"ليبانون ديبايت" - ياسمين بودياب
"لا تنتظر قدوم العيد كي تعطي، إصنع بنفسك كل يوم عيدًا للآخرين".. من هنا انطلقت، ومن هذه الفكرة مضت قدمًا لتبلغ أعلى مراتب العطاء بلا كلل.
شيرين قباني، صحافية شابة، أرادت أن تتشارك العيد مع أشخاص حرمتهم مرارة الأيام وقسوتها هذه الفرحة، لسنوات طويلة. بدأت شيرين بنفسها، فقررت مدّ يد المساعدة بمبادرة فردية، لتفتح خزانتها وتصمّم التبرع بملابسها، التي ما عادت بحاجة لها، لأشخاص أكثر حاجة، علّهم يعيشون هذه السنة فرحة لا مثيل لها.
وفي حديث لـ"ليبانون ديبايت"، شرحت قباني كيف راودتها الفكرة وقرّرت نشرها ومشاركتها مع الآخرين، فقالت: "كل شابة تفتح خزانتها يوميًا لانتقاء ما يناسبها من ملابس، إلا أنّها دائمًا تردّد الجملة الشهيرة "ما عندي شي إلبسه"، في حين تملأ الملابس خزانتها، فتقرر بعدها شراء ملابس جديدة والتخلّص من تلك المستعملة".
من هنا، فكّرت شيرين بالنّاس المحتاجة، وقرّرت التّبرع بملابسها المستعملة، وذلك بعد تنظيفها وإعادتها كأنها جديدة، بالتعاون مع المصبغة التي رحّبت بفكرتها ولم تقبل إلا الحصول على مبلغ رمزي من المال، مقابل كل هذا العمل.
وفي زمن تأخذ مواقع التواصل الإجتماعي حيّزًا كبيرًا في نشر الأفكار، اتخذت قباني منها منصة لنشر حملتها، فقامت بإنشاء صفحة تحت عنوان "تياب العيد"، شاركتها مع أصدقائها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فكان الشعار المرافق لحملة "تياب العيد" يتلخّص في جملتين: "افتح خزانتك للخير، افتح خزانتك لتياب العيد". إلا أن المفاجأة كانت بالكَم الهائل من الإتصالات التي تلقتها قباني من أشخاص أرادوا فعل الخير ومد يد العون والمساعدة.
وشدّدت قباني على أن "الفكرة إنسانية بحت ولا تبغى الربح المادي، بل رسم بسمة حقيقية على وجوه الآخرين".
وأضافت لموقعنا: "كانت الفكرة متواضعة، وكنت أخطط أن أجمع الثياب المستعملة في منزلي لأقوم بتوزيعها لاحقًا، إلا أن عدد الملابس زاد بشكل جنوني، فاستأجرت محلًا أصبح جاهزًا لاستقبال ضيوفه من جميع الأعمار والطوائف والجنسيات". منوّهة بشركة "وافا لتنمية القدرات" التي تبنت هذا المشروع، عبر تغطية مصاريف المحل لمدة 4 أشهر".
وأردفت "اللافت في الأمر أن المساعدات لم تقتصر على المناطق اللبنانية، فقد تلقيت اتصالات من الكويت واليمن وغيرها من البلدان، من أشخاص يريدون التبرع بثيابهم، إضافة إلى أن البعض قام بإرسال ملابس جديدة ومن ماركات عالمية وباهضة الثمن".
أما بالنسبة لآلية التوزيع، فأشارت قباني إلى أنها تعاونت مع جمعيات ستقوم بتزويدها بأسماء عائلات محتاجة، لتقصدهم وتقدّم لهم ما يناسبهم من ثياب. مضيفة أن الإنطلاقة ستكون من بيروت مع بداية شهر رمضان المبارك، لتنتقل بعدها الى كافة المناطق اللبنانية، حيث ستحدد يومًا من كل أسبوع تزور فيه إحدى القرى البعيدة عن بيروت.
ودعت قباني عبر موقعنا جميع المتابعين للمشاركة في عمل الخير والمساعدة من خلال التواصل معها عبر مواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك": تياب العيد، وعلى صفحة "انستغرام": tyebeleid، كذلك يمكن الإتصال على الرقم: 70964595 للإستفسار عن كيفية التبرع وإيصال الملابس.
الفرصة تمرّ مرّ السّحاب، فانتهزوا فرص الخير، ولا تتقاعسوا عن مساعدة المحتاجين وزرع البسمة على وجوههم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News