نصرالله يقود "خرق انتخابي".. القوّات "تُدوزِنّ" خِياراتِها

ليبانون ديبايت – المحرر السياسي

أرسى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الجريح أمس الأوّل، أجواءً تفاؤليّة في مكانٍ ما معطوفة عن أخرى يجري الحديث فيها داخل أقنية ضيّقة، لكن ذلك لم ينسحب بعد على أجواء البحث الانتخابيّ العام الذي تشوبه محاذير ما زالت ملبّدةً بغيوم المصالح الضيقة التي تعيق حركة الرؤية.

حفر كلام نصرالله في وجدان البعض. النائب وليد جنبلاط رحب، كذلك الرئيس نبيه برّي وحشد آخر من السّياسيّين يراهن على إمكانيّة تليين موقف الوزير جبران باسيل الذي لم يبقَ أمامه غير سلوك طريق النّسبيّة. اللافت، ما أكّده الرئيس نبيه برّي يوم أمس، والذي كان "ليبانون ديبايت" قد تناوله لجهةِ إمكانيّة تأجيل جلسة 15 أيّار خوفاً من التّفجير. وفي هذا المجال، تشير المعلومات الخاصّة أنَّ "الاتّصالات قد نشطت على هذا الخطّ معطوفةً على إمكانية تأمين توافق مبدئيّ على تأجيل البحث الانتخابيّ وتوفير مُنَاخاتٍ أفضل"، هذه المنُاخات يعمل على تأمين ظروفها في جلسة الحكومة اليوم، حيث سيُجرى طرح موضوع قانونِ الانتخاب بالعموميّات.

وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ إمكانيّة التّصويت على قانونٍ ما قد سقطت من جرّاء مفاعيل مواقف عددٍ أساسيٍ من المكوّنات مضافةً على كلام نصرالله، وسيُستَعاضُ عنها بالانتقال إلى بحثٍ أشبه بالنّقاش في الموضوع الانتخابي مع تطعيم إرساء جوٍّ من الهدوء قد يؤدّي في الأيّام المتبقّية من عمر موعد جلسة 15 أيّار إلى تولّد عوامل بحث هادئة لاقتراحات "أقرب إلى العقل". مصدر وزاري أفاد "ليبانون ديبايت" عن أجواءٍ تفاؤليّة بدأت تتوافر في السّاعات الماضيّة، عمادها تقدّم البحث حول القانون النسبيّ الذي انتجه الرئيس نبيه برّي ولكن مع تعديلٍ في الدّوائر لتبلغ بين 10 - 11، وهو ما أكده أيضاً مصدر مسيحي كاشفاً أن القوات اللبنانية بدأت "بدوزنة" خياراتها نحو تبنّي نسبية الدوائر الوسطى مع دوائر مشروطة مبقيةً هذا الحديث في الصلونات.

وقالت المصادر، إنَّ إمكانيّة الوصول إلى اتّفاق مبدئي "غير واضحةٍ حالياً، ولنترك المجال للأيّام القادمة لكن هناك مؤشرات إيجابيّة" موضحة ً أنَّ "الاتّفاق إنْ توفّر لن يكون على القاعدة التي يضغط منها الوزير باسيل بل على أساس المبادئ العامّة التي يكفلها الدّستور وتكفل تراجعه وملاقاته من الجميع على مسافةٍ واحدة".

وعن مسألة التمديد قالت إنّها "ابتعدت عن المُتَناول حالياً" وهذا الكلام دعمه الرئيس نبيه برّي بموقف في لقاءِ الأربعاء إذ قال: "اطمئنوا، أقول باسم المجلس، التّمديد للمجلس غير وارد قطعا وبتاتا، وهذا الكلام أيضا للذين يحاولون أنْ يتهموننا بهذا الأمر". ونقل للنوّاب إنَّ انعقاد جلسة 15 أيّار أو عدمه يعود إلى تقدير الرئيس بري الحريص على الاتّفاق على قانون الانتخاب، وإذا لم تُعقد فسيدعو إلى جلسات متتالية.

رباعياً ما زال الامتعاض يسود حال الوزير جبران باسيل من مقاطعة "اجتماع اللقلوق" من الثّلاثي أمل – حزب الله - الاشتراكيّ، وهو ما انعكس بعدمِ توجيه دوائر رئيس التّيّار أي دعوة جديدة لعقد لقاء جديد، لا على المستوى الرباعي ولا السّداسيّ.

وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ عدم حضور مندوب حزب الله (الحاج حسين خليل) الاجتماع، مردّه إلى توجيه رسالة احتجاج دبلوماسيّة إلى باسيل وإفساحاً في المجال أمام كلمة نصرالله أمس، التي قالت مصادر قريبة من الضاحية إنَّ "الحزب سيبني تحركاته اللاحقة انطلاقاً منها". وتشير المعلومات، أنَّ الحِراك الحالي يتوزّع بين ثنائي وثلاثي وحراكاً على مستوى التقنيين الذين عززوا من اتّصالاتهم في السّاعات الماضية.

ويبدو أنَّ الجو آيل نحو تعزيز البحث في الفترة الحاليّة الفاصلة عن موعد 15 أيّار بغية تمرير القطوع بهدوء ودون خلق عوامل ازعاج قد تؤرق العهد الذي لا يريد الدخول في نزاعات حاليّاً.