السّتين!

استتبع ذلك الاجتماع بآخر عُقِدَ مع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حضر إلى قصر بعبدا ناصحاً وطارحاً تقديم المظلة الدينية في أيّ خطوةٍ يرى بها عون "طعنة لعهده". لم يَعُد خافياً أنَّ الراعي طرح على الرئيس عون العودة إلى الستين "من باب الإنقاذ" وهو ما تلقّفه الرئيس بشهيقٍ وزفيرٍ سياسيين خرج بعدهما الرّاعي على الشّاشة طارحاً خطوته الإنقاذيّة التي يقول عارفون أنّها "استندت على عدم اعتراض من قبل عون" وكأنّه نال جواباً إنّه "سيفكر في الأمر" ما شجّعه على إعلان ذلك على الملأ.

حزب الله حتّى في داخله، لا يعترض على السّتين "في حال نفاذ الفرص" أو "في حال أرادوه جماعيّاً"، وهذه حقيقة سمعناها من أجوائه الداخليّة سابقاً والمشهود لها برفض هذا القانون والفراغ معاً لكنّها وفي الوقت نفسه "تؤيّد السّتين إذا ما كان طريقاً لوقفِ زحف الفراغ"، أمّا الجديد فكلام أوضح قيل لـ"ليبانون ديبايت" من مصادر قريبةٍ من حزب الله على مسافةِ أيّامٍ من انتهاء المُهلة الأخيرة.. "إذا وقعنا في المُهل وبات يجب الاختيار بين شرّين، الفراغ أو التّمديد الطويل، فيمكن أن يشكّل السّتين مخرجاً" وهذا الكلام له مدلولات عديدة وأكثر من واضح ويعيد بلورة الطروحات على السّاحة. وماذا عن التّمديد التّقني، تجيب صراحةً "هناك اقتراح موجود في المجلس مقدّم من النائب نقولا فتوش ومجمّد العمل به بحكم صلاحية المادّة 59.. ويمكن أنْ يتحوّل في جلسة 15 أيّار إلى تقني".

على كلِّ حال، تعيد المصادر القريبة من حزب الله لفت الانتباه إلى أنَّ الرئيس عون يقترب أكثر من أيِّ وقت مضى نحو النسبيّة، وتفسير ذلك لإدراكه أنَّ دهم الوقت يحمل في طيّاته "السّتين" وربّما الرئيس يفكر في محاولة الدّفع ضمنياً باتّجاه تبنّي هذا الخيار كخطوةٍ أخيرة بعد نفاذ كلِّ المحاولات. الأكيد أنَّ عون يعرف أنَّ مهما قُدّمت اقتراحات، فلن تحمل معها ضمان صحة وعدالة التمثيل الشعبيّ النيابيّ ومستقبل أفضل للمسيحيين مثل النسبيّ.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة