أقام مركز بلاط في "القوات اللبنانية" عشاءه السنوي، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا برئيس جهاز التنشئة السياسية في الحزب الدكتور انطوان حبشي، شارك فيه النائب وليد الخوري، رئيس البلدية ساسين القصيفي والرئيس السابق بولس القصيفي، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط ممثلا بمختار جبيل اديب صليبا.
وألقى حبشي كلمة نقل فيها تحيات جعجع، مشيرا الى ان "بلدة بلاط هي ملجأ لكل انسان يريد ان يبقى حرا مرفوع الرأس"، وقال: "المرحلة التي نمر فيها اليوم دقيقة جدا ولا نفهمها الا اذا نظرنا الى تاريخنا، لأن لبنان ككيان سياسي لم يكن الا نتيجة للتوافق اللبناني وقضية الانسان والحرية".
واستذكر "قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي وصف لبنان بانه اكثر من بلد بل رسالة والراحل شارل مالك الذي وصف لبنان بانه حرية الانسان، ولبنان الرسالة موجود اليوم في صحراء تحيطه ومكونة من العنف الرمزي والفعلي والإرهاب الموجود بقربنا على اختلاف أنواعه. في ظل هذه الصورة السوداء سياسيا هناك نقطة أمل ظهرت في ظل الإطار السياسي الذي كنا جميعا نحاول تغييره منذ 2005 حتى اليوم، وخلق أمل بالمستقبل لا للمسيحيين بل للبنانيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية ولم نفلح، لكن ما خلق إمكانية إعادة بناء دولة وفتح الطريق لتوريث اولادنا وطنا هو تفاهم معراب ومن خلاله ايصال رئيس للجمهورية لديه جمهور واسع يؤيده يستطيع تشكيل قوة ضاغطة يؤكد من خلالها ان وجودنا ليس بالزبائنية او الاثراء غير المشروع، بل من اجل بناء وطن ليكون كما كان ايام اجدادنا ملجأ لكل انسان يبحث عن حريته وكرامته ومصيره، ومن هنا القوات اللبنانية خلال الحرب كانت مقاومة لبنانية لا صفة دينية لها ولا طائفية".
أضاف: "تفاهم معراب الذي أوصل العماد عون الى سدة الرئاسة هو الطريق الصحيح لاستعادة الحضور المسيحي في النظام السياسي والدولة والوطن الذي نطمح اليه، صحيح معا فتحنا الباب على امكانية اعادة بناء الدولة لكن الطريق ما زال طويلا للوصول الى أهدافنا في ظل الصعوبات الكثيرة التي ما زالت تعترضنا وهي في حاجة الى الكثير من الجهد والمثابرة والتضحية".
وتطرق الى "الصعوبات التي تعترض مسيرة قيام الدولة وأولاها معركة السيادة وإنقاذ لبنان"، مشددا على "ضرورة ان نعرف كيف نحمي وطننا من الصراعات والتجاذبات التي تحصل في المنطقة برؤية وأجندة سياسية محلية وفي الحفاظ على الوطن وحدوده والا يرف جفننا خارج الحدود اللبنانية منعا لوصول الويلات الينا وان يبقى مصيرنا وقرارنا بيدنا وان نسلم قدرتنا للمؤسسات الشرعية والامنية وعلى رأسها الجيش".
وتابع: "المطلوب عندما ينتخب الشعب مجلسا نيابيا ويعطي هذا المجلس الثقة للحكومة الا تكون هناك مداولات تتعلق بمصير لبنان خارج المؤسسات الشرعية، وبذلك نسترد سيادتنا. صحيح عام 2005 حققنا نسبيا الاستقلال ولكن اليوم نحن مدعوون لان نتخلى عن اي مشروع مرتبط بغير الواقع اللبناني لاننا نريد ان نبني لبنان مع كل مكونات هذا الوطن شرط الا نورث اولادنا تبعات مسائل سياسية ومعارك لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد لاننا نحن شعب لا نخاف وعلى استعداد للقيام بما هو مطلوب منا عند الحاجة".
