ليبانون ديبايت - المحرّر الأمني
منذ ما يقارب الثلاثة سنوات، فُقِدَ أثر أيّة معلوماتٍ تُوصِلُ إلى معرفة مصير العسكريين الذي اختطفهم إرهابيون من تنظيم داعش في عرسال. جهدت الدّولة اللبنانيّة عبر المدير العام للأمن العام اللّواء عبّاس إبراهيم في البحث عن أيّة إشاراتٍ حولهم، وهو لم يوفّر لا تركيا ولا قطر ولا الوسطاء على اختلاف مشاربهم من مسعاه في محاولةِ الاستفادة ولو بمعلومةٍ واحدةٍ تُميطُ اللّثام عن طَرْفِ خيطٍ في القضيّة، لكن دون جدوى، وهذا لم يقلّل من عزم الجهات الرسميّة على استكمال متابعة عمليّة البحث والتّنقيب.
حزب الله الذي سبق له أنْ عَمِلَ على خطِّ تقصّي الحقائق حول المخطوفين العسكريين لدى جبهة النصرة (سابقاً)، يضع مسألة العسكريين لدى داعش في صلب أولويّاته وهو، وِفْقَاً لمصادر عليمة، "لم يذخر جهداً في محاولة تأمين الحدِّ الأدنى من المعلومات عنهم". مؤخراً فُتِحَت له ثغرة لمعرفة مصير العسكريين من بوّابة اتّفاق القرى الأربعة السّوريّة (الفوعة، كفريا، الزبداني ومضايا) بعد أن طالبت قطر التي استضافت على أراضيها التّفاوض بين الأطراف، بضّمِ قضيّة اختطاف 24 قطريّاً بينهم أشخاص من العائلة الحاكمة في العراق إلى الملف ومن حزب الله المساعدة في هذه القضيّة.
المُفاوض الإيراني الّذي كان ينوب عن حزب الله والدّولة السّوريّة، أبلغ القطريين الموافقة التي وردته من بيروت وأُوْكِل حزب الله بالمهمة، فأرسل الأخير موفداً إلى بغداد للقاءِ الجهة الخاطفة والتّفاوض معها، وهكذا كان. استغلّ حزب الله هذا الباب من أجل إشراك لبنان في الصّفقة من بوّابة العسكريين المخطوفين، إذ تؤكّد معطياتٍ عدّة لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ حزب الله وعلى مبدأ المعاملة بالمثل، طلب من قطر عبر المفاوض الإيراني أن تساعد وتساهم في حلِّ قضيّة العسكريين اللّبنانيّين المخطوفين لدى داعش، لكن الطلب جوبه بالرّفض بذريعةِ "عدم وجود أيّ نوافذ أو أدوات ضغطٍ أو قنوات اتّصال بين الدّوحة وداعش في سوريا".
وعلى ما تقول المعلومات، فإنَّ حزب الله كان يكرّر مطلبه عند كلّ تقدّم في المفاوضات مع الجهة العراقيّة الخاطفة، خاصّة بعد أنْ طلبت الدّوحة ضمّ سعوديّان إلى الصّفقة، كانا قد خُطِفا في العراق أيضاً، لكنّه كان يصطدم بإصرارٍ على الرفض ووجود الذريعة نفسها، أي لا إمكانيّة للتّواصل مع داعش، لا بل إنَّ القطريّ قدّم إيضاحات وأدلّة تُثبتُ "قلّة الحال" مكتفياً بإعلان إنّه يمتلك قناة اتّصال محصورةٍ بجبهة النصرة وحركة أحرار الشّام.
في الخُلاصة، نال حزب الله وعوداً بأنْ يُعمَل على القضيّة، ومحاولة تأمين قنوات للتّواصل مع داعش في سوريا لاحقاً عبر جهاتٍ وسيطةٍ لمعرفة مصير العسكريين اللّبنانيّين، في وقتٍ كان يتفرّغ من إنهاء وِساطته النّاجحة التي أدّت إلى الإفراج عن القطريين الـ24 والسعودييّن.
تجدر الإشارة إلى أنَّ القطريين الذين دخلوا العراق في مهمّة صيد، كانوا قد اختطفوا في منتصف شهر كانون الأوّل 2015 في بادية السّماوة جنوب بغداد من قبل 100 مسلح، بينما السعوديّان خُطِفَا قبل 18 شهراً من الآن.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News