افتتاح اليوم المؤتمر الدائم لوسائل الإعلام المرئي والمسموع تحت عنوان "تعقيدات وخبريات دول المتوسط دور الإعلام والرأي العام"، الذي ينظمه "تلفزيون لبنان" برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الإعلام ملحم الرياشي.
وألقى الرياشي كلمة رحب فيها بالحضور "وهذا النشاط المتوسطي اللامع الذي يؤكد أهمية الحوار والتواصل بين الحضارات وبين جميع الناس". وأضاف: "هناك من يقول إن الخلاف واقع بين من يقتنع ويؤمن بصراع الحضرات ومن يؤمن بالحوار، وأنا أعتبر أن الخلاف في مكان آخر هو بين من يحض على المحبة والتواصل والحوار ومن يحض على الكراهية، الصراع داخل الإنسان، والآلة موجودة لخدمة الإنسان عسى أن يستعملها لمصلحته وخيره، تماما كما نستعمل الخنجر أو السكين، نستطيع أن نأكل بهما تفاحة أو نرتكب بهما جريمة. ولكن معظم سكاكين بيوتنا في هذا المشرق هي لأكل التفاح وليست للجرائم. بين المسيحيين والمسلمين حكايات طويلة، وعسى أن يروي هذا المؤتمر الحكايات الإيجابية".
ولاحظ "أننا حين نرى ورقة بيضاء أو فستان عروس أبيض وعليه نقطة حبر، ننظر جميعا إلى هذه النقطة وننسى أن الفستان بكامله أبيض. الصورة البيضاء أكبر، ونحن جديون في التفائل بالمستقبل، على أمل أن نعمل لتحقيقه بنقل النموذج اللبناني والمشرقي من التعايش والتفاعل، وعدم نهش بعضنا بعضا، بل بالحوار في ما بيننا وعدم تركيب الكمائن، إنما التفاعل مع بعضنا وقبولنا للآخر بأخطائنا، وهذا هو سر الاستمرار والاستقرار، سواء في المتوسط أو في العالم".
وتابع: "هنا تقع مسؤولية كبيرة على مسيحيي هذا الحوض المتوسط، من لبنان الى كل هذا الحوض في المشرق، على المسيحيين الذين يعيشون مع المسلمين في بلاد ومجتمعات واحدة متنوعة ومختلطة، متفاعلة في ما بينها. إنها مسؤولية مضاعفة، ومن واجبهم أن ينقلوا صورة الإسلام الحقيقية إلى العالم، فيما تحاول أدوات الدعاية قتل هذا التعايش وأبلسة الإسلام وشرذمته وتحويل المسلمين إلى إرهابيين. إنها مسؤولية المسيحيين المشرقيين قبل أي مواطن آخر، ومسؤوليتنا نحن المسيحيين في لبنان قبل المسيحيين الآخرين. على اللبنانيين أن يحملوا هذه الرسالة بفخر إذا كانوا يعتقدون أو يؤمنون- وهم يؤمنون- بأنهم وطن رسالة لا وطن استهلاكي. نحن وطن رسالة لا أكثر ولا أقل. لقد خلق الله الصوت حرا بحيث لا يستطيع أحد منا أن يلتقط الكلمات، وفي ذلك حكمة، فتصل الكلمات الى كل الناس من دون استثناء، ويفسرونها بما يمتلكون من حرية وما يحفظون في قلوبهم".
وختم: "نحن معا ننتصر، وإذا كنا متفرقين فسنهزم. نحن معا لأجل كلمة حرة بانية ولأجل عمارة الكلمة في المتوسط، ولأجل أن نحمل رسالة ويخرج هذا المؤتمر بتوصية واضحة وحقيقية، أي نموذج سنقدم لشباب الغد والأجيال الصاعدة؟ هذا ما هو منتظر منا. لا نستطيع أن نكتفي بمواجهة الآلة والتكنولوجيا، ولا نتفاعل معها بحسب ما تقتضيه مضامين رسالتنا المتوسطية، وعليكم أن توصلوا هذه الرسالة الى الجميع من دون استثناء".
وكان المؤتمر استهل بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية للإعلامي ياسر غازي تحدث فيها عن أهمية انعقاد المؤتمر للمرة الأولى في لبنان، وبعدها فيلم عن لبنان في copeam.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News