"أرنب" السيد حسن نصرالله!

ليبانون ديبايت - المحرّر السياسي

نشأت لجنة انقاذ مصير الانتخابات قبل أشهر "رباعيةً" فتطوّرت بمجرى الزمن وباتت "سداسيّة". لم يكن هذا التطوّر ليحصل إلّا من خلال تناحرِ وتصارعِ الأقطاب عملاً بنظريّة داروين الخاصّة بالنشوء، وللمفارقة، إنّه وعلى نفس خواتيم الباحث الإنكليزي سارت اللّجنة، التي "فرّخت" لجان ضاعت في التأويلات وذهبت معها سبل العلاج أدراج الرياح.

لم يكن تطوير "الرباعية" إلى "سداسيّة" بعد ضمِّ القوّات اللّبنانيّة (النائب جورج عدوان) والحزب التقدميّ الاشتراكيّ (الوزير السّابق غازي العريضي) ناجعاً، بل إنَّ الاجتماعين الذين عُقدا في وزارتي الماليّة والخارجيّة لم يخرجا بما لذَّ وطاب، بل زادا في التباعدِ تباعداً.

وعلى الرغم من أنَّ الوزير غازي العريضي أسهب في شرح مخاطر السّير في الاقتراح التأهيليّ والتصويت عليه على طاولة مجلس الوزراء، لكن كلامه لم يلقَ أذناً صاغية من الوزير جبران باسيل الذي زاد من تشدّده تشدّداً، بيد أنَّ من سرق الأضواء في الاجتماع الثاني المستكمل للأول كان الوزير علي حسن خليل الذي غاب "دون عذر". وإذ تواتر أنَّ من خلف عدم حضوره امتعاض لدى برّي عبّر عنه من خلال تقصّد عدم الحضور وتوجيه رسالة، أبلغ "ليبانون ديبايت" من مصادر عليمة، أنَّ غياب الخليل مرتبط بـ"حادثة وفاة وجب حضور عزائها" مضيفةً "من يحاول الإيحاء أنَّ من خلف عدم الحضور رسالة، يكون قد دخل في زواريب ولاديّة تدلّ على أنّه غير فهيم بكيفيّة تصرّف رئيس المجلس في الأمور المصيريّة".

وتبين ان المناقشات التي حصلت بين جدران مكتب الوزير باسيل أنّها كانت "عقيمة، فاشلة وغير منتجة"، ورغم أنّها خصّصت حيّزاً واسعاً لبحث اقتراح الرئيس نبيه بري (نسبي على 10 دوائر مقرون باقتراح إنشاء مجلس شيوخ)، لكن الاجتماع دخل في جِدال بيزنطي حول الأصل، الدّجاجة أم البيضة!، وتالياً بدى التجاذب لافتاً حول التأهيليّ خاصّة لدى الاشتراكيّ والقوّات فكان النقاش أشبه بـ"كباش"، ورفعت الجلسة على خلاف دون أنْ يُحدَّد موعد مقبل، "وعدنا إلى الدائرة صفر" كما تقول المصادر.

وبحسب المعلومات، فـ"باسيل أصرَّ في الاجتماع على مشروعه التأهيلي مقروناً بطرح إنشاء مجلس الشيوخ في آنٍ معاً" متجاهلاً حتّى البحث في اقتراح الرئيس بري مشيحاً بنظره وسمعه عن معارضة زملائه في اللّجنة كونه لم ينل سوى انتباه نادر الحريري الذي تكاتف وتضامن معه.

وكان قد سبق اجتماع الخارجيّة، خطوة قوّاتيّة مالت نحو خيار بري، ابتدأت بالاجتماع الذي حصل في مكتب الوزير الخليل بوزارة المالية مع النائب عدوان، الذي استتبع باتّصال هاتفيّ أبدى خلاله الأخير "اهتماماً قواتيّاً" باقتراح رئيس المجلس، وهو ما وصلت أصداؤه إلى باسيل الذي أرسل عبر "الواتس آب" موقفاً رافضاً للسير باقتراح بري ما أعاد قلب الأمور رأساً على عقب وضيّع النقاش.

وعلى مبدأ "راجعة بإذن الله" نجح التضامن والتعاضد بين الرئاستين الأولى والثالثة من إعادة ضخ الحياة في جسد الحكومة بعد الاتّفاق على التئامها يوم الخميس القادم برئاسة عون في قصر بعبدا. وعلم "ليبانون ديبايت" أنّه على جدول أعمال الجلسة أكثر من 100 بند يتسيّدهم بند الانتخابات النيابية (بند رقم 1) والباقيّة هي أمور لوجستيّة متعلّقة بالوزارات وأخرى خاصّة بتشكيل وفود رسميّة وغيرها.

وإذ لا يبدو أنَّ هناك خرقاً انتخابيّاً سيحصل مع تمديد عطلة نهاية الأسبوع إلى يوم الاثنين، يوم عيد العمل، يُتَوقّع أنْ يشتدّ عود العمل على إنتاج قانونٍ انتخابيٍّ بعد كلمة الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الثلاثاء القادم. وإذ أجمع كلّ الذين تواصل معهم "ليبانون ديبايت" من مرجعيّات وشخصيّات سياسيّة أنَّ الكلام في ملعب السّيّد، أبدت مصادر متابعة اعتقادها أنَّ "نصرالله ربّما يُخْرِجُ أرنباً من جعبته" يقود ملف الانتخابات إلى وجهة مختلفة عن ما هو سائد حاليّاً يخفّف الاحتقان قبل جلسة 15 أيّار.

وألمحت المصادر، إلى أنَّ نصرالله الذي كان صارماً وحاسماً في السّير بالعماد عون لرئاسة الجمهورية معاكساً رأي حلفاء إقليميين ورغبة سليمان فرنجية بالذات.. هل سيكون له يوم الثلاثاء وما يليه موقفاً بذات الصرامة والحسم، ما يؤدّي إلى سلوك درب التقرير بدل الدوران في حلقةٍ مُفرغة؟