وشدد على "ضرورة استعادة حق اللبنانيين بتجسيد ارادتهم، وذلك لا يمكن ان يحصل اليوم الا من خلال قانون انتخابات يسمح باعادة الشراكة الى النظام السياسي من خلال استطاعة المسيحي انتخاب ممثليه لا الذين كانوا يمثلون طموحات سلطة الوصاية السورية". وقال: "اليوم نمر بمرحلة دقيقة على صعيد الوطن، والطائف الذي ينص على المناصفة بين اللبنانيين طبق بشكل مغلوط في زمن الوصاية السورية وازلامها وادواتها في لبنان لجهة عدم السماح للمسيحيين الذين بنوا وطن الحرية والكرامة من ايصال ممثليهم الى المجلس النيابي".
ورأى ان "قانون الانتخابات النيابية هو السلم الاهلي الوحيد، والتكاتف والمناصفة في النظام السياسي هما السلم الامني الوحيد، وتحقيق ذلك يتطلب وضع قانون انتخابي يسمح للمسيحيين بايصال اكبر عدد من ممثليهم الى الندوة البرلمانية. مسؤوليتنا بعد تفاهم معراب ان نقول للمسيحيين ان هذا التفاهم هو الامل باستعادة المناصفة داخل النظام السياسي وهذا لن يحصل الا من خلال قانون للانتخابات، لذلك علينا القول لا للتمديد للمجلس النيابي ونعم لتجديد السلطة السياسية، لا لقانون يلغي وجود المسيحيين وفق المناصفة داخل النظام السياسي ونعم لتطبيق الطائف بروحيته وبالتوازن داخل المجلس النيابي بين المسيحيين والمسلمين، لا لاكمال العد والحسابات الرقمية الناتجة من الخلل في تطبيق الطائف في ظل سلطة الوصاية ونعم لإرساء لبنان ككيان نهائي وعبر المناصفة السياسية. بتكاتفنا وتضامننا نستطيع تعديل قانون الانتخابات لكي نسمح للمسيحيين بأن يتواجدوا في السلطة".
ودعا الى "ضرورة استعادة اللبنانيين ثقتهم بذاتهم من خلال رؤية واضحة وعدم الخوف من المطالبة بحقوقهم وصولا الى تحقيقها"، مؤكدا ان "حياتنا الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد في الدولة هي اساس من اساسات هذا الحق. الفساد في الدولة ليس بالرشوة بل من خلال ملفات بين القوى السياسية وطريقة حكم تعتمد لكي يستطيعوا البقاء في السلطة. يجب التحلي بالصبر والقدرة والمثابرة لكي نستطيع إلغاء كل هذا الفساد ومنع تحويل الدولة الى اقتصاد ريعي".
وقال: "المعارك التي نواجهها اليوم ويعتبرها البعض صعبة علينا ان نتخطاها، وكل انسان يعتبر ان لبنان سيأخذ وجها غير الوجه التاريخي له هو مخطىء لان وراء لبنان هناك ارادتنا واهدافنا الواضحة وتعاطينا الشفاف في كل المسائل".
وختم حبشي: "القوات اللبنانية عندما تضع نصب أعينها هدفا تصل اليه، فعام 1994 عندما تم تلفيق تفجير سيدة النجاة لاعتقال الدكتور سمير جعجع كنا نبحث عن شخص للحديث معه ويصغي الينا سواء في السفارات الاجنبية او الشخصيات السياسية وكانوا يقولون لنا لا عقل سياسيا عندكم، والبعض كان يقول لنا ان الاسد سيقطع رأس الحكيم، ولكن اليوم سمير جعجع رأسه على كتفيه ويشارك في الحضور المسيحي في لبنان والشرق والاسد في الشام ستقلع اسنانه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News