التجمع الوطني: سيعود الاخضرار بعد القضاء على الفساد

وجه رئيس لجنة البيئة في "التجمع الوطني الديموقراطي" جورج قسطنطين العيناتي نداء إلى الشعب اللبناني بمناسبة عيد الشهداء قال فيه: "أزالت مصانع إسمنت شكا أكثر من مليار طن من تراب الكورة، اقتلعت أكثر من مليون شجرة زيتون، قضت على جبال واجهتها البحرية وينابيعها ومعالمها التراثية والحضارية والطبيعية، حيث أصبحت الوفاة اليومية بالسرطان أمرا عاديا بينما أصبحت الوفاة العادية أمرا نادرا، واحرقت مصانع إسمنت شكا كميات مخيفة من الفحم البترولي (البتروكوك) بين البيوت السكنية وفوق المياه الجوفية. واليوم تعيد العمل في المقالع التي تحولت إلى رمز للدمار البيئي الشامل، وهذه المقالع هي فوق أهم معالم التراث الإنساني والثقافي والحضاري".

أضاف: "في ذكرى عيد الشهداء، نتوجه إليكم يا أحرار لبنان، وندعوكم إلى التحرك الشعبي لإيقاظ الضمائر النائمة وإيقاف هذه المقالع التي تزيل جبال وينابيع ومعالم وقرى الكورة من الوجود، مضيفا: " ان ارضكم يسرق ترابها وشبابكم تسرق حياتهم ،ولن نقبل باستمرار العمل فيها ما لم يكن لديها ترخيص موافق عليه من كامل أعضاء المجلس الأعلى للمقالع والكسارات".

وتابع: "لقد توجهنا إلى النيابة العامة البيئية في الشمال، وإلحاقا للاخبار الذي سبق أن قدمناه إليها عن مخالفات مصانع إسمنت شكا"، لافتين النظر إلى "ضرورة استدعاء أصحاب هذه الشركات والتحقيق معهم وأن يبرزوا الرخص التي يحفرون بموجبها المقالع ويزيلون الجبال"، قائلا: "فإذا كانت غير متوفرة، يصار إلى إقفالها الفوري والنهائي"، سيما أنها مخالفة لقرار مجلس الوزراء الصادر أمس لاعطاء مهلة شهر، وبذلك يكون قد توفر ثلاثة شروط لإقفالها، اولا عدم توفر رخص وثانيا لا يتوفر في داخلها أي ستوكات باستثناء المقالع القريبة من الشركات بل إنها تنهش الجبال وتزيل معالم الطبيعة، وخاصة مقالع بلدة كفرحزير التي لا يوجد فيها أية ستوكات تبرر إعطاءها مهل لنقلها، وثالثا حتى ولو كان أي منها مرخصا فإنها تسبب اعتداء فاضحا على البيئة وضررا إنسانيا وصحيا فادحا وإنها موجودة في أماكن خاطئة".

وقال: "في الأول من أيار قامت إحدى هذه المصانع بإطلاق العنان لمداخنها ما سبب تطاير غبار كثيف هو أشبه بانفجار نووي غطى المنطقة مع ما يحمله من مواد سامة. ندعو إلى التحقيق مع أصحاب هذه الشركات في هذا الحادث وفي تخزين جبال من مادة الكلينكر على الشاطىء. مصنع رأس الخيمة قد سبق أن أقفل لمدة شهر بسبب وجود كمية من الكلينكر المكشوف، فكيف إذا كانت جبال من الكلينكر موجودة على الشاطئ تماما؟"

وسأل: "هل يعقل أن توجد مصانع اسمنت ومقالعها فوق أهم بحيرة مياه جوفية في الشرق وعلى أهم شاطئ سياحي فيه وعلى بعد مئتي متر من مركز تغذية نبع الجرادي الذي يشرب منه عدد كبير من قرى الكورة بعد ضخ مياهه إلى بلدة فيع؟"، مضيفا: "وهل يعقل أن تطلق مصانع الإسمنت هذه العنان لغبارها السام حينما يحلو لها وتنشر تراب الإسمنت المشبع بالكروم والنيكل المسرطن وسواه من هدايا الموت لأهل الكورة؟"

وختم: "إنطلاقا من تحركنا الشعبي سيعود اخضرار لبنان بعد القضاء على الفساد والإرهاب البيئي فيه، إنتظروا قريبا تحديد موعد ومكان التحرك الشعبي".